موقع مقالة نت
اهم المقالات التي تهم القارئ العربي

رسالةٌ إسرائيليّةٌ حادّةٌ للسعوديّة: لا تطبيع مُقابِل دولةٍ فلسطينيّةٍ والسلام لاحقًا بعد القضاء على حماس

0 0

كشفت صحيفة (معاريف) العبرية أنّ دولة الاحتلال  وجهت رسالة واضحة إلى السعودية بشأن تطبيع العلاقات بين البلدين، مؤكّدةً أنّ موقف الاحتلال الرافض للدولة الفلسطينيّة ثابت، وأنّ التطبيع سيأتي في مرحلةٍ لاحقةٍ بعد تحقيق أهدافه الاستراتيجيّة.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عَرَضَ في الأيّام القليلة الماضية أولويات إسرائيل خلال اجتماع مع وفد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من الحزبين، وهي “منع إيران من الحصول على السلاح النووي، وتحرير جميع الرهائن، والقضاء على حماس في غزة، وبعد ذلك اتفاق مع السعودية”، طبقًا لأقواله.
وأضافت الصحيفة، اعتمادًا على مصادر رفيعةٍ في ديوان الوزير، أنّ الاجتماع الذي عُقد بهدف التعبير عن الدعم للاحتلال، حضره عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، من بينهم ليندسي غراهام، وشيلدون وايتستون، وريتشارد بلومنتال، وجوني إرنست، ودان ساليفان، بالإضافة إلى نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأمريكيّ إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتيغوس.

 

وأوضحت الصحيفة أنّ كاتس شدّدّ خلال الاجتماع على أنّ “إسرائيل لن توافق أبدًا على إقامة دولةٍ فلسطينيّةٍ تهدد وجودها”، مضيفًا أنّ “خطة ترامب بشأن غزة هي الخطة الوحيدة التي يمكن أن تضمن الأمن لسكان الجنوب ولدولة إسرائيل، خاصة بعد الدروس المستفادة من أحداث 7 أكتوبر”.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ تصريحات الوزير الإسرائيليّ تأتي في وقتٍ تؤكّد فيه السعودية رسميًا رفضها تهجير سكان غزة، مشدّدّةً على أنّها لن تُقيم علاقاتٍ مع إسرائيل دون قيام دولةٍ فلسطينيّةٍ.
وفي سياق متصل، أشارت الصحيفة إلى تصريحات العميد السابق في جيش الاحتلال أودي ديكل الذي تحدث في إذاعة عبريّةٍ محليّةٍ (103 إف.إم)، في وقت سابق من هذا الشهر، قائلاً إنّ “ترامب دخل البيت الأبيض وهو يصرح بأنّه سيُغيّر جميع قواعد اللعبة العالميّة. ولكن في الموضوع الإيرانيّ، هو يرغب في العودة إلى الاتفاق النوويّ، مع تحسيناتٍ، الذي يبعد إيران عن القنبلة النووية. في الوقت نفسه، هو يروج لصفقة بقيمة تريليون دولار مع السعودية تهدف إلى تغيير ميزان القوى في الشرق الأوسط”.
وأضاف ديكل أنّ “السعوديين من جانبهم مستعدون الآن للتقدم في موضوع التطبيع مع إسرائيل، سواء لوقف إيران أوْ لجعلها معزولةً في المنطقة، خاصّةً بالنظر إلى أنّ قدرة إيران على إلحاق الضرر قد ضعفت نتيجة الحرب الأخيرة”.
وتابع بالقول: “أنا لا أزعم فهم تحركات نتنياهو، ولكن إذا كان لا بُدّ من تحليل هذا القرار، فيبدو أنّ الخطة تتوسّع بما يتجاوز صفقة الرهائن. المرحلة التالية يجب أنْ تقود إلى وقف القتال في غزة وإيجاد حلٍّ سياسيٍّ، وهو موضوع تجنبته إسرائيل حتى الآن”.
وشدد ديكل على أنّ “هذا يرتبط مباشرةً باتفاق التطبيع مع السعودية، لأنّه لا يمكن التقدم في التطبيع طالما استمر القتال، وطالما لم يتضح ما سيكون عليه الحلّ الدائم في قطاع غزة”.
وخلصت الصحيفة العبرية إلى أنّ هذه المواقف المتباينة بين إسرائيل والسعودية تثير تساؤلات حول مستقبل جهود التطبيع، وسط إصرارٍ إسرائيليٍّ على رفض إقامة دولةٍ فلسطينيّةٍ، وتمسكٌ سعوديٌّ بإقامة تلك الدولة كشرطٍ مسبقٍ لتطبيع العلاقات.
على بما سلف، كشفت مصادر إسرائيليّةٌ رفيعة المستوى النقاب عن أنّ رئيس وزراء الكيان، بنيامين نتنياهو، رفض بعد العدوان على غزة عام 2014 عرضًا سعوديًا لإعادة إعمار القطاع، وإطاحة حماس واستبدالها بالسلطة الفلسطينيّة.
وزعمت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، نقلاً عن ذات المصادر، أنّ القرار، الذي أحبط التطبيع مع الرياض ذلك العام، دفع نتنياهو إلى طلب التحويلات النقديّة الشهريّة من قطر إلى غزة، على الرغم من التحذيرات المتكررة من جهاز (الموساد).
ونقلت الصحيفة عن مسؤولٍ سابقٍ في الموساد قوله إنّ اختيار نتنياهو كان جزءًا من استراتيجية (فَرِّقْ تسد) التي ينتهجها رئيس الوزراء لإحباط قيام الدولة الفلسطينيّة من خلال إثارة الخلاف بين حماس في غزّة والسلطة الفلسطينيّة في الضفة الغربية.
وطبقًا للتقرير، فإنّ قطر استمرّت في إرسال ملايين الدولارات إلى حماس شهريًا بموافقة إسرائيل حتى السابع من أكتوبر 2023، عندما اقتحم آلاف المسلحين بقيادة حماس جنوب إسرائيل.
وجاء تقرير (يديعوت أحرونوت)، الذي استشهد بعدة مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين، بعد بدء المستشارة القضائية للحكومة تحقيقًا مع بعض أعضاء طاقم نتنياهو بسبب علاقاتٍ غيرُ معلنةٍ ومزعومةٍ مع قطر، التي تتهمها إسرائيل منذ فترةٍ طويلةٍ بتمويل الإرهاب. وعلى الرغم من العلاقات الهشّة، ساعدت الدولة الخليجيّة بالتوسّط باتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الحاليّ بين إسرائيل وحماس.

اضف تعليق