دعا وزراء ونواب برلمانيون من اليمين الإسرائيلي، الاثنين، لضم الضفة الغربية إلى إسرائيل وفرض السيادة عليها، في تحد واضح للموقف الدولي الرافض لهذه المخططات باعتبارها انتهاكا للقانون الدولي.

جاء ذلك خلال مؤتمر انعقد في مبنى الكنيست بالقدس الغربية بمشاركة وزراء ونواب من اليمين يتقدمهم حزب “الليكود” الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وبحضور السفير الأمريكي السابق لدى تل أبيب ديفيد فريدمان.

وقالت القناة السابعة الإسرائيلية، إن وزراء من “الليكود” بينهم وزير العدل ياريف ليفين، والاتصالات شلومو قارعي، والطاقة إيلي كوهين، والاقتصاد نير بركات، وشؤون الشتات عميحاي شيكلي، حضروا المؤتمر.

وأوضحت أن رئيس الكنيست من حزب “الليكود” أمير أوحانا، افتتح المؤتمر، قائلا: “قبل عام من هذا الأسبوع، أقرّ الكنيست بيانًا بأغلبية 68 عضوا، يُعارض قيام دولة فلسطينية غرب نهر الأردن”.

وزعم أنه “بدون يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، فإن القدس لن تكون آمنة، ولا يوجد مركز مستقر لدولة إسرائيل. جميع حقوقنا في تل أبيب ونتانيا والقدس وحيفا مبنية على حقوقنا في يهودا والسامرة”، وفق قوله.

وأضاف أوحانا في إشارة إلى الضفة المحتلة: “هذا هو خط الدفاع عن دولة إسرائيل. الانسحاب من هناك دعوة لتحقيق رؤية عدونا الدموية. ممنوعٌ منعا باتا تكرار هذا الخطأ في يهودا والسامرة. السيادة هي جدار عصرنا الحديدي. وكما فرضت دولة إسرائيل سيادتها على مرتفعات الجولان، وسط احتجاجات، ستفرضها أيضا، على يهودا والسامرة”.

بدوره، قال وزير العدل ليفين خلال المؤتمر: “نقف مجددا أمام فرصة تاريخية لا يجب أن نضيعها لتطبيق السيادة (الضم) في يهودا والسامرة، السيادة على جميع المستوطنات، وعلى جميع الأراضي التي هي ملكنا”، وفق تعبيراته.

وأضاف: “سيادة تضمن أنه من الآن فصاعدا لن يكون هناك فرق بين يتسهار (مستوطنة في شمالي الضفة) ورامات هشارون (مدينة وسط إسرائيل)، وبين جنوب تلال الخليل (جنوبي الضفة) وتل أبيب، وأن تكون دولة إسرائيل دولة واحدة ذات سيادة كاملة”.

وتابع ليفين: “يجب أن يحدث هذا، ويجب أن يكون هو النهج السائد. هناك حاجة إلى إجراءات سريعة، ويجب ألا نستسلم”.

من جهته، قال وزير الطاقة الإسرائيلي كوهين: “لن تكون هناك سوى دولة واحدة بين البحر المتوسط ونهر الأردن، وهي دولة إسرائيل، دولة الشعب اليهودي”.

وزعم خلال المؤتمر أن “السيادة في يهودا والسامرة تنبع، أولا وقبل كل شيء، من كونها أرض أجدادنا وإرثنا، وثانيا من كونها ضرورة أمنية”.

وقال كوهين: “نحن مصممون في هذه المرحلة، ولدينا أيضا فرصة تاريخية، لتطبيق السيادة. أنا أتخلى عن السلام مع السعودية، وأتخلى عن التطبيع، السيادة أولا وقبل كل شيء”.

وأضاف: “إذا كان علينا الاختيار، فالسيادة أولا”.

في السياق، قال عضو الكنيست من حزب “الليكود” أفيخاي بورون: “اليوم يوجد 529 ألف مقيم (مستوطن) في يهودا والسامرة ويعيشون تحت القانون الأردني. هذا ليس طبيعيا، يجب تطبيق القانون الإسرائيلي، فالسيادة وحدها هي التي ستفصلنا عن قبضة السلطة الفلسطينية، ونحن مدينون لأبنائنا بفرض السيادة، ودولة إسرائيل مدينة بفرض السيادة”.

وحسب القناة الإسرائيلية، فإن السفير الأمريكي الأسبق لدى إسرائيل فريدمان شارك في المؤتمر وقال في كلمة: “إذا كان هناك أمر صعب علي، فهو أننا خلال فترة ولايتي لم نتمكن من بدء عملية السيادة (الضم)”.

وأضاف فريدمان: “في الجامعات، يُقال إن فلسطين ستتحرر من النهر إلى البحر، وأنا أقول إن إسرائيل ستتحرر من النهر إلى البحر”.

وتابع: “قرار إسرائيل بتطبيق السيادة على يهودا والسامرة (الضفة الغربية) قرارٌ خاصٌ بها. خلال سنواتي الأربع كدبلوماسي، رأيتُ أن هناك الكثيرين في الولايات المتحدة مهتمين بهذا الأمر، لكن على إسرائيل اتخاذ القرار والتعامل مع تداعياته”.

وأردف فريدمان: “من المهم أن تكون الخطة واقعية قدر الإمكان وأن تُعرض على العالم. هذه ليست نزوة أو استيلاء على الأراضي، بل هي مصلحة للجميع”، وفق تعبيراته.

وعلى مدار أشهر الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، تصاعدت دعوات مسؤولين إسرائيليين بضم الضفة الغربية إلى إسرائيل، كان أبرزها في 2 يوليو/ تموز الجاري حينما وجه وزراء حزب “الليكود” الـ14، ورئيس الكنيست أوحانا، رسالة إلى نتنياهو، دعوه فيها إلى المصادقة على قرار بضم الضفة.

وواجهت تلك الدعوات رفضا عربيا ودوليا واسعا باعتبارها انتهاكا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية التي أكدت جميعها ضرورة “زوال الاحتلال من جميع الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما فيها الضفة الغربية والقدس الشرقية”.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 1001 فلسطيني على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية.

ويتزامن ذلك مع حرب الإبادة جماعية التي خلفت أكثر من 200 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

شاركها.