سألقي القبض على قيادة حركة حماس، من كان منهم في الداخل أو من تواجد منهم في الشتات، وأسلمهم جميعهم إلى المحاكم الإسرائيلية دون شفقة، وسأتوسل إلى الإرهابي بن غفير أن يعاقبهم على طريقته، وأن يفعل بهم ما يشاء، انتقاماً منهم، وكي يكونوا عبرة لغيرهم، ولكل من يفكر بأن يلقي حجراً على مملكة إسرائيل.
وسأجمع كل رجال المقاومة المتواجدين في غزة، ومن كل التنظيمات الفلسطينية، وأسوقهم أمامي بالعصا، وأضع أعناقهم تحت المقصلة الصهيونية، وأتوسل إلى فيجلن وسموتريتس بأن يجعل منهم آية، وأن يقطع نسلهم، ليرتدع بما حل بهم كل من يفكر بمحاربة شعب الله المختار.
وسألتزم بكل ما جاء من شروط الرباعية الدولية، بما في ذلك الاعتراف بإسرائيل الكبرى، وسأحرّم على الفلسطينيين حمل السلاح، وسأحارب المقاومة بكل عنفوان وقوة، وسأخطب في الناس، لتشكيل الوفود من كافة شرائح المجتمع الفلسطيني، لنركع تحت أقدام نتانياهو، وتقبّل التراب الذي يدوس عليه حراس الهيكل، وكل من دعا إلى تدمير المسجد الأقصى، وإقامة الهيكل الثالث في مكانه، وسنجعل من أولادنا خدماً وعبيداً طائعين مسخرين للعمل في بناء الهيكل.
وسأشكل اللجان الثقافية والعلمية والإعلامية التي ستعمل على تغيير المناهج التعليمية للأجيال الفلسطينية، وسأعيد رسم الخرائط الفكرية والجغرافية لتجمع الفلسطينيين وفق هوى القيادة اليمينية الإسرائيلية، وسأحرص على فعل كل ما يطلبونه منا، حتى ولو استوجب الأمر أن نطلق النار مباشرة على كل من يفكر في حمل السلاح، وعلى كل من يحرّض على مقاومة الاحتلال، وعلى كل من يكتب حرفاً ضد جارنا وحبيبنا وسيدنا، وولي نعمتنا شعب الله المختار.

وسأبالغ في حب اليهود، سأستمع إلى الأغاني العبرية، وأهجر أغاني الثورة الفلسطينية، وأناشيد المقاومة، وسأرقص مع الغانيات في تلك أبيب، وأقدس المثلية الجنسية، وسأدعو إلى الانفتاح على الأديان، وحرية العبادات، وسأزيد من هذه الجرعة قليلاً، حيث سألغى حصص الدين الإسلامي من المدارس، وأكتفى من الدين الإسلامي بقوله تعالي: ” يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين ” دون ربطها بما سبقها أو لحقها من شروط، وسأشطب أحاديث الرسول محمد بن عبد الله من المناهج، وأحذف من الدين الإسلامي كل ما ورد عن يهود خيبر وغيرهم، وسأنفتح على كتاب اليهود “التناخ” وأجعله المدرسة الروحية للأجيال الفلسطينية، وسيكون التلمود هو المرشد اليومي لحياتنا نحن العرب الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
ولن تصدقوا لو قلت لكم، بأنني سأتخذ من النشيد الوطني “هتكفاه” نشيداً وطنياً لنا نحن أهل الضفة الغربية وغزة، وسيقف طلاب المدارس في الصباح لتحية العلم الإسرائيلي، وسنعيد كتابة التاريخ الفلسطيني وفق وجهة النظر الإسرائيلية، لنعترف نحن الفلسطينيين بأننا مارسنا الإرهاب ضد اليهود المساكين، وأننا اعتدينا عليهم، وأن ما كتبه المؤرخون العرب والفلسطينيون والأجانب عن مجازر دير ياسين ونكبة 48 كان كذباً وافتراءً على اليهود المساكين، بل سأجعل طلاب غزة بالتحديد، يقبّلون كل صباح علم إسرائيل ويمسحون به وجوههم قبل النوم، وسنقدس كل ما يقدسه اليهود، وسنأكل ما يأكله اليهود، ونحرم ما يحرمونه، وسنحارب كل من يحاربهم، وسنكون عبيداً مخلصين لدولة إسرائيل، على أمل أن يقبلوا بنا في يومٍ من الأيام جنوداً في جيشها، أو كلاب حراسة لهم.
وبعد كل ما سبق من تذلل وخنوع:

هل سيرفع الصهاينة الحصار عن غزة؟ هل سيسمحون بدخول مواد الإعمار والمواد الغذائية لأهل غزة؟
وهل سيرفع الصهاينة عدد ألف حاجز تقطع أوصال الضفة الغربية؟ وهل سيسمح لسكان الضفة الغربية بالتنقل والسفر دون تفتيش؟
هل سيتوقف المستوطنون عن مصادرة الأرض في الضفة الغربية؟ ويكفوا عدوانهم اليومي على القرى والمخيمات في الضفة الغربية؟
هل سيسمح الصهاينة لنا ـ نحن أهل غزة والضفة الغربيةـ بالبقاء فوق ما ظل من أرضنا، وبالعيش بأمن دون قتل يومي وسجون؟
هل سيتعامل الصهاينة معنا كبشر نستحق الحياة، أم سيرجموننا بالكذب والخديعة والدجل؟
هل سيعترف الصهاينة بأننا شعب نعشق السلام، وأن لنا حقوق إنسانية فقط، دون المطالبة بالحقوق السياسية؟
تلك الأسئلة ليست موجهة للشعوب العربية، ولا للشعب الفلسطيني الذي يعرف الإجابة، ويدركها من خلال الممارسة اليومية لجيش العدو ومستوطنيه، تلك الأسئلة موجهة إلى قيادة منظمة التحرير الفلسطينية؟ وإلى الرئاسة الفلسطينية في رام الله، وإلى اللجنة المركزية لحركة فتح؟
وذلك إن كانوا واثقين من قدرتهم على الإجابة عليها!
كاتب فلسطيني/ غزة

شاركها.