تقدم الناشط الحقوقي الفلسطيني خالد محاجنة بشهادة حية ومباشرة تتعلق بإنطباعاته بعدما كان الوحيد تماما الذي إستطاع دخول معسكر سيديه تيمان الإسرائيلي المتخصص بتعذيب الأسرى الفلسطينيين وخصوصا من أبناء قطاع غزة حيث زار المحاجنة ذلك السجن الشهير.
وإلتقى بعض موكليه وسمع على حد وصفه أهوال لم يكن يتخيلها عن الطريقة الوحشية في التعذيب النفسي والجسدي للمعتقلين والأسرى حيث لا ضوابط ولا معايير لا أخلاقية ولا قانونية.
المحاجنة وهو خبير في ملف حقوق الأسرى والسجناء تحدث عن إنطباعاته في الملتقى الفلسطيني الذي إستضافته إسطنبول مؤخرا ووصف زيارته لسجن سدي تيمان وترجمته بالعبرية مقصودة وهي “حقل اليمن”.
وصف المحامي الشاب الزيارة بانها مأساوية وفيها تفاصيل لم يتخيلها فالسجن أصلا عبارة عن براكيات لا يوجد فيها أي خدمة من أي صنف والأسرى ينامون على الأرض ويوجد حيز محدد لكل أسير على الارض يمنع عليه مغادرته أو تجاوزه حيث رسمت دائرة على الأرض والتراب تخص كل أسير يجلس وينام فيها مقيد اليدين.
طوال ساعات يبقى الأسير في وضعية الجلوس ويضرب بقسوة إذا ما تحرك أي جزء من جسمه ويبقى الأسير معصوب العينين لكن عصبة العين تزال في حالة واحدة بغرض الشوفينية أثناء إغتصاب اسير آخر.
النوم وفقا لشهادة المحامي الفلسطيني على البطن والأسير عندما يغتصب في عدة حالات لا يتمكن من رؤية ما يفعل به ويتم تجريده من ملابسه وتقوم مجندة امرأة بصورة مقصودة بإهانته وإذلاله بإدخال عصا غليظة في جسمه ثم يضحك بقية الجنود على المشهد بينما توضع أدوات معدنية وخشبية بطريقة غير بشرية داخل أحشاء الأسير الذي يغتصب ويبقى ينزف لفترة طويلة.
يتم في الاثناء تصوير المشهد وفي حالة يتحدث عنها السجناء يتم ضخ مادة كيمائية داخل أحشاء الأسير بعد إدخال أنبوب مطفأة الحرائق في جسمه من المكان الحساس .
يتحدث المحامي الشاب عن أطباء إسرائيليين شاركوا ببتر الأيدي والأرجل وبدون تخدير ويمنع الأسير في هذه الحالة من البكاء او الصراخ على إعتبار ان البتر أسهل من العلاج بسبب تأثير القيود الحديدية.
ولاحظ المحاجنة وجود أسرى من سورية و لبنان كما نقل المساجين وإعتبر ان ما يجري هو موت بطيء ومؤلم والإنتهاكات ضد الأسرى في عهد الوزير بن غفير بدأت قبل 7 أكتوبر وقبل أحداث غزة وإستمرت بصورة بشعة أكثر بعد الحرب على غزة.
لا يتلقى الأسرى سعرات حرارية في الطعام ولو بالحد لأدنى وتوزع قطعة خبز على كل أسير يقضي الايام داخل حيزه المرسوم ونحو 70% مصابون بأمراض جلدية ولم يبدلوا ملابسهم الداخلية منذ عامين.
ويشير المحامي الى وجود نحو 15 الف أسير غير معروف يتم التعامل معهم بقسوة شديدة ويصف المعتقلات الاسرائيلية بانها مسالخ ومقابر.
وكان المحاجنة قد تمكن من الاصغاء لصحفي اسير فلسطيني هو محمد عرب مراسل تلفزيون العرب معتبرا ان المقصود تدمير المعنويات تماما وان العقل البشري لا يستوعب ما يجري في مراكز الإعتقال التي اقامها الجيش الاسرائيلي.
