نشرت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، مساء السبت، تقريرا تناول المشهد السياسي في إسرائيل في ظل استمرار الحرب على غزة، مشيرة إلى تزايد الشعور العام بأن حكومة الاحتلال الحالية، بقيادة بنيامين نتنياهو، “تفقد الاتصال مع هموم الإسرائيليين ومعاناة الأسرى”.
ووفق التقرير، فإن الخطط الحكومية المقترحة لفرض حكم عسكري طويل الأمد في قطاع غزة قد تكون “ضخمة وربما غير واقعية”، إذ ستتطلب إنفاق عشرات المليارات، في وقت يشهد فيه الاقتصاد الإسرائيلي تباطؤا حادا وأزمات في قطاعات تجارية عديدة.
وحذرت مصادر مالية إسرائيلية من أن الحكومة تفتقر لرؤية واضحة بشأن تمويل هذه الخطط، ما يعني أن العبء المالي سيقع في النهاية على عاتق المواطن، عبر ديون متزايدة وضرائب جديدة.
وانتقد التقرير تعامل الحكومة مع ملف الأسرى، معتبرا أن الادعاء بأن الضغط العسكري سيؤدي إلى الإفراج عنهم “لا يصمد أمام الواقع”، مشيرا إلى أن حماس لم تفرج عن أي أسير إلا عبر صفقات تبادل، رغم العمليات العسكرية المستمرة منذ بداية الحرب.
وأضاف التقرير أن سلوك نتنياهو يوحي بأنه يخوض “معركة شخصية وانتقامية ضد المجتمع والدولة”، بدلًا من التحضير لانتخابات قريبة، خاصة في ظل ما وصفه التقرير بـ”الثمن الباهظ” للحرب، والذي شمل نحو 900 قتيل من الجنود وآلاف الجرحى، إلى جانب اتساع الانقسامات الداخلية والغموض المحيط بمصير الأسرى.
كما لم يوفر التقرير المعارضة من الانتقاد، مشيرًا إلى ضعفها وانعدام وحدة صفوفها، وافتقارها إلى خطة سياسية واضحة لمواجهة نتنياهو، مكتفية بخلافات داخلية واحتجاجات غير منظمة.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن نتنياهو، الذي طالما عرف بمهاراته في التسويق السياسي والانتخابي، قد لا يمتلك هذه المرة ما يكفي من أوراق لخوض انتخابات جديدة، بعد عامين من الحرب والأزمات، ما يفتح الباب أمام احتمالات جدية لعدم ترشحه مجددا.