أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الإمام سيدي أحمد البدوي كان من كبار العلماء وأولياء الله الصالحين، إذ قدم إلى مصر في سن الحادية والأربعين قادمًا من العراق بعد رحلة علم طويلة، نافيًا ما يُثار من مزاعم حول تشيعه، موضحًا أنه كان سُنِّيًّا على المذهب المالكي، وأن دراسته كانت مغربية المذهب والفكر، ولم يدخل المذهب الشيعي إلى المغرب أصلًا.

وأوضح الدكتور علي جمعة، أن الإمام البدوي جاء إلى مصر من أجل طلب العلم ونشره، خاصة أن الإسكندرية كانت آنذاك منارة للعلم، والقاهرة تحتضن الأزهر الشريف وعمرو بن العاص، مشيرًا إلى أنه جعل من طنطا مركزًا لنشر العلم والدعوة.

وأضاف أن سيدي أحمد البدوي أسس المدرسة الأحمدية بطنطا، وجاهد في سبيل الله ضد التتار والصليبيين، وكان معروفًا بالتقوى والورع واستجابة الدعاء، حتى رآه الناس رمزًا للعلم والولاية والكرامة. وكان دائم ارتداء اللثام على وجهه في الصيف والشتاء، حتى عُرف بـ«ذِي اللِّثَامَيْن»، ولقّب بـ«البدوي» لتشبّهه بملامح البدو وهيئتهم.

وأشار عضو هيئة كبار العلماء إلى أن الإمام البدوي مكث في مصر قرابة ثمانٍ وثلاثين سنة، عاش في بدايتها اثني عشر عامًا في بيت أحد التجار، ثم أقام في منزل آخر بعد وفاته لستٍّ وعشرين سنة، حتى توفي عن عمر ناهز الخامسة والسبعين.

وأوضح الدكتور علي جمعة أن سيدي أحمد البدوي نشأ في مكة المكرمة، وتعلم على يد علمائها، وكان له شقيق يُدعى الحسن، صحبه إلى أحد مشايخ فاس وهو الشيخ النيصبوري الذي لقّنه الطريقة الصوفية، فاحتفظ بها الإمام البدوي، ثم سافر مع شقيقه إلى العراق ليتتلمذ على علمائها، قبل أن يقرر شقيقه العودة إلى مكة، بينما استقر هو هناك طلبًا للعلم والتزكية الروحية.

شاركها.