في الوقت الذي تتصاعد فيه حدّة التوتر بين دولة الاحتلال وبين تركيّا، وتتأجج الاتهامات المتبادلة بين أنقرة وتل أبيب، كشف موقع (هشومريم) الإسرائيليّ العبريّ النقاب عن أنّ نجل رئيس الوزراء في دولة الاحتلال، أفنير نتنياهو، (31 عامًا)، شارك قبل حوالي أسبوعين ونصف في مؤتمرٍ سريٍّ نظمه المستشار النمساويّ السابق، سيباستيان كورتس، الذي شارك فيه بالإضافة إلى ذلك وزراء حاليون من دول مختلفة، وأفراد من العائلة الملكية في مملكة البحرين ورجال أعمالٍ كبارٍ من جميع الدول الأوروبيّة.
وكان هدف المؤتمر، الذي نظمه المستشار النمساوي السابق، سيباستيان كورتس، مناقشة قضايا هامة مثل الذكاء الاصطناعي، والجغرافيا السياسية، والوضع الاقتصادي في أوروبا، وهذه القضايا تؤثر على السياسة العالمية وطرق تطوير التعاون بين الدول المشاركة.

ومن المهم الإشارة إلى أنّ المؤتمر تمّ عقده في فترةٍ حرجةٍ في تاريخ الشرق الأوسط، مع التركيز على الصراع بين إسرائيل وحماس وتورّط تركيا في العملية، علمًا أنّ الولايات المُتحدّة الأمريكيّة سمحت لتركيّا بإدخال المُعدّات إلى قطاع غزّة، على الرغم من معارضة دولة الاحتلال.

ولفت الموقع العبريّ في تقريره إلى أنّه طُلب من المشاركين، بما في ذلك وزير المالية التركيّ، الموافقة على اتفاق سريّةٍ يمنعهم من الكشف أمام جهاتٍ خارجيّةٍ عما تمّ مناقشته في المؤتمر.
وشدّدّ الموقع العبريّ على أنّ مقالةٍ لمجلة (بروفيل) النمساوية، التي تُنشر الآن بالتزامن مع موقع (هشومريم) كشفت النقاب عن أنّه خلال أربعة أيامٍ ناقش ثمانون مشاركًا مواضيع مختلفة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعيّ، والجغرافيا السياسيّة، والوضع الاقتصاديّ في أوروبا.
بالإضافة إلى ذلك، وفقًا لشهادات جمعتها (بروفيل)، تم التحدث أيضًا عن الصراع في الشرق الأوسط. يشار إلى أن المؤتمر عُقد عشية توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، التي كانت تركيّا معنية في التوصل إليه.
وتابعت قائلةً: “عُقد المؤتمر الحصريّ في بلدة زيفيلد في تيرول، وشملت قائمة الضيوف سياسيين، من بينهم من تركيا، وألمانيا، والمجر، وأفراد من العائلة المالكة من البحرين، إلى جانب مستثمرين مليارديرات، بعضهم وصل إلى المؤتمر بطائراتٍ خاصّةٍ هبطت في ميونيخ”.
كما أوضحت في تقريرها أنّه “من بين المشاركين في المؤتمر كان إريك شميت، الرئيس التنفيذي السابق لجوجل، ألكسندر شيتز، ملياردير وشريك تجاري لكورتس، ووزراء المالية والزراعة السابقون في النمسا، وغيرهم”.
كما شارك في الحدث دوفى فرانكيس الإسرائيليّ، مدير صندوق رأس المال المخاطر باسم (غروب 11) ويتم استثمار الصندوق، من بين أمورٍ أخرى، أيضًا في شركة (دريم)، التي أسسها المستشار السابق كورتس ومؤسس الشركة الإسرائيليّة (إنْ.إس.أو)، شيلو خوليو.
علاوة على ما ذُكِر أعلاه، أشارت المجلّة إلى أنّ نتنياهو الشاب بدأ العمل في شهر تموز (يوليو) الماضي لصالح فرانكيس، في مشروع تكنولوجي أمني باسم المظلّة المُتحدّة)، الذي أسسه رائد الأعمال في إطار (غروب 11)، ولدى نتنياهو خلفية أكاديمية في الفلسفة والتاريخ، وقبل عمله مع فرانكيس، كان زميلًا في شركة الاستشارات (إسرائيل والإستراتيجية).
إضافة إلى ذلك، شدّدّ التقرير على أنّ “أفنر شاب موهوب للغاية، ذكي بشكلٍ استثنائيٍّ، لديه خبرة عملية تناسبنا تمامًا”، قال عنه فرانكيس في مقابلة تلفزيونية بعد أنْ أعلن عن انضمامه للشركة.
وسُئل فرانكيس عن قيمة نتنياهو في جذب المستثمرين وفتح الأبواب، فأجاب: “إنّه علامة تجارية رائعة، وإذا كان نتنياهو الشاب قد تمكن من استيعاب ولو قليلاً من الذكاء والحساسية من والده ووالدته، فذلك سيكون رائعًا”.
بالمناسبة، أكّد التقرير الاستقصائيّ على أنّ فرانكيس التقى أيضًا في السابق برئيس الوزراء في كيان الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وتحدث معه حول مواضيع الذكاء الاصطناعيّ.
وردًا على سؤال من الموقع الإسرائيليّ حول المؤتمر في النمسا، قال فرانكيس إنّه لا يمكنه التحدث عن المؤتمر بسبب اتفاق السرية الذي التزم به. أمّا عوفر غولان، المتحدث باسم عائلة رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو، فلم يردّ على طلب التعقيب من المجلتيْن النمساويّة والإسرائيليّة في هذا الشأن.

شاركها.