قضت محكمة تابعة لجماعة “أنصار الله” السبت بالإعدام رميا بالرصاص بحق 17 شخصا دينوا بالتجسس لحساب الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية، على ما أوردت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” التابعة لأنصار الله المدعومين من إيران.
وذكرت الوكالة أنّ الأحكام صدرت عن “المحكمة الجزائية المتخصصة بأمانة العاصمة … في قضايا خلايا التخابر ضمن شبكة التجسس التابعة للمخابرات الأميركية والإسرائيلية والسعودية”.
وأضافت “قضى الحكم بمعاقبة المدانين بالإعدام تعزيرا، رميا بالرصاص حتى الموت”.
وذكرت أنّ المحكمة دانت المتهمين الـ17 بـ”تهمة التخابر مع دول أجنبية في حالة عداء مع اليمن خلال الفترة 2024 – 2025، وهي السعودية وبريطانيا وأميركا، والتجسس لصالحهم عبر ضباط من مخابرات تلك الدول والموساد الإسرائيلي”.
وتابعت أنّ المتهمين زودوا “الأعداء بمعلومات عن عشرات المواقع الخاصة بقيادات الدولة وتحركاتهم وأسرار تتعلق بالأوضاع السياسية والعسكرية والأمنية، ومعلومات عن الصواريخ، وأماكن إطلاقها وتخزينها، وحرضّوا وساعدوا على استقطاب وتجنيد عدد من المواطنين (…) ما أدى إلى استهداف عدة مواقع عسكرية وأمنية ومدنية، نتج عنها مقتل العشرات وتدمير بنية تحتية واسعة”.
وأوضحت الوكالة التابعة للحوثيين أنّ المحكمة قضت كذلك بالسجن 10 سنوات على رجل وامرأة، في حين قضت ببراءة شخص واحد.
ولم يقدم المتمردون الذين يسيطرون على صنعاء منذ 2014 أي تفاصيل عن هويات المتهمين.
ويمكن للمتهمين استئناف هذه الأحكام، على ما أفاد المحامي عبدالباسط غازي الذي يدافع عن بعض منهم في منشور على فيسبوك.
ويشنّ الحوثيون حملة اعتقالات واسعة شملت العشرات منذ أشهر وتكثفت خصوصا بعد اغتيال رئيس حكومتهم أحمد غالب الرهوي مع عدد من الوزراء في ضربة إسرائيلية على صنعاء نهاية آب/أغسطس الماضي.
وكان الرهوي أكبر مسؤول سياسي يُقتل في تداعيات المواجهة اليمنية الإسرائيلية على خلفية الحرب في قطاع غزة.
وأعقبت اغتيال الرهوي حملة اعتقالات طاولت عشرات المشتبه بممارستهم التجسس لمصلحة إسرائيل في العاصمة وفي عمران شمال صنعاء وذمار جنوب العاصمة.
وتواصلت حملة الاعتقالات حتى مطلع الشهر الجاري.
كما شنّ الحوثيون خلال الفترة نفسها حملة اعتقالات واسعة بحق موظفين في الأمم المتحدة والهيئات التابعة لها.
واتّهم زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي منظمات تابعة للأمم المتحدة، منها برنامج الأغذية العالمي واليونيسف، بالمشاركة في “الدور التجسسي العدواني”.
وأعلنت الأمم المتحدة نهاية تشرين الأول/أكتوبر أن عدد موظفيها الذين اعتقلوا لدى الحوثيين بلغ 55 موظفا منذ العام 2021.
وقادت السعودية في 2015 تحالفا عسكريا لإسقاط الحوثيين وإعادة تثبيت الحكومة بعد سيطرة المتمردين على صنعاء في 2014، لكن المعارك الضارية توقفت بدون التوصل الى اتفاق سلام.
ويعيش اليمن في ظل هدنة بدأت في نيسان/أبريل 2022 وصمدت إلى حدّ كبير رغم انتهاء مفاعليها في تشرين الأول/أكتوبر من العام ذاته.
