موقع مقالة نت
اهم المقالات التي تهم القارئ العربي

فريق طبي بجامعة أسيوط ينجح في استئصال ورم سرطاني من مريضة مسنة

0 2

أعلن الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط، عن نجاح فريق طبي بمعهد جنوب مصر للأورام في إجراء جراحة ويبيل (Whipple operation) كاملة بالمنظار الجراحي لاستئصال ورم سرطاني بالإثني عشر أسفل القناة المرارية، وذلك لمريضة تبلغ من العمر 60 عامًا من محافظة الوادي الجديد.

وأكد رئيس جامعة أسيوط أن هذا الإنجاز يعكس التقدم الكبير الذي يشهده المعهد في مجال جراحات الأورام المتطورة، مشيدًا بقدرة الفريق الطبي على إجراء الجراحة بدقة عالية باستخدام أحدث التقنيات، مما أسهم في تحقيق نسبة نجاح مرتفعة وتقليل المضاعفات، مع تعزيز مستوى الخدمات الطبية المقدمة لمرضى الأورام في صعيد مصر.

ويواصل معهد جنوب مصر للأورام ريادته في جراحات الأورام المتقدمة بالمنظار، مما يعكس التزامه بتقديم أفضل رعاية طبية لمرضى صعيد مصر، من خلال تطوير التقنيات الجراحية، وتدريب الكوادر الطبية، وتحقيق أعلى معدلات النجاح في علاج الأورام، وذلك تحت إشراف الدكتور محمد أبو المجد عميد معهد جنوب مصر للاورام، والدكتور دعاء وديع مكسيموس رئيس قسم جراحة الاورام.

 آلام وانتفاخ بالبطن 

 يأتي هذا الانجاز بعد أن وصلت المريضة إلى المعهد وهي تعاني من آلام وانتفاخ بالبطن، واصفرار بالجسم، وبعد إجراء تحاليل الدم، ودلالات الأورام، والأشعة المقطعية، تم تشخيص إصابتها بسرطان في الإثني عشر والقناة المرارية.

وخضعت المريضة بعد ذلك لمنظار القنوات المرارية، حيث تم أخذ عينة من الورم وتركيب دعامة لتسهيل تصريف الصفراء، باستخدام أحدث التقنيات الطبية المتوفرة بوحدة المناظير المتقدمة في المعهد.

استغرقت 6 ساعات 

 ونجح الفريق الطبي في إجراء جراحة ويبيل كاملة بالمنظار خلال 6 ساعات فقط، في حين كانت تستغرق نحو 12 ساعة بالجراحة التقليدية.

وبعد العملية، مكثت المريضة يومين في العناية المركزة، ثم أسبوعًا تحت المراقبة الطبية الدقيقة بالقسم الداخلي، دون تسجيل أي مضاعفات، مما يعكس التقدم الكبير في جراحات الأورام بالمنظار.

 وأكد تحليل الباثولوجي، الذي أجري أثناء العملية، أن الاستئصال كان جذريًا وكاملاً، مع هامش أمان كافٍ يشمل الأمعاء، والقناة الصفراوية، والبنكرياس، والمعدة، كما تم استئصال 14 غدة ليمفاوية، حيث تبين وصول الورم إلى إحداها، مما يستدعي استكمال العلاج الكيميائي لضمان السيطرة الكاملة على المرض.

 وتولى إجراء الجراحة فريق طبي متخصص، ضم: الدكتور علي زيدان – أستاذ جراحة الأورام، والدكتور محب إدور – مدرس مساعد جراحة الأورام، والدكتور أندرو مبروك – معيد بقسم جراحة الأورام، والدكتور منتصر عبد الفتاح – رئيس فريق التخدير والرعاية المركزة، والدكتورة مروة تمام – أستاذ مساعد باثولوجيا الأورام، وأعضاء فريق التمريض المتخصص، الذين ساهموا في إنجاح العملية ورعاية المريضة بعد الجراحة.

وأشار الدكتور محمد أبو المجد، إلى أن المعهد بدأ إجراء جراحة ويبيل بالمنظار منذ عام 2019، وواصل تطوير تقنياته ليتمكن من تنفيذ الجراحة بالكامل بالمنظار دون الحاجة إلى أي فتح جراحي بالبطن، مما أدى إلى تقليل المضاعفات، وتسريع تعافي المرضى، وتحقيق نتائج طبية متميزة، موضحا مزايا الجراحة بالمنظار مقارنةً بالجراحة المفتوحة، ومن بينها: تحقيق نسب شفاء مماثلة للجراحة المفتوحة، وفقدان كمية أقل من الدم أثناء العملية، وتقليل الألم والاحتياج للمسكنات بعد الجراحة، والتعافي السريع وعودة المريض لحياته الطبيعية في وقت أقصر، وتحسين جودة الحياة وتقليل التأثير السلبي على المناعة.

من جانبه أوضح الدكتور دعاء وديع مكسيموس أن الجراحة تُعرف باسم استئصال البنكرياس والإثني عشر، حيث يتم خلالها إزالة رأس البنكرياس، والجزء الأول من الأمعاء الدقيقة، والمرارة، والقناة الصفراوية، بالإضافة إلى استئصال الجزء الأخير من المعدة والعقد الليمفاوية القريبة حول البنكرياس، وشريان الكبد، والوريد البابي. وفي نهاية إجراء ويبيل، يقوم الجراح بإعادة توصيل الأعضاء المتبقية ببعضها للسماح بمرور الطعام عبر الجهاز الهضمي.

 وأكد أن الاستئصال الجراحي للأورام بالمنظار لا يقل كفاءةً عن جراحات فتح البطن من حيث نسب الشفاء ومنع ارتجاع أو انتشار الورم، كما يتميز بـ فقدان كمية أقل من الدم، وتعافٍ أسرع عند عدم وجود مضاعفات، كذلك، يساعد المنظار في تحسين حركية الجهاز الهضمي بعد العملية، مما يسرّع عملية الشفاء وعودة المريض لحياته الطبيعية.

وأضاف أن استخدام المنظار يسهم في سرعة تشخيص الورم المتقدم، مما يُتيح للمريض بدء العلاج الكيميائي أو الإشعاعي مباشرةً بعد الجراحة، إلى جانب توفير جودة حياة أفضل، وتقليل التأثير السلبي على المناعة، وخفض مستوى الألم والحاجة إلى المسكنات، مع الحفاظ على شكل الجسم.

من جانبه، أفاد الدكتور علي زيدان بأن إجراء جراحة ويبيل بالمنظار يتم لعلاج مرضى سرطان البنكرياس، والقنوات المرارية، والإثني عشر، والأمعاء الدقيقة.

وأكد أن الجراحة تُعد من العمليات المعقدة، حيث تنطوي على الكثير من المخاطر أثناء الجراحة وبعدها، ولذلك يتم إجراؤها فقط في المراكز الطبية الكبرى المجهزة بأحدث التقنيات، وبالاستعانة بفرق جراحية ذات خبرة واسعة لضمان أفضل النتائج وتقليل المضاعفات وتحسين معدلات الشفاء من السرطان.

اضف تعليق