في تصعيد درامي قد يخلط أوراق السياسة الأمريكية ويمس صورة المؤسسة التشريعية، تفجّرت فضيحة من العيار الثقيل بعدما اتهمت ليندسي لانغستون الحاصلة على لقب ملكة جمال الولايات المتحدة لعام 2024، النائب الجمهوري عن ولاية فلوريدا كوري ميلز بابتزازها جنسيًا وتهديدها بنشر صور ومقاطع خاصة بعد نهاية علاقتهما العاطفية.
تعود القصة إلى فبراير 2025، حين اكتشفت لانغستون، التي تشغل أيضًا منصبًا في اللجنة الجمهورية المحلية، أن ميلز كان على علاقة بامرأة أخرى، لتقوم بإنهاء علاقتهما. لكن ما تلا ذلك لم يكن متوقعًا؛ فقد بدأ النائب، بحسب البلاغ الذي قدمته لمكتب شريف مقاطعة كولومبيا بفلوريدا في 14 يوليو، بإرسال تهديدات صريحة عبر حسابات متعددة، ملوّحًا بنشر محتوى خاص وحميمي يعود لفترة علاقتهما، من بينها مقاطع جنسية مصوّرة.
الوثائق التي حصلت عليها صحيفة “نيويورك بوست” كشفت عن رسائل تحمل تهديدات مباشرة من ميلز، من بينها واحدة قال فيها: “يمكنني أن أرسل له بعض مقاطع الفيديو الخاصة بك… أوه، ما زلت أحتفظ بها.” الرسائل، المدعومة بلقطات شاشة، أُرفقت كأدلة في التحقيق الرسمي، وتمت إحالتها إلى إدارة إنفاذ القانون لمزيد من الإجراءات.
المحامي والسياسي الجمهوري السابق أنطوني ساباتيني، الذي سبق أن نافس ميلز في الانتخابات التمهيدية، نشر بدوره مقتطفات من هذه الرسائل على منصة “إكس”، واعتبرها انتهاكًا صريحًا لقانون الابتزاز الجنسي في ولاية فلوريدا، والذي يصنّف كجناية من الدرجة الثانية.
لكنّ تلك لم تكن السقطة الوحيدة في سجل النائب؛ ففي حادث منفصل بتاريخ فبراير، اتُهم ميلز أيضًا بالاعتداء على الناشطة الإيرانيةالأمريكية سارة رافياني، التي كانت تربطه بها علاقة.
تقرير شرطة العاصمة أشار إلى كدمات على ذراعها، وتسجيل صوتي سُمع فيه وهو يطلب منها “الكذب بشأن الكدمات”، رغم نفيها لاحقًا لوقوع اشتباك جسدي، وادعائها أن الأمر يعود لإرهاق السفر وظروف طبية.
فضائح ميلز لم تتوقف عند الحدود الشخصية؛ فالشقة الفاخرة التي كان يقيم بها في واشنطن وتبلغ أجرتها الشهرية أكثر من 20 ألف دولار، شهدت خلافات مالية أيضًا. إذ واجه إنذارًا بالطرد بعد تخلفه عن دفع إيجار تجاوز 85 ألف دولار، مبررًا الأمر بعطل تقني في نظام الدفع.
ومع استمرار التحقيقات، وفي ظل غياب أي وثائق رسمية تثبت طلاقه من زوجته السابقة رنا السعدي، يبدو أن ملف كوري ميلز بات محاطًا بسلسلة متشابكة من الأكاذيب، الابتزاز، والعلاقات المزدوجة، في مشهد يهدد مستقبله السياسي ويضع الحزب الجمهوري في زاوية حرجة.
الأمر لم يعد مسألة فضيحة شخصية، بل أزمة أخلاقية ذات أبعاد قانونية وسياسية معقّدة، في واحدة من أكثر القضايا حساسية وإثارة في المشهد الأمريكي المعاصر.