موقع مقالة نت
اهم المقالات التي تهم القارئ العربي

فنجان قهوة مع “حماس”.. حوار واشنطن المباشر يثير غضب “إسرائيل” وتصريحات بوهلر تعمق الأزمة

0 1

يغادر اليوم وفد فني تقني إسرائيلي للدوحة للتباحث من جديد مع وفد “حماس” من خلال الوسطاء، بعد انقطاع المداولات منذ أسبوعين ونيّف، نتيجة انتهاك رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو للاتفاق، وسط حالة إرباك في إسرائيل، بعد تصريحات المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن آدم بوهلر عن قناة المحادثات المباشرة بينه وبين قيادات حمساوية.

ومن المتوقع أن يصل ستيف ويتكوف غداً الثلاثاء للمنطقة، وينضم لمساعي الوسطاء ومتابعة مقترح يحمل اسمه (الإفراج عن عشرة رهائن مقابل هدنة 60 يوماً) ومجمل المداولات.

ويبدو أن الأولويات والضغوط المختلفة لدى الإدارة الأمريكية، التي تبدو على عجلة من أمرها، وتطمح لإحراز اتفاق يشق الطريق بسرعة لصفقة أكبر، سياسية وإقليمية في صلبها توسيع دائرة التطبيع والاستثمار السعودي بالمليارات، قد دفعت إسرائيل للدخول مجدداً في مفاوضات، بعد تهديد ووعيد بحرب أشد شراسة مثلما أدّت لدخولها هي في مفاوضات مباشرة.

ومن غير المستبعد أن إيفاد الطاقم الإسرائيلي محدود الصلاحية للدوحة اليوم جاء لتخفيف وطأة حالة الحرج والإرباك الملازمة لحكومة نتنياهو وحماية هيبتها وصورتها بعد تصريحات بوهلر عن القناة المباشرة مع “حماس”، والتي من شأنها أن تعكس صورة تقول إنه تم تجاوزها، بل مفاجأتها لا سيّما أن نتنياهو يتباهى بأنها الأكثر قرباً ومعرفة بالولايات المتحدة هو ووزير الشؤون الإستراتيجية رون درمر.

وكشفت الإذاعة العبرية، صباح اليوم الإثنين، عن أن نتنياهو قال لوزرائه المتفاجئين من الأنباء الدراماتيكية خلال اجتماع الكابينت إنه تمّت تسوية الأمور وإن التنسيق مع الإدارة الأمريكية متكامل.

القناة المباشرة بين واشنطن و”حماس”
بعد الأحاديث الصحافية مع وسائل إعلام أمريكية، اختار آدم بوهلر التحدث مع الإسرائيليين مباشرة، من خلال مقابلات صحافية موسّعة مع وسائل إعلام عبرية، أمس، كشف فيها تفاصيل إضافية عن القناة المباشرة مع “حماس”، ما زاد من حالة إرباك إسرائيل، وزاد طينتها بلّة من هذه الناحية.

ويعبّر كاريكاتير “يديعوت أحرونوت” عن حالة الإرباك هذه، حيث يبدو نتنياهو يفتح الباب ويدخل الغرفة وفجأة يرى ترامب مقابل جندي من “حماس” وهما يجلسان حول طاولة واحدة.

من جملة ما قاله بوهلر إن هدف المفاوضات المباشرة هو محاولة إقناع “حماس” بالموافقة على مقترح ويتكوف (عشرة رهائن أحياء، من بينهم الرهينة عيدان ألكسندر، التي تحمل الجنسية الأمريكية أيضاً، مقابل 60 يوماً من وقف القتال وتجديد المساعدات الإنسانية).

في هذه المقابلات الصحافية كشف بوهلر عن ملامح مقترحات “حماس”، وقال إن هناك تقدماً، ورجح صفقة ناجزة بعد أسابيع، وإن ترامب معني بتحرير كل الرهائن، زاعماً أن “حماس” مستعدة لوقف القتال من خمس لعشر سنوات، وإلقاء سلاحها مع رقابة أمريكية دولية بعدم حفر أنفاق وموافقة على عدم القيام بنشاط عسكري ومشاركة سياسية.

دهشة إسرائيلية
وتكشف الإذاعة العبرية العامة، اليوم، أن التصريحات المتتالية أدهشت إسرائيل وفاجأتها وسبّبت توتراً كبيراً بين حكومتها وبين الإدارة الأمريكية لعدة أسباب: أولاً إسرائيل ترفض الاتصالات مع “حماس” مبدئياً، خاصة أن خليل الحيّة شريك سر لخطة “السابع من أكتوبر”، ثانياً لعدم إطلاعها مسبقاً على فكرة المفاوضات المباشرة، وثالثاً اللهجة الإيجابية لبوهلر، خاصة قوله إن الحديث يدور عن شباب لطيفين يمكن مجالستهم واحتساء القهوة معهم.

وكشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أن الوزير الإسرائيلي درمر تحدث، مساء أمس، مع بوهلر بلهجة غضب، ولاحقاً روى بوهلر لبعض المصادر أنه فوجئ من وقاحة درمر.

وتمضي “يديعوت أحرونوت” في تحذيراتها من انقلاب موقف ترامب: “لا نتنياهو ولا درمر يفهمان مع من يتعاملان، فلدى ترامب خطة وهي نيل جائزة نوبل للسلام وهو يخطّط لزيارة السعودية بعد 45 يوماً وحتى هذا الموعد عليه تسوية قضية المخطوفين. جائزة نوبل مهمة جداً بالنسبة له، وبحال استنتج أن نتنياهو هو العائق سيفعل معه ما فعل مع زيلينسكي داخل البيت الأبيض”.

فرّق تسد
كما تقول “يديعوت أحرونوت” إن بوهلر تحرّك بتوجيه ومباركة ترامب وبتنسيق تام مع ويتكوف مبعوث الشرق الأوسط، وإسرائيل حاولت أن تتعامل معهما بـ “فرّق تسد” ونزع شرعية بوهلر بالقول إنه لم يحرز تقدّماً مع “حماس”. لم تنجح محاولة إسرائيل هذه، فبوهلر كان على تنسيق تام مع ويتكوف، وكان هدف المبادرة (القناة المباشرة) تجهيز حماس للموافقة على مقترح ويتكوف”.

ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية قولها إن بوهلر يعيش في فيلم، لأن إسرائيل لن تقبل أي هدنة مع “حماس” بعد السابع من أكتوبر، وفي المقابل اعترف بوهلر بأن طلبه بتحرير المخطوفين الخمسة الأمريكيين كان مجرد مناورة من أجل تحرير كل الأسرى”.

وقال الوزير المستوطن سموتريتش إن بوهلر هو مجرد موظف من بين مئات الموظفين، وهو يجري محادثات على مسؤوليته الشخصية، وموقفه ليس موقف الإدارة الأمريكية، معتبراً تصريحاته تنم عن سذاجة، ويرتكب خطأً جسيماً بصفته دبلوماسياً ما زال في بداية الطريق ويلتقي مع تنظيم إرهابي”.

ورداً على سؤال عن الفشل الإسرائيلي الذي أتاح ولادة هذه القناة المباشرة مع “حماس”، قال سموتريتش إن إسرائيل ترفض الفكرة، وإنها ستدمّر “حماس”، وإن الحديث عن استعداد “حماس” لنزع السلاح والتنحي عن السياسة ولهدنة سنوات هو مجرد ترهات.

 وتابع: “حماس لا تقبل التنازل عن سلاحها، وينبغي الحذر من تنمية أوهام لدى الإسرائيليين. وبالنسبة لحماس فإن السابع من أكتوبر هو مجرد بداية مشروع تحرير، وسنعود لحرب أشرس ومختلفة قريباً نقوم فيها باحتلال كل القطاع”.

وتبعه وزير الزراعة رئيس الشاباك الأسبق آفي ديختر، الذي قال إن “حماس” تبدي موافقة للتنازل عن سلاحها الهجومي فحسب، أي الصواريخ، ولكن لن تتنازل عن كل سلاحها، معتبراً أن من يعتقد أن “حماس” ستتنحى جانباً وتنزع سلاحها وتذهب لهدنة فإنه لا يعرف حقيقة حماس وأيديولوجيتها ولا إستراتيجيتها”.

من جهته حمل السفير الإسرائيلي الأسبق في واشنطن مايكل أورن، في مقال نشرته “يديعوت أحرونوت”، على المفاوضات المباشرة مع “حماس” قال فيه: “لا تعطوا جائزة للممانعة وللإرهاب. أريد أن أتأمل أن إدارة ترامب لن تكرّر غلطة إدارة باراك أوباما، ولا تدفع الفلسطينيين للاعتقاد بإمكانية التفريق بين إسرائيل وبين الولايات المتحدة”.

في المقابل؛ قال رئيس حزب “الديمقراطيين” يائير غولان إن إسرائيل بحماقتها هي التي حولت “حماس” لشريك شرعي، فقد فاض وملّ بالأمريكيين وهم يرونها بقيادة نتنياهو لا تلتفت لمصالحها العليا فبادروا هم لخيارات بديلة.

يشار إلى أنه في واحدة من المقابلات الصحافية، أمس، قال بوهلر إنه تم إطلاع إسرائيل، وألمح أنه بحال لا تريد التقدّم فنحن ماضون في محاولة لدفع مصالحنا، لافتاً، في المقابل، إلى أن الجانب الإسرائيلي مطلع على المداولات مع “حماس”، وإنه يرى مخاوف درمر طبيعية ومفهومة”.

وتوجز الإذاعة العبرية الرسمية المشهد الإسرائيلي اليوم بعد مقابلات بوهلر أمس بأن الصورة غير واضحة، ولا أحد يعرف السلوك الأمريكي القادم وكل الأسئلة أين وكيف ومتى كافتها غير واضحة.

في المقابل؛ يبدو أن نتنياهو سيحاول كسب الوقت ويراوغ ريثما تتجاوز حكومته الامتحان الأصعب، المصادقة على الموازنة العامة في نهاية الشهر الحالي، وبعدها ربما يكون أكثر تعاوناً مع الوسطاء.

اضف تعليق