في بريطانيا: طالبة عمانية تنجح في استخدام الغبار الصخري لإنتاج الغذاء من النباتات
أثير – ريـمـا الشـيخ
استطاعت الشابة العمانية بيان بنت طالب بن علي الرحبية، إجراء تجربة لدراسة مدى تأثير وقدرة الغبار الصخري على نمو النباتات، حيث تعد هذه التجربة الأولى من نوعها كفكرة مشروع تخرج من جامعة نيوكاسل البريطانية.
وقالت بيان لـ ”أثير“ حول هذا الجانب: تخرجت في شهر يوليو من هذا العام، وقدمت دراسة تحت عنوان ”تأثير الغبار الصخري على إنتاج الغذاء في سلطنة عُمان كمشروع تخرج من البكالوريس تخصص علوم بيئة (Environmental Science).
وأضافت: تم إجراء تجربة لدراسة مدى تأثير وقدرة الغبار الصخري على نمو النباتات، حيث تم استخدام صخرتين في الدراسة: صخرة النيفلين (Nepheline) والتي تعد مصدرًا للبوتاسيوم، وصخرة الدونيت (Dunite) والذي يعد معدن الأوليفين (Olivine) -مصدراً للمغنيسيوم- مكونًا رئيسيًا لها، وقد تم سحق وتفتيت هذه الصخور بدقة من أجل الحصول على الغبار الصخري واستخدامه كسماد طبيعي.
وذكرت الرحبية بأنه لضيق الوقت ولصعوبة توفير تربة من سلطنة عُمان إلى المملكة المتحدة، تم تحضير تربة نموذجية من خلال خلط رمل السيليكا عالٍ النقاء مع طحالب تجارية لإجراء الدراسة عليها، كون أن هذه التربة الصناعية خالية من المعادن، حيث تم وضع محلول هوغلاند للتربة لتزويدها بالمعادن لتمثل تربة واقعية، ولكن كان هذا المحلول خالٍ من البوتاسيوم والمغنيسيوم.
وقالت: تم إجراء الدراسة من خلال دمج غبار النيفلين في تربة، وغبار الأوليفين في تربة أخرى، ثم دمج الغبارين الصخريين معًا ووضعهم في تربة، ولم يتم إضافة أي غبار صخري في تربة أخرى.
وأشارت الرحبية خلال حديثها بأنه تم زراعة الخس في التربة من أجل اختبار الغبار الصخري، فمن خلال التجربة تم ملاحظة قدرة الغبار الصخري على نمو النبات، حيث كانت نباتات الخس المزروعة في الغبار الصخري أطول وأكثر صحة، أي أنه كان للغبار الصخري أيضًا قدرة واضحة على تحسين خصائص النبات.
وأضافت: تم ربط هذه الدراسة بسلطنة عُمان باعتبار الغبار الصخري سمادًا طبيعيًا قادرًا على تزويد التربة بالمعادن الضرورية، بالإضافة إلى أن باستخدامه يمكن تقليل الاعتماد على الأسمدة الاصطناعية، والتي غالبًا ما تتطلب عمليات تصنيع كثيفة الاستخدام للطاقة، بالإضافة إلى تأثيراتها السلبية على البيئة، حيث أن الاستخدام المفرط أو غير الصحيح للأسمدة العضوية والكيميائية يهدد التربة والمياه الجوفية، وكون أن من أهداف رؤية عمان ٢٠٤٠ هو الاستدامة، بالتالي فإن اعتماد هذه الآلية خطوة تساعد على تحقيق هذا الهدف باعتباره سمادًا طبيعيًا غير ضارٍ بالبيئة، وقادر أيضًا على الحد من النفايات لأنه غالبًا ما يكون غبار الصخور نتاجًا ثانويًا لأنشطة التعدين.
أما عن فوائد الغبار الصخري، فأوضحت: يتيح استخدام الغبار الصخري كسماد من خلال إعادة استخدام هذه المواد، وتقليل النفايات والاستفادة من الموارد التي قد لا يتم استخدامها بخلاف ذلك، كما أن للغبار الصخري القدرة على تخزين الكربون في التربة وبالتالي يمكن اعتباره كحل لمشكلة الاحتباس الحراري من خلال قدرته على التخفيف من تغير المناخ عن طريق خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.
وعن الصعوبات التي واجهتها خلال التجربة، قالت: صعوبة توفير التربة من سلطنة عُمان من أجل إجراء الدراسة عليها، كون أن دراستي كانت مرتبطة بالسلطنة مما جعلني أوجد بديلًا من خلال تصميم تربة نموذجية لإجراء الدراسة عليها، وكذلك عدم توفر أبحاث ودراسات عن سلطنة عُمان لتزويد مشروعي بمصادر المعلومات الكافية.
وأكدت الرحبية بأن استخدام الغبار الصخري كسماد غير مرتبط بصخر معين أو تربة معينة، حيث تختلف فعاليته اعتمادًا على المحتوى الغذائي الحالي للتربة ومستويات الأس الهيدروجيني، فمثلًا تستفيد التربة التي تعاني بالفعل من نقص في المغذيات أكثر من إضافة غبار صخري معين يوفر العناصر الغذائية الناقصة، إذًا فأنه من الضروري مراعاة تكوين كل من غبار الصخور والتربة عند استخدامها كسماد للتربة، وأنه من الضروري إجراء اختبار للتربة يساعد في تحديد الاحتياجات الغذائية ومستويات الأس الهيدروجيني للتربة، مما يسمح باختيار الغبار الصخري الأنسب لنوع التربة ومتطلبات النبات.
وفي ختام حديثها مع ”أثير“ شكرت بيان عائلتها وخصت بالشكر والديها، كما شكرت الكادر الأكاديمي بجامعة نيوكاسل في المملكة المتحدة، مؤكدة بأن الإنسان مطالب بالبحث والابتكار بما يخدم البشرية عامة ووطنه خاصة.