حذّر أبو علي العسكري، المسؤول الأمني في كتائب حزب الله العراقي، اليوم الأربعاء، من ما وصفه بـ”تسرب محدود” لبعض العراقيين من المناطق الغربية نحو الأراضي السورية، تحت عنوان “الفزعة”، لدعم النظام السوري بقيادة الرئيس أحمد الشرع.

وأوضح العسكري أن هذه التحركات الفردية، وإن بدت محدودة، قد تفتح الباب أمام مزيد من التدخلات غير المنضبطة، داعيًا القوات الأمنية العراقية إلى مراقبة تلك الحالات والتعامل معها بحزم، حتى لا تتحول إلى ظاهرة تنتشر خارج الأطر الرسمية والسياسية، وتُستخدم لتأجيج التوترات الإقليمية أو لإدخال العراق مجددًا في صراعات عابرة للحدود.

اتفاق انسحاب القوات الأمريكية على المحك

وفي ملف لا يقل حساسية، كشف العسكري عن اتفاق جرى بين حركة المقاومة الإسلامية في العراق ورئيس الحكومة محمد شياع السوداني بشأن انسحاب القوات الأمريكية من الأراضي العراقية. 

وأشار إلى أن الموعد المتفق عليه لتنفيذ الاتفاق لا يتبقى عليه سوى شهرين فقط، غير أن الواقع الميداني، بحسب قوله، لا يشير إلى أي تغير ملموس في وضع هذه القوات “التي لا تزال محتلة” على حد تعبيره.

وأكد أن الاتفاق يشمل انسحاب القوات الأمريكية من قيادة العمليات المشتركة العراقية، ومطار بغداد الدولي، وكذلك قاعدة عين الأسد الجوية، إضافة إلى سحب جميع أنواع الطائرات الأمريكية من الأجواء العراقية، بما في ذلك الطائرات المسيّرة والمقاتلة.

تحذير أخير للحكومة

وجّه العسكري تحذيرًا صريحًا لرئيس الوزراء، قائلاً: “لقد أعطينا الحكومة وقتًا كافيًا وزيادة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، ويجب الالتزام الكامل بذلك، وإلا سيكون لنا رأي آخر وتحرك مختلف”، في تهديد مبطن يُفهم منه أن الكتائب قد تعود إلى خيارات ميدانية إذا لم تُلبَ مطالبها.

تصعيد محتمل وتداعيات داخلية

تصريحات العسكري تضع الحكومة العراقية أمام اختبار سياسي وأمني دقيق، بين ضغوط الفصائل المسلحة الرافضة للوجود الأجنبي، والتوازنات الإقليمية والدولية التي تحكم علاقات بغداد بالتحالف الدولي بقيادة واشنطن.

كما أن التحذير من تسرب مقاتلين إلى سوريا يعيد إلى الأذهان مخاوف سابقة من تحول الأراضي العراقية إلى نقطة انطلاق لتدخلات خارجية غير خاضعة لسيادة الدولة، وهو ما قد يُستخدم لتشويه صورة العراق أو إعادة إدراجه في دوائر الاتهام بزعزعة الأمن الإقليمي.

وتعكس هذه التصريحات حجم الاحتقان الكامن داخل بعض القوى العراقية المسلحة، التي ترى أن الوقت قد حان لإنهاء الوجود الأمريكي بالكامل، وتطبيق ما تعتبره استحقاقًا وطنيًا طال انتظاره.

شاركها.