لندن ترفض إدانة استهداف “إسرائيل” لعاملين في منظمة خيرية بريطانية في غزة
نشر موقع “ميدل إيست آي” تقريرًا أعدّه عمران ملا، جاء فيه أن وزارة الخارجية البريطانية لم تشجب الهجوم الإسرائيلي على عمال تابعين لجمعية خيرية بريطانية.
وقالت مؤسسة الخير، ومقرها بريطانيا، إن عمالها كانوا ينصبون الخيام للنازحين الفلسطينيين هناك، إلا أن وزارة الخارجية البريطانية رفضت إدانة الهجوم الإسرائيلي بطائرة مسيّرة، يوم السبت، والذي أسفر عن مقتل ثمانية متطوعين يعملون في مؤسسة الخير أثناء قيامهم بنصب خيام للنازحين الفلسطينيين شمال غزة.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن9 أشخاص على الأقل قتلوا، بينهم ثلاثة صحافيين، وأصيب آخرون في الهجوم الذي وقع في بيت لاهيا بغزة، والذي استهدف فريق إغاثة برفقة صحافيين ومصورين.
وقال قاسم رشيد أحمد، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الخير، لـ BBC ، إن الفريق كان في بيت لاهيا، يوم السبت، لنصب خيام للنازحين الفلسطينيين.
وأضاف أن المصورين تعرضوا للضرب عندما عادوا إلى سيارتهم، وبعد لحظات استهدفتهم طائرة مسيرة إسرائيلية، ما أدى إلى سقوط المزيد من الضحايا في صفوف العاملين في الإغاثة والصحافيين الذين هرعوا إلى الموقع.
عندما سأل موقع “ميدل إيست آي” وزارة الخارجية البريطانية إنْ كانت ستدين الغارة الإسرائيلية، جاء رد المتحدث باسم الوزارة: “من الضروري، في جميع الحالات، حماية المدنيين، بمن فيهم الصحافيون والمنظمات الإنسانية، الذين يجب تمكينهم من أداء عملهم الأساسي بأمان”.
وأضاف: “إنه لأمر محزن جدًا سماع المزيد من الخسائر في الأرواح في غزة، وترغب بريطانيا في استمرار وقف إطلاق النار. لا يزال هذا الاتفاق هشًا، وعلينا بناء الثقة لدى جميع الأطراف للحفاظ على وقف إطلاق النار والانتقال به من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثالثة، وصولًا إلى سلام دائم”.
حدّد مركز حماية الصحافيين الفلسطينيين هوية الصحافيين القتلى، وهم: بلال أبو مطر (عامل في تحرير الفيديو)، محمود السراج (مصور)، بلال عقيلة (مصور)، محمود أسليم (مصور).
وأضاف المركز أن “الصحافيين كانوا يوثقون جهود الإغاثة الإنسانية للمتضررين من حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية”.
من جهتها، شجبت حركة “حماس”، التي تسيطر على قطاع غزة، الهجوم واصفة إياه بـ “المذبحة المرعبة” و”التصعيد الخطير الذي يعكس إصرار إسرائيل على مواصلة عدوانها وعدم احترامها لكل القوانين والمواثيق الدولية”.
وزعم الجيش الإسرائيلي أنه استهدف “إرهابيين اثنين كانا يديران طائرة مسيّرة تمثل تهديدًا”.
وأضاف في بيانه: “لاحقًا، قام عدد من الإرهابيين الإضافيين بأخذ معدات الطائرة المسيرة ودخلوا مركبة، فاستهدفهم الجيش”.
إلا أن الجيش الإسرائيلي لم يقدم أي أدلة تدعم مزاعمه، وهي مزاعم نفتها بشدة مؤسسة الخير، كما رفضها النائب البريطاني المستقل عن دائرة جنوب ليستر، شوكت آدم، قائلًا: “أتقدم بأحر التعازي لمؤسسة الخير في أعقاب القتل المروع لمتطوعيها وصحافييها في غزة. سأتواصل شخصيًا مع المؤسسة الخيرية، التي لديها مكاتب في دائرتي الانتخابية، وسأكتب إلى الوزير للمطالبة بتحقيق مستقل وشفاف في الحقائق”.
قال الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني، واجد أختر: “إن قتل العاملين في المجال الإنساني هو انتهاك صارخ للقانون الدولي، ويجب أن يقابل بإدانة عالمية قاطعة”.
وأضاف: “يقع على عاتق حلفاء إسرائيل التزام أخلاقي بالاعتراف بهذه الفظائع واتخاذ إجراءات حاسمة لضمان وضع حد لهذه الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي. ندعو الحكومة البريطانية إلى إدانة هذه الأعمال بأشد العبارات الممكنة”.