موقع مقالة نت
اهم المقالات التي تهم القارئ العربي

لوفيغارو: “الإسرائيليون يخشون فقدان دعم الرئيس الأمريكي”

0 0

تحت عنوان “الإسرائيليون يخشون فقدان دعم الرئيس الأمريكي”، قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية إنّ خبر الإفراج عن الرهينة الإسرائيلي الأمريكي إيدان ألكسندر، الذي تم أمس الإثنين، قوبل بترقّب كبير في إسرائيل، حيث اعتُبر من الأخبار النادرة الإيجابية في خضمّ واقع قاتم. إلا أن هذه الفرحة شابها شعور بالقلق المتزايد في الأيام الأخيرة، مصدره الانطباع بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدير ظهره لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وعلى الرغم من ذلك، ما تزال لافتة ضخمة في قلب القدس تصف ترامب بـ “أفضل رئيس لإسرائيل”، وتظهر صورته إلى جانب سفيره الجديد لدى إسرائيل، مايك هاكابي.

وأضافت صحيفة “لوفيغارو” أن فكرة الدعم غير المشروط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت قد ترسّخت في الأسابيع الأولى من عودته إلى السلطة في يناير/كانون الثاني الماضي. فبناءً على طلب ترامب، تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع “حماس” عشية أدائه اليمين الدستورية، ما أتاح خلال شهرين الإفراج عن 30 رهينة، توضح الصحيفة الفرنسية.

وكان بنيامين نتنياهو أول زعيم أجنبي يستقبله ترامب في البيت الأبيض. وقد تجاوز الرئيس الأمريكي التوقعات حين اقترح إفراغ قطاع غزة من سكانه المدنيين وتحويله إلى “ريفييرا”. وهو مشروع لقي تأييداً كاملاً من التحالف الذي يقوده نتنياهو. كما أعلنت الولايات المتحدة عن استئناف شحنات الأسلحة لإسرائيل.

لكن شهر العسل لم يدم طويلاً. وكان الإفراج عن إيدان ألكسندر أحدث مؤشر على ذلك، إذ قررت الولايات المتحدة التفاوض مباشرة مع حركة “حماس”، في خطوة تتعارض مع إستراتيجية القوة التي يدافع عنها نتنياهو.

وفي تعليق صدر مساء الأحد، أوضح مكتب رئيس الوزراء أن إسرائيل لم توافق على وقف لإطلاق النار من أجل الإفراج عنه، بل فقط على “ممر آمن”. واستؤنفت الغارات يوم الإثنين في شمال غزة. وجاء في البيان: “ستستمر المفاوضات تحت القصف، وفي ظل توقع تصعيد المعارك”.

ومع ذلك تتابع صحيفة “لوفيغارو” فإن الغالبية العظمى من الرهائن الـ251 الذين اختُطفوا خلال هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، تم الإفراج عنهم بفضل اتفاقات بين إسرائيل و”حماس”، وليس عبر العمليات العسكرية. من جهته، وصف متحدث باسم الحركة الإسلامية الإفراج عن الرهينة بأنه بادرة حسن نية تجاه الولايات المتحدة.

الإسرائيليون الذين يناضلون بإصرار من أجل إطلاق سراح بقية الرهائن لم يخطئوا التقدير، تقول الصحيفة، مضيفة أن “حماس” ما زالت تحتجز 59 شخصاً في غزة، يُعتقد أن نحو عشرين منهم على قيد الحياة. ونددت الناشطة البارزة عيناف زانغاوكر، التي اختُطف ابنها ماتان في 7 أكتوبر، بموقف بنيامين نتنياهو.

كما وصف زعيم المعارضة في الكنيست ورئيس الوزراء السابق يائير لبيد الوضع بأنه “فشل سياسي مخزٍ للحكومة الإسرائيلية ورئيسها”، مضيفاً: “الرهائن هم مسؤوليتنا، والحكومة هي المسؤولة عن إعادتهم”.

وفي صحيفة “يديعوت أحرونوت” الوسطية، أشار المحلل السياسي ناحوم بارنياع إلى الخطأ الإستراتيجي الذي ارتكبه نتنياهو، قائلاً: “لقد وَضَعَ كل بيض إسرائيل في سلة ترامب. وفي المقابل، خسر إلى الأبد الحزب الديمقراطي وأنصاره اليهود التقدميين. لقد علق في خياره، ولم يعد أمامه أي خيار آخر”.

وقد جاء الإعلان عن الإفراج عن إيدان ألكسندر بعد سلسلة من القرارات التي اعتُبرت بمثابة صفعات سياسية لنتنياهو. ففي الأسبوع الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي عن التوصل إلى اتفاق مع الحوثيين، الذين ما زالوا، بدعم من إيران، يطلقون صواريخ باليستية على إسرائيل من اليمن. غير أن الولايات المتحدة حصلت، على ما يبدو، على ضمانات بعدم استهداف السفن التي ترفع علمها. أما الجيش الإسرائيلي، فعليه أن يتصرّف بمفرده الآن، إذ أصدر أوامر بإخلاء ثلاثة موانئ يمنية استعداداً لقصفها، تُشير صحيفة “لوفيغارو”.

أما على الصعيد الدبلوماسي تقول الصحيفة فقد تترافق زيارة ترامب إلى السعودية مع “صفقة” تتعلق بالبرنامج النووي المدني، وهي صفقة كان نتنياهو يأمل في ربطها باتفاق تطبيع مع الرياض. لكن ولي العهد محمد بن سلمان يبدو بعيداً عن تبني هذا النهج، خصوصاً مع الغضب العارم في الرأي العام العربي إزاء الحرب في غزة، والتي يُنظر إليها على أنها إبادة جماعية. وقد فضّل الأمير دعوة قادة فلسطين ولبنان وسوريا إلى العاصمة السعودية، حيث يُتوقع أن يلتقوا ترامب.

ويرى المراقبون الإسرائيليون في هذه التحركات مؤشراً جديداً على عزلة بلادهم الدبلوماسية، لا سيّما أن ترامب أبدى تقارباً مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الملف السوري، بينما تخوض تركيا وإسرائيل، منذ سقوط بشار الأسد، صراع نفوذ خطيراً على الأراضي السورية.

أما آخر التطورات التي لا تصب في مصلحة نتنياهو، فهي الزيادات في الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الواردات الإسرائيلية بنسبة بلغت +17%، وهي نسبة فَشلَ رئيسُ الوزراء الإسرائيلي في تخفيضها خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن، التي كانت أقل إيجابية بكثير من الأولى.

سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي، يوم أمس، إلى تبديد الشائعات والمخاوف، فاجتمع مع ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط، وأعلن عن إرسال وفد إسرائيلي، هذا الثلاثاء، إلى قطر، تُشير صحيفة “لوفيغارو”.

اضف تعليق