مآلات الافراج عن عيدان ألكسندر..مصطفى ابراهيم
على الرغم من تأكيد حركة حماس أن الإفراج عن عيدان ألكسندر كخطوة أولى، في إطار تحرك أوسع يشمل مفاوضات مكثفة لوقف الحرب، وتبادل الأسرى، وإعادة إعمار القطاع، عبر إدارة مهنية مستقلة، كما ثمنت جهود الوساطة التي تبذلها كل من قطر، ومصر، وتركيا.
وفي وقت لا تزال فيه مآلات اتمام صفقة بين الولايات المتحدة وحركة حماس للإفراج عن الأسير الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر غير مكتملة، وأن أي تراجع للانخراط الأميركي في هذا السيناريو، يثير قلقًا واسعًا في اسرائيل، وذلك في ظل الحديث أن ذلك يتم ضمن سياق أوسع يشمل اتفاقات إقليمية تترافق مع زيارة ترامب إلى المنطقة.
يدعي بعض المحللين الإسرائيليين أن الإفراج عن ألكسندر هو الورقة الأخيرة والخطيرة التي تحاول الولايات المتحدة سحبها في محاولة للضغط على الأطراف للتوصل إلى اتفاق أوسع. وإذا لم تؤد هذه الخطوة إلى اتفاق شامل، وفي غياب أي رهائن أحياء إضافيين يحملون الجنسية الأميركية، فقد تفقد الإدارة دافعها لمواصلة دفع المحادثات إلى الأمام.
مع أن أخرين قالوا إن كل المؤشرات تشير إلى أن النية الأميركية في تشجيع الوسطاء، وبموافقة حركة حماس، هي أن الافراج عن ألكسندر سوف يكون بمثابة كسر للجليد، وبعد ذلك سوف تستأنف المفاوضات حول مقترح ستيف ويتكوف، ثم حول صفقة شاملة تؤدي إلى الافراج عن جميع المختطفين مقابل وقف إطلاق نار مستقر وطويل الأمد من شأنه أن ينهي الحرب.
ووجها انتقادات لنتنياهو، وأنه لأول مرة، تعلن إسرائيل رسميًا أنها لم تكن طرفًا في صفقة للإفراج عن جندي من مواطنيها، معتبرة أن هذا تطور خطير على مستوى “السيادة السياسية والأمنية. وأن إسرائيل لم تشارك في المفاوضات السرية بشأن إطلاق سراح ألكسندر.
وحسب ما ذكره نتنياهو أمس الأحد في نقاش سري للجنة الخارجية والأمن إن حماس قد تطلق سراح ألكسندر كبادرة حسن نية للإدارة الأميركية، وعندما سأله أعضاء اللجنة عما إذا كان من المتوقع التوصل إلى صفقة، أجاب نتنياهو أنهم ربما يعيدون نصف الاسرى المختطفين، وربما يتم إطلاق سراح عيدان ألكسندر فقط.
وأثار إعلان حركة حماس الإفراج عن الجندي الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، ردود فعل واسعة وغاضبة داخل إسرائيل، وسلط الضوء على خلافات سياسية حادة وانتقادات موجهة لحكومة بنيامين نتنياهو. ويثار جدل في صفوف المعارضة وعائلات الاسرى التي عبرت عن غضباً واسعاً، وابرام الصفقة بطريقة مباشرة بين الإدارة الامريكية وحركة حماس من دون إشراك الحكومة الإسرائيلية.
ووجهت عائلات الأسرى انتقادات واسعة ضد ما وصفته بمماطلة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وعن مشاعر الخيبة والخوف، من أن الصفقة المرتقبة تكرّس التمييز بين الأسرى، وتضعف الأمل لدى العائلات التي لم تعرض قضيتها على الطاولة الأميركية. وأن الرسالة التي تصل إلى الأسرى وعائلاتهم صادمةـ من لا يحمل جواز سفر أميركيًا قد يُترك في الخلف.
وان إجراء مفاوضات مباشرة بين حركة حماس وإدارة ترامب، خطوة قد تزعزع الشعور بـالوحدة القومية، وقد تؤدي إلى إحداث شرخ في الصف الإسرائيلي، وأن هذه الصفقة تمثل مكسبًا كبيرًا لحماس. وأن المفاوضات المباشرة بين واشنطن وحماس، دون تنسيق كامل مع إسرائيل، تشكل سابقة مقلقة، وذلك وفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية قد ينعكس تراجع التأثير الإسرائيلي في أحد أكثر الملفات حساسية.
الرسالة المعلنة، التي تقول إن إسرائيل لا تعارض صفقة أميركية مستقلة ومنفصلة لإطلاق سراح رهائن يحملون الجنسية الأميركية، تتناقض مع الخط الذي يتخذه نتنياهو وحكومته اخلف الكواليس. وكان الموقف الإسرائيلي هو أنه من غير المناسب التمييز بين الرهائن، وإطلاق سراح الإسرائيليين الذين يحملون جنسية مزدوجة في معاملات منفصلة.
في حين ما زال الفلسطينيين يعلقون أمالاً كبيرة على وقف حرب الإبادة وأن المفاوضات مستمرة، ما زال الخوف يسيطر عليهم في ظل عدم القدرة على تحقيق اختراق حقيقي، برغم تفاؤل حماس اجراؤها مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، وعدم التزام إسرائيل بأي وقف لإطلاق النار، وكذلك تهديد نتنياهو أن المفاوضات مستمرة تحت النار، واستعدادات الجيش قائمة لتوسيع حرب الابادة وإن لم تتم صفقة شاملة قريباً.