لم تمهلها الحياة لحظة فرح كانت تنتظرها بلهفة.. لفظت الطالبة المتفوقة “إسراء” أنفاسها الأخيرة، ضحية حادث مأساوي على الطريق الدائري الإقليمي بمحافظة المنوفية أمس الجمعة، لتظهر نتيجتها اليوم وتحصل على 270 من 280 في الشهادة الإعدادية.

“إسراء” ضحية الدائري الإقليمي تفوقت في الاعدادية

الفتاة الصغيرة، التي لم تتجاوز 15 عاما من عمرها، كانت قد أنهت للتو امتحانات الشهادة الإعدادية، وكانت تنتظر إعلان النتيجة بفارغ الصبر، تحلم بأن تتوج مجهودها بلحظة سعادة وسط أسرتها، لكن القدر كان أسرع من الفرح، فغادرت الحياة قبل أن تسمع خبر تفوقها.

وأظهرت نتيجة الشهادة الإعدادية أن “إسراء” حصلت على مجموع 270 درجة من أصل 280، بنسبة نجاح 96.4%، لتكون واحدة من أوائل الطلاب على مستوى محافظة المنوفية هذا العام.

النبأ المفجع صدم أهالي قريتها، بعدما علموا أن إسراء كانت من بين ضحايا الحادث المروري المروع الذي أودى بحياة عدد من الأبرياء، أثناء عودتهم من العمل بحثًا عن الرزق.

في بيت العائلة، تحول الفرح المنتظر إلى مأتم، وبدلًا من الزغاريد لاستقبال النجاح، علا البكاء في أرجاء المنزل، حزناً على ابنة كانت مثالًا للجد والاجتهاد، ورحلت قبل أن تحصد ثمرة تعبها.

 

تفاصيل حادث الدائري الإقليمي

كانت محافظة المنوفية، وتحديدا على الطريق الإقليمي في نطاق مركز أشمون، قد شهدت حادثا مأساويا تحولت فيه رحلة صباحية عادية لمجموعة من الفتيات الباحثات عن لقمة العيش إلى مجزرة مأساوية راح ضحيتها 19 شخصًا، بينهم 18 فتاة من قرية كفر السنابسة، إثر تصادم مروع بين ميكروباص وتريلا.

بدأت الكارثة عندما سلك سائق التريلا طريقًا في الاتجاه المعاكس، في مخالفة لقواعد المرور، قبل أن تختل عجلة القيادة في يده، ليدخل في تصادم وجها لوجه مع ميكروباص كان يقل الضحايا، ومعظمهم من فتيات القرية المتوجهات إلى أعمالهن في الصباح الباكر.

مأساة قرية كفر السنابسة

قرية كفر السنابسة تحولت في دقائق إلى بيت عزاء مفتوح، فقدت 18 من بناتها دفعة واحدة، في حادث وصفه الأهالي بأنه “نكبة لم تمر بها القرية من قبل”، فالرحلة اليومية إلى العمل انتهت بكفن ودفن جماعي، والدموع تملأ العيون، والحسرة تخنق الحناجر.

عقب الحادث، ألقت قوات أمن المنوفية القبض على سائق التريلا المتسبب في الكارثة، وبدأت التحقيقات معه بتهمة القيادة المتهورة، والتسبب في وفاة 18 فتاة وسائق الميكروباص.

شاركها.