موقع مقالة نت
اهم المقالات التي تهم القارئ العربي

محللون إسرائيليون: ترامب “كاهاني” وتهجير الغزيين سيؤدي لإفلاس أخلاقي

0 1

حذر محللون إسرائيليون اليوم، الإثنين، من استئناف الحرب على غزة وتنفيذ الترانسفير الذي منحه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، شرعية بتصريحاته حول “نقل” سكان قطاع إلى دول أخرى بينها الأردن ومصر، وعن “فتح بوابات جهنم” في غزة.

ووصف المحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ناحوم برنياع، ترامب بأنه “كاهاني”، أي من أنصار الحاخام العنصري والفاشي مئير كاهانا، الذي كان يدعو إلى طرد الفلسطينيين من فلسطين التاريخية كلها، وأخرِجت حركة “كاخ” التي أسسها عن القانون وأعلِن عنها أنها حركة إرهابية.

وأشار برنياع إلى أقوال ترامب، نهاية الأسبوع الماضي، التي شجع فيها إسرائيل على تبني الإنذار الذي وضعه، وإنزال جهنم على غزة إذا رفضت حماس الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين فورا، بينما “لم يعرف نتنياهو كيف سيتصرف. هل يوعز للجيش الإسرائيلي بالدخول مجددا إلى القتال الذي ستكون نتيجته المؤكدة الوحيدة موت المزيد والمزيد من المخطوفين، بذنبه، أم أن يبدو ضعيفا وجبانا بنظر رئيس يحتقر الضعفاء. وسارع إلى إصدار تصريح مليء بالمديح لترامب، على أمل أن النفاق سيمنحه وقتا”.

ولفت برنياع إلى أن جميع الرؤساء الأميركيين منذ النكبة، “من هاري ترومان وحتى جو بايدن، سعوا إلى لجم خطوات إسرائيل تجاه الجانب العربي… وجاء الآن رئيس يعتقد ويتصرف بشكل آخر. وإذا غزة وسكانها المليونين هم مشكلة، سنوزع السكان على دول أخرى. والجيش الإسرائيلي سينظف القطاع، والولايات المتحدة ستستولي عليه”.

وأضاف أن “لعبة ترامب خطيرة، وهو يقوض القيم الأساسية للديمقراطية الأميركية ويزعزع الاستقرار في العالم، ويلعب بالنار”.

وأشار برنياع إلى أن “أحد أكثر الوزراء في الحكومة الإسرائيلية حماسة لأفكار ترامب هو بتسلئيل سموتريتش، الذي قال، في نهاية الأسبوع الماضي، إن طواقم مشتركة للحكومة الإسرائيلية وإدارة ترامب، باتت تعمل على تطبيق خطة الترانسفير ضد العرب في غزة. والتنفيذ سيبدأ ببطء ويستمر بكل قوة”.

وتابع أن “رؤية سموتريتش تقضي بحرب مع العالم العربي والإسلامي، وبدعم أميركي ستبيد إسرائيل جميع أعدائها وستحظى بقدوم المسيح المنتظر من أجل تأسيس ملكوته. ورؤية ترامب أقل تبلورا. ويستمد إيحاءه من أفلام رعاة البقر القديمة ضد الهنود الحمر. البيض على حق وينتصرون؛ والحمر أشرار ويخسرون. وفي نهاية الأمر يتم توطين الباقين في محميات ويسمحون لهم بكسب الرزق في الكازينوهات”.

وشدد برنياع على أن “القرن الواحد والعشرين ليس القرن التاسع عشر. والفلسطينيون ليسوا الهنود الحمر والشرق الأوسط ليس الغرب القديم، إنه قنبلة نووية موقوتة. وبدلا من أن يساعد نتنياهو على الاستقرار على أرض الواقع، ترامب يدفعه إلى الحافة”.

واعتبر أن “ترامب قد يغير رأيه، وأن يفرض فجأة على نتنياهو الموافقة على المرحلة الثانية من اتفاق المخطوفين ومنعه من استئناف القتال؛ والتوقيع على اتفاق نووي مع إيران يكون مناقضا لمصالح إسرائيل. وبالنسبة له، الشرق الأوسط هو حقل تجارب؛ وبالنسبة لنا هو حياة أو موت. هذا هو الفرق كله”.

من جانبه، وجه الصحافي في “يديعوت”، عيناف شيف، انتقادات شديدة إلى وزير الأمن، يسرائيل كاتس، ووصفه بأنه يتقمص شخصية الفتوة، لكنه “نبتة زينة” الإسرائيلية، وأن “قلائل الذين ينسبون له أهمية، وبالتأكيد أن بنيامين نتنياهو ليس بينهم”، وأن كاتس “منشغل بمسرحيته المثيرة للشفقة والجوفاء التي يقول فيه ’أصدرت تعليمات’ و’أوعزت’”.

نتنياهو ووزير أمنه: خطة ترامب لتهجير أهالي غزة “الوحيدة” التي يمكن أن تنجح
على صلة
نتنياهو ووزير أمنه: خطة ترامب لتهجير أهالي غزة “الوحيدة” التي يمكن أن تنجح
وأضاف أن “يسرائيل كاتس لوح الأسبوع الماضي بتهديد وأعلن أن ’حرب غزة الجديدة ستكون مختلفة بشدتها عن تلك التي دارت قبل وقف إطلاق النار، ولن تنتهي من دون هزم حماس وتحرير جميع المخطوفين، وستسمح أيضا بتطبيق رؤية الرئيس ترامب بخصوص غزة’”.

وأشار شيف إلى أنه إلى جانب هدفي إسرائيل في الحرب على غزة، “القضاء على حماس وإعادة المخطوفين”، أضاف كاتس هدفا آخر وهو “تطبيق رؤية الرئيس الأميركي في غزة”، وأن هذا يعني “بلغة أوسخ: خطة الترانسفير، المناقضة للقانون الدولي والأخلاق الإنسانية”.

وأضاف أن “هذه المقولة يجب أن تكون أمام أنظار الجنود والمجندات عندما يرسلون إلى هجوم، للمرة الرابعة أو الخامسة، على جباليا وخانيونس. ويتضح أنهم سيكونون هناك ليس فقط من أجل هزم حماس وإنقاذ إخوتهم، رغم أنه منذ البداية لم يكن بالإمكان تحقيق كلا الأمرين، وإنما من أجل التمهيد لارتكاب أفعال تشكل جريمة حرب”.

وشدد شيف على أنه “إذا جاء الاستدعاء للحرب، يتعين على الجنود والمجندات أن يأخذوا بالحسبان أن إسرائيل الرسمية، وليس مهما من الذي طرح الفكرة، تريد وتحتاج إليكم ليس فقط من أجل إزالة تهديد غزة، وإنما كي تنفذوا ترانسفير. ولا تقولوا إنكم لم تعلموا”.

بدوره، اعتبر الباحث في “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة تل أبيب، عوفِر شيلَح، أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد، إيال زامير، الذي ستبدأ ولايته في 5 آذار/مارس المقبل، قد يتلقى التعليمات من المستوى السياسي بشن عملية عسكرية في قطاع غزة، التي بموجب كاتس “ستفتح بوابات جهنم على حماس”.

ويعني ذلك “فرض حصار، استهداف تزويد الإمدادات الإنسانية، دمار هائل، الذي أحد أهدافه إنشاء وضع لا يحتمل ويقود إلى هجرة فلسطينيين من القطاع. ويشتم من ذلك رائحة قوية لتطهير عرقي”.

وبحسب مقال شيلح المنشور في صحيفة “هآرتس”، فإن مخططات “التطهير العرقي” بدأت تُنسج في القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، لكنه أشار إلى أن “هذا حدث في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، خلال العملية العسكرية في جباليا وبيت حانون، التي خطط لها ضباط في القيادة الجنوبية وفرسان 7 أكتوبر – رئيس أركان الجيش هيرتسي هليفي، وقائد القيادة الجنوبية يارون فينكلمان، ووزير الأمن السابق يوآف غالانت”.

وأضاف شيلح أنه “يوجد شخص واحد فقط، الذي إذا قال ’لا’، فإن سيناريو الفظائع هذا من شأنه أن يُلجم وينقَذ الجيش الإسرائيلي وجنوده، وهو رئيس هيئة الأركان العامة، زامير”.

ورأى شيلح أن “على زامير أن يبذل كل ما بوسعه كي لا يتم الإعلان عن الخطة (خطة الترانسفير). وعليه أن يوضح لوزير الأمن ورئيس الحكومة أن التعليمات التي ستفرض على الجيش الإسرائيلي روح عصابة ستُلجم لديه، لأنه سيكون المسؤول عن الضرر الأخلاقي لعشرات الآلاف الذين يرتدون الزي العسكري وعن الإفلاس الأخلاقي لجيش الشعب، الذي سيؤدي إلى تفككه”.

اضف تعليق