محلل سياسي إيراني لـ “أثير”: 3 ملفات تحملها زيارة جلالة السلطان لإيران
أثير-يحيى الراشدي
أكد أمير الموسوي دبلوماسي إيراني سابق ومحلل سياسي ومدير مؤسسة أسفر للدراسات والبحوث الإستراتيجية في إيران، أهمية الزيارة التي يقوم بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- إلى طهران يوم الأحد المقبل، مشيدا بدور سلطنة عُمان في تعزيز السلام والأمن بالشرق الأوسط.
وقال في حديث خاص لـ “أثير” بأن زيارة جلالة السلطان إلى إيران تأتي تلبية لدعوة من الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، كما تأتي بعد عام تقريبا من زيارة رئيسي لسلطنة عُمان، وإبرام 12 مذكرة تفاهم واتفاقية تعاون بين البلدين في مايو من العام الماضي، مشيرا إلى أن الزيارة تأتي كذلك بعد تطور في العلاقات الإيرانية السعودية، كان للسلطنة دور أساسي فيها.
وأشار أيضًا إلى أن زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق إلى إيران تأتي كذلك بعد زيارته لمصر، ما يدل ذلك على أن هناك أخبارا مهمة وسارة من زيارته لإيران خاصة، وللمنطقة وشعوبها بصفة عامة.
وقال إن جلالة السلطان يحمل في هذه الزيارة ثلاثة ملفات مهمة وحساسة وأساسية، الأول يخص العلاقات الثنائية والتاريخية بين البلدين، والثاني حول القضايا الإقليمية، خصوصا ما يتعلق بجهود جلالته وسلطنة عمان في تحقيق النجاحات بشأن تقريب وجهات النظر، وإعادة العلاقات بين طهران والرياض، وكذلك الجهود المبذولة لترطيب الأجواء، وإعادة العلاقات ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين إيران ومصر، والملف الثالث، وهو مهم جدا، وبه الكثير من المفاجآت والمبشرات، وهو الملف النووي الإيراني، فهناك رسائل ستأتي بها القيادة العمانية إلى طهران من الولايات المتحدة وبريطانيا وبعض الدول الأخرى، حول إمكانية عودة التفاوض بين مجموعة 5 + 1 وإيران.
وأوضح أنه فيما يخص العلاقات الثنائية بين سلطنة عُمان وإيران، فهي تاريخية قديمة، ولم تتزلزل بالمستجدات، حيث كانت قبل قيام الثورة الإسلامية في إيران، واستمرت بهدوء، وبشكل جيد بعد عام 1979، وكذلك الأمر خلال الحرب العراقية الإيرانية، وبعد الأزمات التي هزت المنطقة بسبب الخلافات بين إيران والسعودية، وبعض الدول الأخرى في المنطقة.
وعدّ المحلل السياسي بأن هذا الاستقرار، والديمومة في العلاقات يدل على حكمة ودراية ودقة النظر وصواب الرؤية للقيادة العمانية في عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد طيب الله ثراه وفي عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، الذي استمرت في عهده العلاقات بين البلدين بكل قوة واطمئنان.
وتابع بأن هذا دلالة على أن الثبات السياسي موجود، والرؤية الثاقبة وبعيدة النظر للقيادة العمانية متوفرة ودائمة.
ووصف العلاقات السياسية بين السلطنة وإيران بالمتطورة والثابتة، لكن في المقابل ما تزال العلاقات الاقتصادية أقل مما هو متوقع، حيث إن حجم التبادل التجارى بين البلدين يبلغ نحو ملياري دولار، ويتوقع أن يصل إلى 3 مليارات دولار قريبا، بعد الاتفاقيات التي وقعت مؤخرا، مشيرا إلى أن المأمول أن يصل حجم التبادل التجارى إلى ما بين 8 و10 مليارات دولار في المستقبل.
وذكر أن هناك علاقات وطيدة ومتجذرة في المجالين الأمني والعسكري، فهناك حضور مستمر للقوات البحرية الإيرانية والعمانية في موانئ البلدين، مع مشاركة مستمرة في المناورات العسكرية بحضور القيادات العسكرية، علاوة على وجود تدريبات بحرية مستمرة سنوياً، وتبادل للمعلومات، إضافة إلى التعاون في ملف أمن واستقرار الملاحة، وانسيابيتها في مضيق هرمز.، نظرا لأن السلطنة وإيران هما البلدان الوحيدان اللذان يشرفان على أمن واستقرار وسهولة مرور السفن والبوارج في المضيق، من خلال التعاون والتفاهم بين البلدين.
وأكد أن سلطنة عُمان بذلت جهودا تتسم بالهدوء والدراية والدقة والصبر والتحمل في ملف التعاون الإقليمي، خصوصا ما يتعلق بإيران وعدد من الدول الإسلامية، مشيرا إلى أنها أدت دورا أساسيًا في إنهاء الحرب العراقية الإيرانية، وبعدها التوسط في التفاهم الذي حدث بين بغداد وطهران في موضوع إعادة العلاقات، وحل مشكلة الأسرى، وترسيم الحدود، وتنفيذ بنود اتفاقية الجزائر عام 1975، إضافة إلى ترطيب الأجواء بين الرياض وطهران، والمساعي الحميدة خلال الفترة الماضية لتقريب وجهات النظر، وإعادة العلاقات بين القاهرة وطهران.
ولفت إلى أن سلطنة عُمان أدت دورا أساسيًا ومهما في تهدئة الوضع باليمن، وإيجاد حلول سياسية للأزمة اليمنية.