في حدث فلكي استثنائي، نشرت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) صورا مقربة لمذنب بين نجمي نادر يمر عبر النظام الشمسي لمرة واحدة فقط في العمر حيث ظهر المذنب المعروف باسم «3 إيه/ أطلس (3A/ATLAS)» على بعد نحو 190 مليون ميل من الأرض في صورة التقطت من مدينة مانشانو الإيطالية.
اكتشاف حديث ورصد متتابع
وفق تقرير «سي بي إس نيوز»، جرى اكتشاف المذنب لأول مرة في يوليو الماضي، قبل أن تتوالى عمليات رصده عبر تلسكوبات متعددة وفي أغسطس ، ظهرت صور للمذنب على مسافة تقدر بـ277 مليون ميل، بينما التقطت مركبتان كانتا بالقرب من المريخ صورا إضافية له الشهر الماضي، أظهرت نقطة ضبابية لامعة على بعد أكثر من 18 مليون ميل من الكوكب الأحمر.
ويعد «3 إيه/ أطلس» ثالث مذنب من خارج المجرة يتم تأكيد دخوله إلى نطاق النظام الشمسي.
مشاهدة ممكنة من الأرض
وقال شون دوماجال جولدمان، القائم بأعمال مدير قسم الفيزياء الفلكية في «ناسا»، لوكالة «أسوشييتد برس» «الجميع يريد النظر عبر التلسكوب الآن… إنها فرصة مذهلة ونادرة».
الاقتراب الأكبر في ديسمبر
من المتوقع أن يصل المذنب إلى أقرب نقطة له من الأرض في 19 ديسمبر المقبل، على مسافة تقارب 170 مليون ميل أي ما يعادل ضعف المسافة بين الأرض والشمس تقريباً، وستواصل مركبات «ناسا» الفضائية تتبّع مساره أثناء تقدمه عبر النظام الشمسي، متوقعين أن يتجاوز مدار المشتري في ربيع 2026.
رصد أوروبي موازى
من جانب آخر، تعمل مركبة جوس التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية والمخصصة لدراسة أقمار المشتري على اختبار أدواتها وكاميراتها خلال الشهر الجاري لرصد المذنب، خصوصاً بعد اقترابه الأقصى من الشمس.
غير أن العلماء لن يتلقوا البيانات قبل فبراير المقبل، لأن الهوائي الرئيسي للمركبة يعمل كدرع حرارية في هذه المرحلة، ما يحد من تدفق المعلومات.
خصائص غامضة وسرعة استثنائية
تشير التقديرات إلى أن عرض المذنب يتراوح بين 1444 قدماً و3.5 ميل، وهي فجوة كبيرة تعكس محدودية المعلومات حتى الآن وتشير بيانات الرصد الأولية إلى أنه يتحرك بسرعة غير معتادة، وقد يكون نشأ داخل نظام شمسي أقدم من نظامنا، مما يجعله محط اهتمام علمي كبير.
تفنيد الشائعات ليس زائرا فضائيا
انتشرت في الآونة الأخيرة شائعات تزعم أن المذنب قد يكون «مركبة فضائية» لكائنات أخرى، إلا أن مسؤولي «ناسا» نفوا ذلك بشكل قاطع، مؤكدين أن «3 إيه/ أطلس» ظاهرة طبيعية تماماً ولا يحمل أي مؤشرات غير مألوفة.
