مسؤولٌ أمنيٌّ فلسطينيٌّ لـ”يديعوت” : منذ أكتوبر كسّرنا عظام حماس واسرائيل تنتقم من الضفّة بسبب كارثتها بغزّة!
نشرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية، حوارًا مع رئيسٍ لأحد الأجهزة الأمنيّة التابعة للسلطة الفلسطينيّة في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، وتحدث فيها عن العملية العسكريّة الإسرائيليّة الواسعة في مناطق ومدن شمال الضفة الغربيّة المُحتلّة، والتي أدّت لاستشهاد عددٍ كبيرٍ من الفلسطينيين، بالإضافة إلى تهجير أكثر من أربعين ألف فلسطينيّ من مخيّمات اللجوء بالضفّة.
وأشارت الصحيفة في الحوار، الذي أجراه أحد أبرز الإعلاميين الإسرائيليين، المعروف بنشره الأخبار والتقارير الحصريّة، الإعلاميّ المُخضرم، ناحوم برنياع، أشار إلى أنّ “المسؤول الأمنيّ الفلسطينيّ اشترط عدم ذكر اسمه، وجرى مقابلته في مقره برام الله يوم الثلاثاء الماضي، وكان بناءً على مبادرةٍ عاجلةٍ، وربّما حتى ملحة”، وفق قولها.
ولفتت إلى أنّه “تمّ تحديد التوقيت للحوار بسبب التطورات الدراماتيكيّة في الأسابيع الأخيرة، والمتمثلة بالعملية المستمرة للجيش الإسرائيليّ في الضفة الغربية، والتدمير في غزة، وخطة ترامب لتهجير سُكّان قطاع غزّة إلى خارج فلسطين، والإفراج عن حوالي 400 أسير من الضفة، والتحركات الجذرية التي قام بها نتنياهو وسموتريتش وكاتس تجاه ة في رام الله”.
وأكّد برنياع أنّ القواعد التي تمّ وضعها للحوار، تمنع من ذكر اسم المسؤول الفلسطينيّ، ولكن عباس ورفاقه في قيادة السلطة قالوا مؤخرا أشياءً مشابهةً، والفرق هو أنّ المسؤول يعيش الواقع، مضيفًا أنّه “إذا كان على صواب، فنحن في وسط عمليةٍ هدفها التاريخيّ هو تحويل الضفة وسكانها إلى غزة“.
بالإضافة إلى ذلك، قال المسؤول الفلسطينيّ للمحلِّل الإسرائيليّ: “أنتم تنتقمون من الفلسطينيين في الضفة الغربية، بسبب الكارثة التي حدثت في غزة”، مشيرًا في ذات الوقت إلى أنّ “الجيش الإسرائيلي دخل إلى جنين، وقد أنهت السلطة 80 بالمائة من العمل ضد المسلحين هناك”، على حدّ تعبيره.
ad
وتابع قائلا: “عندما دخل الجيش كان الوضع شبه نظيف، وفي اليوم الثاني للعملية العسكريّة الإسرائيليّة لم يكن هناك تبادل لإطلاق النار، وفقط كان هناك متفجرات”، معتبرًا في الوقت عينه أنّ “الموجة الأولى من المقاومة تحطمت على أيدي أجهزة السلطة”.
وذكر المسؤول الفلسطينيّ الرفيع أيضًا في حديثه للصحيفة العبريّة أنّ “الأجهزة الأمنيّة الفلسطينيّة تكبدت 17 قتيلاً في العمليات التي نفذتها في جنين، ووصل رؤساء الأجهزة لأوّل مرّةٍ إلى جنين، وبقوا ليلاً في المنطقة لقيادة القتال”، مؤكّدًا أنّه “جرى تعيين حاكمٍ جديدٍ لطولكرم، وقائدًا مناسبًا للمهام العملياتية، وأنّ رئيس سلطة رام الله المحتلة، محمود عبّاس، أمر بوقف الدعم لعائلات الأسرى رغم الانتقادات“، طبقًا لأقواله.
وأردف قائلاً: “نحن لا نفعل هذا من أجل إسرائيل. نحن نفعل ذلك لضمان حكمنا والتزاما بالوعود التي قطعناها، والشارع يدعمنا الآن، ومع ذلك، فإنّ الحكومة الإسرائيلية تقوم بالتحريض ضدّنا، حماس ضدنا وأنتم ضدنا”، مضيفا: “أتحدث معك من قلبٍ صادقٍ”، بحسب تعبيره.
وأثنى المسؤول الأمنيّ الفلسطينيّ على التعاون بين الأجهزة الأمنية والشاباك والإدارة المدنية، قائلاً: “هناك علاقة من الثقة والاحترام المتبادل، وهناك تعاون ناجح“، كما قال للصحيفة العبريّة
علاوة على ما ذُكِر أعلاه، أعرب المسؤول الفلسطينيّ الرفيع عن غضبه من التنكيل بأفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية، موضحًا أنّه “منذ بداية العام، كانت هناك 278 حالة تنكيل من الجيش ضد رجالنا“، طبقًا لأقواله.
وعرض لمحلل صحيفة (يديعوت أحرونوت) مقاطع فيديو، تُظهر الإهانة في الحواجز الأمنية لعناصر أجهزة السلطة وعائلاتهم، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه “منذ صفقة الأسرى أضاف الجيش الإسرائيليّ 148 حاجزًا جديدًا في الضفة الغربية المُحتلّة، وعدد الحواجز يصل اليوم إلى 900“.
وقال المسؤول الفلسطينيّ في ختام حديثه إنّنا “منذ السابع من أكتوبر من العام 2023، نقوم بتكسير عظام حماس، والآن لا ترفع رأسها، وهذا يحدث ليس فقط بسبب الجيش الإسرائيليّ”، على حد قوله.
وكان كبير مستشاري الرئيس الفلسطيني محمود الهبّاش، قد قال الأسبوع الماضي لصحيفة (تايمز أوف إسرائيل) الإسرائيليّة “لقد فشلت حماس في سيطرتها على غزّة على مدى السنوات الـ 17 الماضية. لذا فقد حان الوقت الآن لكي تتنحى جانبًا وتسمح للسلطة الفلسطينيّة بالسيطرة على غزّة مرّةً أخرى من أجل تحسين الوضع هناك وحماية الشعب الفلسطيني وحقوقه”.