أجرى وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، مباحثات الثلاثاء في الرباط، مع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة حقوق الإنسان فيها، أحمد سعيد التميمي.

وأشاد المسؤول الفلسطيني، في تصريح للصحافة، عقب لقائه مع بوريطة، بـ”العلاقات العريقة” التي تربط المملكة المغربية بالسلطة الوطنية الفلسطينية، و”الدعم الدائم الذي ما فتئ يقدمه المغرب للقضية الفلسطينية تحت قيادة العاهل محمد السادس وكذا في عهدي الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني”.

وأضاف أن مباحثاته مع بوريطة كانت مثمرة، إذ تم التطرق لعدة قضايا تهم أوضاع الشعب الفلسطيني من قبيل الإفراج عن أموال السلطة الوطنية الفلسطينية وإيقاف الانتهاكات الإسرائيلية في المعابر الحدودية.

وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أنه أطلع بوريطة أيضا على الوضع في القدس والممارسات الإسرائيلية، وفق ما أوردت وكالة الأنباء المغربية.

وكان الوفد الفلسطيني قد قام، أمس الإثنين، بزيارة لمقر وكالة بيت مال القدس الشريف في الرباط، حيث عقد لقاء مع المدير المكلف بتسيير الوكالة، محمد سالم الشرقاوي، تم خلاله استعراض برامج الدعم الاجتماعي والإنساني الموجهة لفائدة سكان مدينة القدس.

وأفاد الشرقاوي بأن اللقاء شكل فرصة أيضا لمناقشة سبل تعزيز التعاون المستقبلي، بما يتوافق مع اختصاصات وكالة بيت مال القدس الشريف وتوجهاتها الميدانية، لتعبئة المزيد من الموارد وتنسيق الجهود بهدف إحداث أثر ملموس ومستدام في القدس، وفق توجيهات العاهل المغربي محمد السادس.

وبحضور مسؤولين وممثلي مؤسسات وطنية مغربية، افتتحت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان آمنة بوعياش، والتميمي، دورة تدريبية مكثفة لفائدة الوفد الفلسطيني، تمتد من 14 إلى 20 تموز/يوليو الجاري، بهدف دعم قدرات الوفد في مجالات القانون الدولي الإنساني والتوثيق الحقوقي والترافع الدولي.

وتشكل هذه الدورة هي أول تفاعل للمجلس الوطني لحقوق الإنسان مع دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني بمنظمة التحرير الفلسطينية، باعتبارها فاعلا يجمع ما بين المدني والسياسي، خاصة أن القضية الفلسطينية، وفق بوعياش، “قضية تقع في صميم النقاشات السياسية والجيوسياسية منذ عقود”.

وأوضحت المسؤولة المغربية أن المقاربة القائمة على حقوق الإنسان، تساهم بجعلها، ليس فقط قضية صراع إقليمي وإنهاء احتلال، “بل معركة من أجل الكرامة والمساواة والعدالة.”

وأكدت أن “فلسطين جرح مفتوح في الضمير الإنساني”، قبل أن تضيف أننا كمغاربة “نتضامن ونتألم لمشاهد القتل والحصار والتجويع والتشريد والقصف والحرمان والانتهاكات الجسيمة التي تطال فلسطين”.

وقالت مخاطبة الوفد الفلسطيني إن “انعقاد دورة تدريبية في دار حقوق الإنسان بالمغرب، في داركم، وفي هذا الظرف بالذات، ليس مجرد محطة لتبادل خبرات وتجارب، بل هو تعبير صادق وتجديد لموقف حقوقي تضامني متواصل”، في رسالة واضحة “تعكس مواقف مبدئية راسخة للمغرب والمغاربة، ملكا وشعبا، وامتداد لجهود المملكة التي تحتضن عاصمتها وكالة بيت مال القدس، في الترافع من أجل دعوة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية”.

وأضافت “فلسطين قضية حقوقية بالأساس. هي امتحان ومحك حقيقي لفعلية كونية حقوق الإنسان.. هي اختبار حقيقي لضمير العالم ومرآة لمصداقية التعهدات الدولية والقدرة الجماعية على حماية المبادئ الإنسانية والحقوقية”.

من جهته، قال التميمي “نؤمن كثيرا بأهمية هذه الشراكة، في تعزيز صوت فلسطين. عمل مشترك نحرص في المنظمة على مواصلته، مع تثميننا الكبير لتجاوبكم مع مقترحاتنا في دعم حقوق شعب فلسطين”.

وأكد أن “توقيع اتفاقية تعاون مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان يشكل فرصة ثمينة للنهل من تجربة المغرب الحقوقية، وتعزيز التواصل المستدام مع مؤسسة رائدة في هذا المجال”.

شاركها.