مشعل: “إسرائيل” استأنفت الحرب سعيا للانتقام والتهجير وليس للضغط التفاوضي
أكد رئيس حركة “حماس” في الخارج خالد مشعل، أن إسرائيل تسعى من خلال استئناف الحرب وإيقاف المفاوضات إلى رد الاعتبار لنفسها والانتقام مما حدث في 7 أكتوبر، وليس للضغط التفاوضي.
وأشار مشعل إلى أن “هذا جزء من الأجندة الصهيونية العامة وسعي الولايات المتحدة لضمان تفوق المحتل في المنطقة”، وجاء ذلك خلال ندوة إلكترونية نظمها “الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين” أمس الخميس بمشاركة نحو 400 شخص من مختلف دول العالم، وركزت على مفاوضات قطر لوقف إطلاق النار في غزة، ودوافع عودة الحرب على القطاع، وتأثيرها على استقرار دول المنطقة، والدور العربي والإسلامي المطلوب لنصرة غزة رسميا وشعبيا.
وأوضح مشعل أن “الاحتلال استهدف فجر الثلاثاء عددا من كوادر وقيادات حركة حماس، إلى جانب عوائلهم وأطفالهم ونسائهم، إضافة إلى استهداف منازل قادة لم يكونوا في منازلهم، ما أدى إلى استشهاد عائلات بعض القادة بالكامل”.
خرق الاتفاق وتهجير ممنهج:
وبين مشعل أن “إخلال الاحتلال ببدء مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى أظهر نواياه بالتركيز على استعادة أسرى فقط دون وقف الحرب، وتحويل غزة إلى منطقة طاردة للحياة، وبالتالي تنفيذ مشروع التهجير”.
وأشار إلى أن “الحركة كانت مضطرة لاستمرار المفاوضات وفاء لواجبها تجاه الشعب الفلسطيني ولوقف سيل الدم المتدفق”.
وقال مشعل إن “التزام الاحتلال باتفاق وقف إطلاق النار في شقه المتعلق بتبادل الأسرى جاء لأنه مجبر على تحقيق تبادل مقابل تبادل، وليس لأنه كيان خلوق أو إنساني، بل إنه دائم نقض العهود والمواثيق، حيث أخل بالبروتوكولات الإنسانية من إدخال الشاحنات والخيم والكرفانات، وحجب المعدات الطبية والثقيلة والوقود الضروري لاستمرار عجلة الحياة في القطاع”.
مخطط ويتكوف: ابتزاز وتجاهل
حول رفض حركة “حماس” لخطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مدة 50 يوما، أكد مشعل أن “الاحتلال يسعى من خلال هذه الخطة إلى ابتزاز حركة حماس عبر استعادة أسرى المرحلة الأولى للاتفاق، دون الدخول في استحقاقات المرحلة الثانية الخاصة بالهدوء المستدام وانسحاب الاحتلال الكامل من قطاع غزة”.
وأضاف أن “الاحتلال أراد التفاوض مع المقاومة على مستقبل غزة وإدارتها وسلاحها، بعد الاطمئنان إلى أن المقاومة فقدت ورقة الأسرى الضاغطة”، مؤكدًا: “نحن نصارع العدو ونحن خبراء به”.
وأشار مشعل إلى أن “حركة حماس تعاملت مع المفاوضات بصلابة ومرونة، حيث قبلت خطة ويتكوف شريطة أن تكون جزءا من المرحلة الثانية التي تضمن وقفا مستداما للحرب، ودخول المساعدات وانسحاب القوات الغازية، لكنهم رفضوا ذلك”.
عودة الحرب في غزة تهدد المنطقة:
وأكد مشعل أن “خطر عودة الحرب على قطاع غزة لن يتوقف عند حدود القطاع، بل سيتوسع ليشمل كافة دول الإقليم، من الأردن ولبنان وسوريا ومصر والعراق واليمن والجزيرة العربية وإيران وتركيا”.
وأوضح أن “الولايات المتحدة تسعى إلى دعم هيمنة الاحتلال في المنطقة لضمان سلامته وتفوقه، وأن أي تباينات في المواقف بين الطرفين لا تتجاوز أن تكون تكتيكية وليست استراتيجية”.
وحذر مسؤول حركة “حماس” في الخارج، من “تمرير خطة التهجير بحجة نقل المواطنين إلى مناطق آمنة”، مشيدا بالموقف العربي والإسلامي الرسمي الرافض لخطة التهجير والداعي إلى إعادة إعمار قطاع غزة، مؤكدا في ذات الوقت “ضرورة ترجمة ذلك إلى أفعال لنصرة غزة، لإجبار العدو على الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع عليه”.
مخطط التهجير يجب أن يقابل بتحرك عربي وإسلامي:
ودعا خالد مشعل إلى “ضرورة عودة الحراك الشعبي الجماهيري المليوني، للتعبير عن غضب الأمة تجاه ما يحدث في غزة، بحيث يصبح عملا مؤسسيا يوميا وليس متباعدا، فضلا عن تقديم كافة أشكال الدعم المالي من الجانبين الرسمي والشعبي لدعم صمود أهالي القطاع”.
وحث على “ضرورة تحرك الأذرع الإعلامية العربية لاستعادة الرواية والسردية الفلسطينية وكشف جرائم الاحتلال دون كلل أو ملل”، مشيرا إلى “ضرورة تأسيس حراك سياسي ضاغط من خلال النخب وقادة الأمة، لتشكيل حلف يرفع راية حمراء أمام الولايات المتحدة، رفضا للتهجير وعدم قبول للدم المتدفق”.