شهدت العلاقات المصرية الروسية تطوراً كبيراً منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في عام 2014 ، حيث أصبح هناك تطوراً كبيراً على كافة المستويات سواء السياسية أو الاقتصادية وغيرها.
إطلاق خط شحن بين مصر وروسيا
أعلنت مجموعة الشحن والنقل الروسية العملاقة “فيسكو”، إطلاق خط شحن مباشر بين روسيا ومصر.
وجاء ذلك خلال قمة “روسيا إفريقيا” المنعقدة في سان بطرسبورج الروسية.
نقلت “روسيا اليوم” عن رئيس مجلس إدارة شركة “فيسكو” (FESCO) أندريه سيفيريلوف، قوله إن “فيسكو” تعتبر أكبر شركة نقل في روسيا ولديها أكبر أسطول بحري في البلاد وستصبح جسرا بين الاقتصادين الروسي والإفريقي، بما في ذلك دول المغرب العربي وشمال إفريقيا ككل.
وتابع المسؤول الروسي: “لقد أعلنا اليوم فقط عن افتتاح خدمة الحاويات التجارية البحرية المباشرة ما بين ميناء دمياط المصري وميناء نوفوروسيسك الروسي. إنه خط ملاحي كبير ونحن نستعد لهذا الحدث خلال نصف العام الأخير”.
وأضاف: “زرنا عددا من المؤسسات التجارية والشركات في مصر. نتطلع إلى إمكانيات نقل ضخمة، تصل إلى 30 ألف ثلاجة شحن في السنة”.
وتوقع سيفيريلوف، أن تصبح مصر بحكم موقعها الاستراتيجي مركزا للشحنات من وإلى روسيا، حيث قال: “مما لا شك فيه أن موقع مصر نفسه، ومواقع موانئها يتيح لنا تشغيل البضائع والخطوط الملاحية بسهولة، لا سيما في شمال إفريقيا، وإيصال الشحنات الضرورية إلى وسط إفريقيا”.
وأشار إلى أن “فيسكو” مهتمة بإطلاق مسارات شحن جديدة إلى الدول الإفريقية، بما في ذلك شمال إفريقيا: الجزائر والمغرب وتونس.
وقبل قليل، أشاد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، بالعلاقات بين موسكو والقاهرة؛ معتبرا أنها تحمل طبيعة استراتيجية.
وجاء ذلك في رسالة وجهها إلى مصر خلال قمة “روسيا إفريقيا”، ردا على كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي وحديثه عن أن الوثائق التي ستصدر عن القمة اليوم “تثبت وبحق عمق العلاقات الاستراتيجية والروابط الهامة التي تجمع دولنا الإفريقية بالجانب الروسي”.
ووفقا لـ “روسيا اليوم”، قال بوتين إن: “العلاقات المصرية الروسية تمتد عبر عشرات السنين، وهذا أمر واقع، ولا تهمنا الوثائق الذي يهمنا هو ما تنص عليه الحقيقة والأمر الواقع”.
وتابع: “هذا الواقع يقول إن العلاقات المصرية الروسية هي علاقات استراتيجية في مجال الاقتصاد والسياسة، لدينا مشاريع كبيرة مشتركة”.
وأكد بوتين أن “القمة التي جرت يوم أمس تدل على أن روسيا وإفريقيا يريدان توطيد تعاونهما وتعزيز العلاقات في عدد من القطاعات، ولدى رجال أعمالنا ما يعرضونه على زملائهم في إفريقيا”.
مكسب للأمن الغذائي المصري
في هذا الصدد قال الدكتور أحمد سيد أحمد خبير الشئون الدولية والأمريكية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجة، إن تدشين خط شحن مباشر بين مصر وروسيا يعكس خصوصية العلاقات المصرية الروسية وهي علاقات قديمة ممتدة لثمانين عاماً وسيحتفل بها البلدين خلال شهر أغسطس القادم ، وكان العصر الذهبي الاول في القرن الماضي عندما دعمت روسيا مصر اثناء العدوان الثلاثي على مصر في 1956 ، وقامت ببناء السد العالي في الستينات وزودت ايضاً مصر بالأسلحة ، كما ان هناك تقارب استراتيجي بين البلدين
وأضاف لـ”” أن العصر الذهبي الثاني كان في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ، حيث إن هناك طفرة كبيرة في العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية والعلمية بين البلدين .
وأكد الدكتور أحمد سيد أحمد أن تدشين هذا الخط يأتي كنتاج هام للغاية لمخرجات القمة الافريقية الروسية الني انعقدت بسان بطرسبورج، ويعكس مدى العلاقات المصرية الروسية بشكل خاص ضمن العلاقات الروسية مع دول افريقيا بشكل عام ، حيث أشار الرئيس الروسي بوتين إلى المشاريع الروسية في مصر في محور التنمية بالمنطقة الصناعية بقناة السويس فضلاً عن التعامل في مجال الطاقة النووية السلمية بين البلدين والمفاعل النووي بالضبعة وايضاً حجم التجارة بين روسيا ومصر تتجاوز الـ18 مليار دولار ، وهذا يعكس الاهمية الكبيرة التي توليها روسيا لمصر وحرص مصر على تعزيز علاقتها مع روسيا.
واستكمل: خط الشحن بين مصر وروسيا له أهمية كبيرة في ظل تأثر مصر والدول الافريقية بالأمن الغذائي وارتفاع اسعار الغذاء عالمياً خاصة بعد تعليق اتفاقية تصدير الحبوب الاوكرانية عبر البحر الاسود، كما عرض الرئيس الروسي بوتين تزويد الدول الافريقية بملايين الأطنان من الحبوب والأسمدة خاصة القمح ، وبما أن مصر مستورد أساس للقمح فإن روسيا تسعى من خلال تدشين هذا الخط تزويد مصر باحتياجاتها من القمح وتعويض النقص من القمح الاوكراني ، وبالتالي هذا الخط سيكون له مردود ايجابي من ناحية أمن مصر الغذائي، فضلاً عن تعزيز مجالات الصادرات والوردات المصرية من وإلى روسيا.