بعد وداعه المؤثر، في الحلقة الأخيرة من برنامج الرياضة “ماتش أوف ذي داي” (مباراة اليوم) على هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، عاد غاري لينكر لإظهار تعاطفه مع فلسطين، وبعد ساعات من مغادرته “بي بي سي”، حيث قام بتقديم البرنامج الرياضي الشهير، والذي جعله من أعلى المقدمين أجرًا في هيئة الإذاعة البريطانية، وعلى مدى 26 عامًا، شارك على حسابه في إنستغرام قصيدة تتعاطف مع فقدان طبيبة الأطفال تسعة من أطفالها في غارة جوية على غزة.

في تقرير أعده توم مورغان، ونشرته صحيفة “ديلي تلغراف” الموالية لإسرائيل، جاء أن لينكر شارك قصيدة فلسطينية على منصات التواصل الاجتماعي بعد حلقته الوداعية المؤثرة.
وكان لينكر قد أعلن عن مغادرته المحطة، بعد نشره تغريدة اعتُبرت معادية للسامية. ورغم حذفه التغريدة، واعتذاره عنها لعدم معرفته برمزية ما ورد فيها من تلميحات معادية لليهود وتذكير بألمانيا النازية، إلا أن الهيئة وجدت علاقتها معه غير قابلة للاستمرار، حيث كان من المقرر أن يقدم لينكر تغطية “بي بي سي” لمباريات كأس العالم في عام 2026.
وشارك لينكر القصيدة التي كتبتها نيكتيا غيل، التي عبّرت فيها عن حرقة قلبها على طبيبة الأطفال آلاء النجار التي فقدت تسعة من أطفالها. وشارك لينكر القصيدة على حسابه في إنستغرام من ضمن التحيات والرسائل المؤيدة له بعد مغادرته “بي بي سي”.
وجاء في القصيدة التي شاركها لينكر: “أم تؤدي واجبها تجاه المرضى تتلقى رفات تسعة من أطفالها، وطُلب منّا التجاهل”.
و”طفلة بالكاد تستطيع المشي تبحث عن مأمن من لهب النيران بعد غارة ولا تستطيع التنفس، وطُلب منا التجاهل”.
وتستشهد القصيدة بكلام الكاتب البريطاني المعروف جورج أورويل: “طلب منكم الحزب أن تتجاهلوا أي دليل تشاهده أعينكم وتسمعه آذانكم، وهذا هو الأمر النهائي والضروري من القيادة”.
وتنتهي القصيدة ببيت يقول: “نرفض التخلي عن واجبنا تجاه الآخر، وأن نرى الحقيقة التي أمامنا”.
وكان وداع لينكر مؤثرًا في ليلة الأحد، حيث مسح الدموع عن عينيه، وبعد أن قدّم مونتاجًا يشرح مسيرته في البرنامج على مدى 26 عامًا.
وفي بودكاست “ريست إز فوتبول” تحدث أطفاله عنه، ما جعله يبكي. وقال: “من حسن الحظ أنها لم تكن اللقطة الأخيرة، لأنني كنت قد خرجت في تلك اللحظة”، و”احتجت لوقت كي أجمع نفسي، وكي أحاول إنهاء العرض”.
وكان عقد لينكر مع “بي بي سي” يمنحه 800,000 جنيه إسترليني في العام، حيث أُجبر على الخروج من الهيئة بدون تسوية مالية.
وقالت مصادر إن قرار التخلي عنه جاء من مسؤولي “بي بي سي” البارزين الذين لم يعودوا يتحملون تعليقاته السياسية.
وقال لينكر، في حلقته الوداعية، إن البرنامج أصبح الآن بيد كل من غابي لوغان، وكيلي كيتس، ومارك تشابمان.

طفلة بالكاد تستطيع المشي تبحث عن مأمن من لهب النيران بعد غارة ولا تستطيع التنفس، وطُلب منا التجاهل

وشارك في فيديو احتفى بمسيرته عددٌ من نجوم الرياضة ومدربي الفرق، مثل بيب غوارديولا، وفيرجيل فان دايك، وبول غاسغوين، وبيتر شيلتون، وألان هانسين، بالإضافة إلى ألان شيرر وميكا ريتشاردز. وقدّمت له قبعة وحذاء ذهبي كهدية وداع، وقد لخّص مسيرته بالقول: “كما في مسيرتي، كل شيء آخر كان عملًا شاقًا وحصلت على التصفيق”. و”كان تميّزًا أنني قدّمت ماتش أوف ذي داي لربع قرن، وكانت ممتعة، وأتمنى لغابي ومارك وكيلي كل التمنيات الجميلة عندما يجلسون على هذا الكرسي، والبرنامج في أيدٍ أمينة”.
وكان لينكر قد افتتح برنامجه الأخير بتعليق جاء فيه: “لم يكن مقدرًا أن تنتهي بهذه الطريقة”، وواصل: “مع تحديد اللقب، وتخفيض النوادي الذي تأكد، لم يبقَ لدينا شيء للحديث عنه سوى الدوري الممتاز”.
وذكرت الصحيفة أن الحفلة الوداعية للينكر كانت محلًا للجدل في أروقة “بي بي سي”، وعلى خلاف نجوم سابقين، مثل إيان رايت وألان هانسين، فالتحضير لوداع لينكر لم يكن محلًا للتوافق. وأشارت إلى أن عددًا من الموظفين والمدراء اليهود في “بي بي سي” وأماكن أخرى عبّروا عن غضبهم لأنه مُنح فرصة ليقول وداعًا لمشاهديه. وقال داني كوهين، المدير السابق لتلفزيون بي بي سي، وليو بيرلمان، المدير التنفيذي لفويل إنترتينمنت، إن لينكر لا يستحق “أغنية البجعة”.

شاركها.