أكد قانون الأحوال الشخصية أن نفقة الأطفال التزام ثابت على الأب لا يسقط بالخلافات الزوجية أو الطلاق، وتشمل متطلبات المعيشة الأساسية من مأكل وملبس وتعليم وعلاج وسكن، وتبدأ من تاريخ الميلاد وتستمر حتى بلوغ الصغير أو قدرته على الكسب، وفي حالة البنات حتى الزواج.
وشدد القانون على أن سلوك الأم أو وضع العلاقة الزوجية لا يؤثر على استحقاق الصغار للنفقة، حتى في حال ثبوت “نشوز” الأم، مشيرًا إلى أن النفقة تُقر باعتبارها حقًا أصيلًا للأطفال لا يُمكن للأب التحلل منه دون حكم قضائي.
إشكاليات التنفيذ وتعدد دعاوى النفقة
ورغم وضوح الالتزامات القانونية، تشهد محاكم الأسرة في مصر تشابكًا كبيرًا في دعاوى النفقات، منها:
نفقة الزوجة.
نفقة الأطفال.
نفقة المتعة والعدة.
دعاوى الحبس لعدم السداد.
دعاوى التخفيض أو الزيادة.
ويؤدي هذا التداخل إلى تعقيد الإجراءات وطول أمد التقاضي، ما يزيد العبء على الأسر، خصوصًا في الشرائح المتوسطة ومحدودة الدخل.
مطالب بالإصلاح وتسريع الإجراءات
طالب محامون وخبراء قانونيون بإجراء تعديلات إجرائية على قوانين الأسرة لتقليل مدد التقاضي وتسريع صرف النفقة الأساسية للأطفال عبر آلية إدارية موازية لحين صدور الأحكام، إلى جانب حملات توعية قانونية لتوضيح الفروق بين أنواع النفقات وتبسيط المصطلحات المستخدمة داخل المحاكم.
نفقة الزوجة والمتعة.. ضوابط واستثناءات
تنص المادة الأولى من قانون رقم 25 لسنة 1920 على أن الزوجة تستحق النفقة من تاريخ عقد الزواج الصحيح ولو لم يتم الدخول، ما دامت غير ناشز، وتشمل: الطعام، والكسوة، والمسكن، وسائر ما يقضي به الشرع.
أما نفقة المتعة، فهي حق للمطلقة طلاقًا بائنًا دون رضاها، وتُقدر غالبًا بما يعادل نفقة 24 شهرًا، وتُعد تعويضًا عن الانفصال المفاجئ، لكنها تُسقط في حالات الطلاق بناء على طلب الزوجة أو ثبوت الخطأ الجسيم من جانبها.
نفقة الأطفال مرآة العدالة الأسرية
في ظل هذا المشهد القانوني المعقد، تظل نفقة الأطفال واحدة من أبرز صور العدالة الاجتماعية داخل الأسرة، وتكشف الحاجة إلى ضبط التنفيذ وتوحيد المسارات القانونية بما يضمن حفظ حقوق الطفل بعيدًا عن صراعات الوالدين.