مواطنة محاصرة بمحيط مجمع الشفاء : قوات الاحتلال اغتصبت نساء وقتلتهن
كشفت شهادة مواطنة محاصرة بمحيط مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، عن اغتصاب قوات الاحتلال الإسرائيلي للنساء الفلسطينيات وقتلهن.
ونقلت قناة الجزيرة عن الفلسطينية جميلة الهسي المحاصرة بمحيط مجمع الشفاء قولها: “أن قوات الاحتلال أحرقت وقتلت عائلات بأكملها، واغتصبت نساء وقتلتهن.
وأضافت:” نناشد الصليب الأحمر توفير ماء للأطفال والمرضى.. أطفالنا لا يجدون حتى الماء المالح، ولا نجد غذاء أو ماء منذ 6 أيام، ولا نملك حتى الماء لنفطر ولا نعرف إلى أين نذهب.
وتابعت:” تقطعت بنا السبل وسط استمرار القصف الإسرائيلي، ولا وجود للصليب الأحمر ولا يستطيع توفير ماء لنا.
وأشارت إلى أن الاحتلال أجبر 65 عائلة على مغادرة محيط المجمع، كما أحرق مبنى كانت تتحصن بداخله.
وفي سياق ذي صلة، وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، السبت 23 مارس/آذار 2024، عدة إفادات متطابقة بشأن تعمُّد استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي مدنيين فلسطينيين كدروع بشرية بمجمع الشفاء الطبي ومحيطه رغماً عنهم، والزج بهم في ظروف شكَّلت خطراً على حياتهم، وذلك لتأمين وحماية قواته وعملياته العسكرية هناك.
أظهرت الإفادات أن القوات الإسرائيلية استخدمت مدنيين من المرضى والنازحين داخل مجمع الشفاء الطبي كدروع بشرية، واستغلتهم لتحصين عملياتها العسكرية داخل المستشفى، أو لتشكيل ساتر خلف قواتها وآلياتها العسكرية، أو إرسالهم تحت التهديد إلى منازل وبنايات سكنية في محيط المجمع الطبي، لمطالبة سكانها بإخلائها، وذلك قبيل تنفيذ الجيش الإسرائيلي لعمليات اقتحامها، واعتقال بعض من فيها، ومن ثم تدمير العديد منها.
قال “خ.ف” (طلب عدم الكشف عن اسمه)، وهو فلسطيني نازح كان موجوداً في مجمع الشفاء الطبي، إن القوات الإسرائيلية أمرته وثلاثة شبان آخرين بالدخول إلى عدة غرف داخل مجمع الشفاء الطبي، بعد أن ثبتت كاميرات على رؤوسهم، وأجبرتهم على التحرك من خلال إصدار أوامر لهم عن بُعد باتجاه أماكن محددة لفحصها.
وأضاف أنه أجبر على التحرك بأوامر من الجيش الإسرائيلي في مبنى الجراحة العامة داخل مجمع الشفاء الطبي لعدة ساعات متواصلة، قبل أن يتم إخلاؤه بشكل قسري مع زوجته وطفلته، فيما لا يَعرف شيئاً عن مصير الشبان الآخرين الذين استخدمهم الجيش الإسرائيلي دروعاً بشرية في الحادثة نفسها.
كما أشار إلى أن الجيش الإسرائيلي حرق عدة مبانٍ داخل مجمع الشفاء، بما في ذلك مخازن للأدوية، وجمع مئات المرضى والنازحين في مبنى واحد، بينما نفّذ إعدامات ميدانية عديدة في عدة أماكن داخل المجمع.
من جهته، قال المسن “م.ن”، وهو في الستينيات من عمره، إن الجيش الإسرائيلي أجبر نجله البكر على الدخول إلى أقبية مجمع الشفاء وأماكن الصرف الصحي، فيما شاهد معتقلين آخرين وُضعوا داخل مدرعات أثناء القتال، وآخرين أُجبروا على الوقوف خلف قوات الجيش وآلياته العسكرية المتمركزة على أطراف مداخل المجمع، لتحصينها ومنع أي استهداف لها.
فيما أفادت زوجة ممرض أجبرها الجيش الإسرائيلي على إخلاء المجمع دونه باتجاه مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، لفريق الأورومتوسطي، إنها شاهدت استخدام القوات الإسرائيلية زوجها كدرع بشري من أجل فتح أبواب أقسام في مجمع الشفاء على مدار عدة ساعات متواصلة، مشيرة إلى أن مصير زوجها لا يزال مجهولاً، وتخشى من تعرضه للتصفية.
في السياق ذاته، أفاد أفراد من عدة عائلات تقطن في محيط مجمع الشفاء، أن الجيش الإسرائيلي استخدم شباناً تم اعتقالهم من داخل مجمع الشفاء في الدخول إلى منازلهم من أجل الطلب منهم إخلاءها فوراً، والنزوح إلى وسط وجنوب قطاع غزة.
استخدام شبان كدروع بشرية بعد تعريتهم
فيما ذكرت سيدة من عائلة “عرفات” لفريق الأورومتوسطي، أنهم تفاجأوا بدخول شاب في نهاية الثلاثينات من عمره، تمت تعريته من ملابسه باستثناء ملابسه الداخلية، وأخبرهم أن الجيش الإسرائيلي أرسله لهم لإخلاء المنزل خلال 30 دقيقة، وإلا سيتم قصفه فوق رؤوسهم، موضحة أنهم عند خروجهم من المنزل، تنفيذاً لطلب الإخلاء، شاهدوا عدداً من الشبان الفلسطينيين بنفس الحال، حيث أجبرتهم قوات الجيش على الدخول إلى المنازل المجاورة لتحذير سكانها.
وكان الجيش الإسرائيلي اقتحم فجر يوم الإثنين الماضي مجمع الشفاء غربي مدينة غزة، وسط إطلاق نار كثيف وتحليق لطائرات مسيرة، ما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى واعتقال مئات آخرين، فضلاً عن تدمير وحرق العشرات من المنازل السكنية المجاورة للمجمع بعد اقتحامها.
وبينما تلزم اتفاقية جنيف لعام 1949، السلطة القائمة بالاحتلال إسرائيل بضرورة نقل المعتقلين إلى مناطق آمنة من مخاطر الحرب، فإن الشهادات التي جمعها المرصد الأورومتوسطي تؤكد أن الجيش الإسرائيلي أبقى ولا يزال عدداً من المعتقلين من داخل مجمع الشفاء، لأيام متواصلة، في مناطق القتال، بغرض استخدامهم كدروع بشرية، وجعل مواقع تجمع قواته وآلياته في مأمن من العمليات العسكرية.