موسى الفرعي يكتب: الإطلالة السامية بريد فرح وبشارات خير
أثير- موسى الفرعي
مع كل إطلالة سامية لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله- يبدأ بريد الفرح ببث رسائله لتهبط مطرا يغسل الحاضر ويبشر بمستقبل أجمل.
وفي كل حضور لجلالته تكمن أعظم الدلالات وأعمقها، وها نحن نفتتح أول الأخبار بتدشين مدينة السلطان هيثم التي تدل على اهتمام جلالته بجميع القطاعات، فهي المدينة التي تعد نموذجا لبناء المدن المستدامة وتحاكي الحياة العصرية وتطلعات الشباب العماني، ولا يلبث هيثم العهد السعيد حتى يهبط المساء على توجيهه السامي بإطلاق صندوق استثماري يهدف إلى تعزيز النشاط الاقتصادي وتشجيع القطاع الخاص وفتح آفاق جديدة للنمو والتطور، ومن خلال التوجيه بإطلاق ( صندوق عمان المستقبل ) يمكن أن نستخلص ملامح لمشاريع وفرص استثمارية جديدة، وزيادة في فرص العمل من خلال مسارات عملية سيبتكرها هذا الصندوق الاستثماري، إضافة إلى دعم إنتاج القمح العماني، ودعم مباشر لأسعار الوقود في مطار صلالة؛ وذلك لأن القمح سلعة إستراتيجية تمس الأمن الغذائي، بل هو من أهم المحاصيل الاقتصادية حيث أكدت الإحصاءات أنه يغطي 23.4% من الاحتياج العالمي من الغذاء ويعدُّ سلعة رئيسة في التجارة الدولية، أما الدعم المباشر لأسعار الوقود في مطار صلالة فيجيء لتنافسية أسعار الرحلات إلى خريف ظفار.
كما تجلى إيمان جلالته -أبقاه الله- بقيمة مؤسسات التعليم العالي وأثرها بصفتها ضرورة قصوى لقيام المجتمعات ولا يمكن فصلها عن القطاعات الأخرى في توجيه جلالته بتمليك عدد منها الأراضي الممنوحة لها، واستحداث برنامج ابتعاث يستهدف إعداد خريجين قادرين على القيام بأدوار ريادية في القطاعات الاقتصادية، وفي ذلك دلالة كبيرة على يقين جلالته بأن هذه المؤسسات – كما يطلق عليها- مستودع للمعرفة والحفاظ عليها وتأمينها للأجيال الشاهدة على النهضة المتجددة أو الأجيال القادمة أمر حتمي ولابد منه.
كما تضمن بيان مجلس الوزراء استمرار تخفيض فاتورة الكهرباء بـ15% لشهر مايو ويونيو ويوليو وأغسطس، وزيادة المخصصات المالية للمساعدات السكنية واستثناء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من بعض الرسوم المحددة من قبل مجلس المناقصات، لتكتمل صورة اهتمام جلالته بالتفاصيل الصغيرة والكبيرة؛ وذلك لأنه -أبقاه الله- مؤمن بأن التفاصيل المشكّلة للمنظومة المجتمعية والاهتمام بها هي أساس التقدم الاقتصادي والاجتماعي، وأن الإهمال لا يولّد سوى البؤس والتذمر.
إن المتتبع للعناوين الرئيسة لبيان مجلس الوزراء يمتلئ يقينا بأن الإنسان هو الغاية وأن التوجيهات السامية تركز عليه، وهو الأمر الذي أراه شخصيا معاهدة أخذها جلالته على نفسه بالانتصار على جميع التحديات التي عاشها هذا الوطن المعظم منذ أن آلت إليه السلطة وأصبح قائدا وأبا؛ معاهدة أول بنودها هو الإنسان وآخرها مدى مفتوح لئلا يكون هنالك سقف يحد من طموحات هذا الشعب الذي آمن بقائده منذ اللحظة الأولى.