موقع مقالة نت
اهم المقالات التي تهم القارئ العربي

ناجيتان إحداهما طبيبة ترويان اقتحام مشفى كمال عدوان: “إهانة وتجريد من الملابس”

0 2

روت فلسطينيتان إحداهما طبيبة تعمل بمستشفى كمال عدوان الذي أقدمت قوات الجيش الإسرائيلي على إخلائه قسرا من المرضى والأطباء وحرقه وتدميره بمحافظة شمال قطاع غزة، تفاصيل مروعة عن ظروف احتجازهما، حيث تعرضتا برفقة نسوة ورجال آخرين لضرب وإهانة وتجريد من الملابس.

وقطعت النساء اللواتي وصلن إلى مدينة غزة، الأقرب إلى شمال القطاع، مسافة تزيد على 8 كيلومترات سيرًا على الأقدام في ظروف قاسية.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة الجمعة، أن الجيش الإسرائيلي أقدم على حرق وتدمير مستشفى كمال عدوان، ما أدى إلى إخراجه عن الخدمة، مع اقتياد طواقم طبية وجرحى إلى جهة مجهولة.

تجريد من الملابس

وقالت الطبيبة الفلسطينية شروق الرنتيسي، التي أُجبرت على النزوح من مشفى كمال عدوان بعد اقتحام الجيش الإسرائيلي “تفاجأنا بحصار الجيش للمستشفى وإقدامه على حرق الأرشيف، حيث امتدت النيران إلى باقي الأقسام”.

وأضافت “أبلغنا الجيش بإخلاء المستشفى، وطُلب من المصابين الذين يستطيعون المشي مغادرة المكان، خرجنا لاحقا مع جزء من الكادر الطبي وسرنا مسافة طويلة جدا على الأقدام”.

ولفتت إلى أن الجيش “فصل الرجال عن النساء، ثم أخذونا على شكل مجموعات، وأجبرونا على خلع ملابسنا، ومن كانت ترفض خلع ملابسها تضرب، كما صادروا الهواتف المحمولة”.

وتابعت أن الجنود أجبروا النساء على خلع ملابسهن كما فعلوا مع الرجال، في مشهد مليء بالسخرية والاستهزاء.

ولفتت الطبيبة إلى أن الجنود أجروا عمليات تفتيش دقيقة، ثم أعادوهن للجلوس لمدة بين ساعة وساعتين قبل السماح لهن بالسير مسافات طويلة.

وأكملت “كان هناك مراقبة مستمرة من جيب عسكري أمامنا وآخر خلفنا حتى تركونا في منطقة قريبة من مدينة غزة”.

وأشارت إلى أنها “لا نعلم شيئا عن بقية الأشخاص الذين كانوا في المستشفى، لكن هناك حوالي 25 إلى 30 شخصا طلبهم الجيش ولم يعد أحد يعرف مصيرهم”.

تحت تهديد السلاح

فيما تصف مها مسعود ما جرى قائلة “مع منتصف الليل، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في محيط المستشفى، وعند بزوغ الفجر اقتحمه الجنود، وأجبرونا على الخروج منه تحت تهديد السلاح”.

وقالت إن “جنود الاحتلال بدأوا من داخل دباباتهم بالمناداة على مدير المستشفى د. حسام أبو صفية لإخلاء المكان من المرضى والطواقم الطبية والنازحين”.

وأضافت مسعود النازحة داخل المستشفى “طلبوا من الجميع الخروج إلى الساحة، دون أي مراعاة لظروفنا الإنسانية”.

وأوضحت أن المستشفى تم إخلاؤه بالكامل، حيث نقل الموجودون إلى منطقة قريبة تحت ظروف قاسية وفي ظل البرد الشديد.

وتابعت “لم يراعوا حالتنا الإنسانية، بل تعاملوا معنا بوحشية، الجنود اعتدوا علينا، وطلبوا من النساء خلع الحجاب، وجردوا الرجال من ملابسهم واعتدوا عليهم دون أي رحمة”.

وعن خروجهم من شمال القطاع، أشارت مسعود إلى أن الدبابات الإسرائيلية ظلت ترافق النازحين طوال الطريق منذ خروجهم من المستشفى وحتى وصولهم إلى أقرب نقطة على مشارف مدينة غزة.

وقالت إن “الجنود حذرونا من الالتفات إلى الخلف خلال المسير”.

وأضافت مسعود “شاهدت خلال الطريق دمارا كبيرا في كل المناطق التي مررنا بها”.

وزادت “في طريق الخروج، كان هناك أطفال ومعاقون ومصابون يبكون من شدة الألم وصعوبة الوضع، لكن الجنود لم يكترثوا لحالتهم ولم يقدموا لهم أي مساعدة”.

وعن حصارهم داخل المشفى، قالت إنهم عانوا الجوع وقلة المياه والحصار الشديد، مشيرة إلى أنهم رفضوا المغادرة رغم الظروف القاسية، حتى أجبرهم الجيش الإسرائيلي على ذلك بالقوة.

وتخللت العملية العسكرية اعتقالات طالت الطواقم الطبية والمرضى والنازحين، ومن بين المعتقلين كان الصحافي محمد الشريف ووالده، اللذان كانا محاصرين داخل المستشفى.

وقالت شقيقة الصحافي محمد، دعاء الشريف، عبر حسابها على منصة “فيسبوك”، إن الجيش الإسرائيلي اعتقل شقيقها ووالدها من داخل مستشفى كمال عدوان.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة إطلاق عملية عسكرية في منطقة مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، وأقر بإخلاء مرضى وموظفي المستشفى والسكان بمحيطه من خلال ما قال إنه “محاور إخلاء محددة”.

ولأكثر من مرة، قال نازحون فلسطينيون إنهم يتعرضون للاستهداف والقتل والاعتقال في محاور الإخلاء والطرق التي يحددها الجيش الإسرائيلي، كما أنه ينصب فيها حواجز عسكرية وأمنية للتفتيش.

ومنذ هجوم الجيش الإسرائيلي على شمال القطاع في 5 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، والمتزامن مع حصار عسكري مطبق، تعرض المستشفى لعشرات من عمليات الاستهداف بالصواريخ والنيران حيث قال مسؤول صحي إن الجيش يعامله “كهدف عسكري”.

وتسببت هذه العملية في خروج المنظومة الصحية عن الخدمة بشكل شبه كامل وفق تصريحات مسؤولين حكوميين، فضلا عن توقف عمل جهاز الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.

اضف تعليق