في إطار الزيارة الرسمية التي تهدف إلى تبادل الخبرات الناجحة في مجال الإدارة المحلية والتنمية الاقتصادية،استضافت بني سويف “اليوم الثلاثاء “جلسة حوارية موسعة بديوان عام المحافظة، برئاسة الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف، وحضور : السيد بلال حبش نائب المحافظ، وأعضاء المجلس الاستشاري الاقتصادي الاجتماعي، الدكتور محمد جبر معاون المحافظ، والدكتور علاء سعيد مدير الوحدة الاقتصادية، وعدد من القيادات التنفيذية ورؤساء المدن، وبمشاركة وفد رسمي ضم بعض التنفيذيين من الجمهورية اليمنية الشقيقة، إلى جانب ممثلين عن منظمات إقليمية ودولية داعمة.

 

تأتي الزيارة ضمن برنامج إقليمي لتبادل الخبرات، تنظمه وزارة الإدارة المحلية اليمنية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، والمنظمة العربية للتنمية الإدارية التابعة لجامعة الدول العربية،بهدف تعزيز قدرات الإدارات المحلية في الدول العربية، والإطلاع على التجارب الناجحة، وفي مقدمتها تجربة محافظة بني سويف.

 

وضم الوفد حضور كل من: السيد /عوض صالح، نائب وزير الإدارة المحلية ووكيل الوزارة لقطاع الموارد المالية بالجمهورية اليمنية/ الدكتورة رانيا عبد الرازق، المنسق العام للبرنامج ورئيس مجموعة الإدارة المحلية بالمنظمة العربية للتنمية الإدارية بجامعة الدول العربية، الأستاذ باسم محمد السقير، المنسق الوطني للمشروع وممثل مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) بالجمهورية اليمنية، الدكتورة شريفة ماهر، مدير مكون التنمية الاقتصادية وتطوير نظم العمل بمشروع الدعم الفني بوزارة التنمية المحلية، الأستاذ أحمد عادل، السكرتير التنفيذي للبرنامج بالمنظمة العربية للتنمية الإدارية.

 

استعرض محافظ بني سويف، أبرز محاور تجربة المحافظة في تطبيق الإدارة الاستراتيجية المحلية، مشيرًا إلى أن بني سويف كانت من أوائل المحافظات التي أطلقت استراتيجية محلية متكاملة للتنمية الاقتصادية، وأسسّت مجلسًا استشاريًا اقتصاديًا واجتماعيًا يضم ممثلين من الشباب والمجتمع المدني والقطاع الخاص.

 

وأكد المحافظ أن ما تحقق من إنجازات يعود إلى التوجه الرئاسي الداعم لتمكين الشباب من خلال البرنامج الرئاسي لتأهيل الكوادر وتنسيقية شباب الأحزاب، مما أفرز كوادر تنفيذية مؤمنة بالتغيير، وهو ما انعكس على أداء المحافظة

 

وأوضح المحافظ أن هذه الجهود تأتي في إطار الالتزام الكامل من محافظة بني سويف بالعمل تحت مظلة رؤية مصر 2030، التي تمثل الإطار العام للدولة المصرية نحو تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، من خلال تعزيز اللامركزية وتطوير منظومة الإدارة المحلية، وقد حرصت المحافظة على ترجمة تلك الرؤية إلى سياسات وخطط تنفيذية واقعية تنبع من طبيعة المحافظة وتخدم مواطنيها.

 

حيث أطلقت بني سويف استراتيجية تنموية محلية متكاملة تُعد الأولى من نوعها على مستوى محافظات الجمهورية،وتستند على تحليل علمي دقيق للموارد والفرص المتاحة،وتركّز على 6 قطاعات اقتصادية محورية: الصناعة، الزراعة، السياحة، المشروعات الصغيرة والمتوسطة، الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، واللوجستيات والنقل، وتُعد هذه الاستراتيجية تجسيدًا مباشرًا لتوجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي،الذي يدعم ويتبني ويوجه بمواصلة الجود لتعظيم دور الإدارة المحلية في دعم مسارات التنمية من القاعدة إلى القمة.

 

من جانبهم، عبّر أعضاء الوفد عن إعجابهم بما شاهدوه من وضوح في الرؤية، ومؤسسية في الأداء، وشفافية في آليات صنع القرار المحلي.

وقال السيد عوض صالح:”نلمس في تجربة بني سويف مزيجًا متوازنًا بين التخطيط والعلم والمشاركة الشعبية، وهي تجربة تستحق أن تُنقل إلى السياقات اليمنية بما يتلاءم مع ظروفنا الراهنة.”

 

وأكدت الدكتورة رانيا عبد الرازق أن”بني سويف تقدم نموذجًا عربيًا ناجحًا في الحوكمة المحلية،وقد تجاوزت المفهوم التقليدي للمحافظة إلى كيان استراتيجي منتج ومبادر.”

وأضاف الأستاذ باسم السقير”ما شاهدناه اليوم في بني سويف يعبّر عن تجربة ناضجة في الإدارة المحلية، حيث تتكامل الرؤية مع الأدوات، ويتحقق التوازن بين التخطيط المركزي والاحتياجات المحلية،حيث إنها تجربة قابلة للنقل والتكييف في بيئات تنفيذية وحكومية مختلفة.”

 

كما أعربت الدكتورة شريفة ماهر عن تقديرها لجدّية التجربة، قائلة”بني سويف برهنت على أن التنمية تبدأ من الإرادة المحلية، وأن تفعيل المجالس الاقتصادية وتشبيكها مع المواطنين والمؤسسات يخلق نموذجًا متكاملًا يُحتذى به.”

 

وشهدت الجلسة عرض فيلم وثائقي قصير حول إنجازات المحافظة، أعقبه عرض تقديمي قام بعرضه الدكتور علاء سعيد، مدير الوحدة الاقتصادية، حول آليات عمل المجلس الاستشاري ونتائج تطبيق النهج التشاركي في التنمية.

 

واختتمت الجلسة بعقد حوار مفتوح بين الجانبين،تم خلاله تبادل التجارب والنقاش حول فرص التعاون المستقبلي،وسبل تعميم التجربة.

 

شاركها.