نتائج أولية عمليات فرز الأصوات في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة التركية
بدأت عمليات فرز الأصوات في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة التركية وسط منافسة شديدة بين الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة كمال كليليشدار أوغلو.
وأظهرت النتائج الأولية أنه بعد فرز 3.61% من الأصوات.. أردوغان يتقدم بانتخابات الرئاسة بنسبة 68.5% مقابل 31.4% لكليتشيدار أوغلو.
وأغلقت صناديق الاقتراع أبوابها في عموم ولايات البلاد في الساعة الخامسة عصراً بالتوقيت المحلي (الثانية ظهراً بتوقيت غرينتش). ومن المتوقع أن تبدأ النتائج الأولية للانتخابات بالظهور في وقت مبكر مقارنة مع انتخابات الرابع عشر من مايو بسبب أن الفرز في هذه الجولة سيكون أسرع لأنه محصور في الانتخابات الرئاسية وبين مرشحين فقط.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن نسب المشاركة في التصويت قد تكون أقل مقارنة عما كانت عليه في الجولة الأولى وبلغت نحو 88% وهي نسبة قياسية عكست أهمية هذه الانتخابات.
وصوت الأتراك اليوم الأحد، في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية.
وقد دعا المرشحان خلال الإدلاء بصوتيهما، الناخبين إلى التصويت بكثافة في هذه الجولة. قال أردوغان بعد الإدلاء بصوته في مدينة إسطنبول إن “الديمقراطية التركية تشهد للمرة الأول انتخابات رئاسية من جولتين”، مضيفاً أنه “لا توجد دولة تبلغ فيها نسب المشاركة بالانتخابات 90% لكن في تركيا بلغت هذه النسبة”.
من جانبه، حثّ مرشّح المعارضة بعد الإدلاء بصوته في العاصمة أنقرة الناخبين على “التصويت من أجل التخلّص من نظام استبدادي”.
وتكتسب جولة الإعادة أهمية استثنائية كونها تعكس المنافسة المحتدمة بين أردوغان ومعارضيه، ولأنها كذلك المرة الأولى التي يذهب فيها الأتراك مرة ثانية إلى صناديق الاقتراع في غضون أسبوعين، إذ لم يسبق أن أجرت البلاد جولة إعادة في الانتخابات الرئاسية منذ أن بدأ انتخاب الرئيس يتم عبر الاقتراع العام خلال العقد الماضي بدلاً من اختياره من قبل البرلمان.
تبدو فرص أردوغان بالفوز في جولة الإعادة أكبر مقارنة بكليتشدار أوغلو؛ لأن الأول تمكن في الجولة الأولى، التي أجريت في 14 مايو الماضي، من الحصول على 49.5% من الأصوات، بفارق نحو خمس نقاط مئوية عن منافسه المعارض الذي حصل على 44.8%. كما تمكن التحالف الحاكم من السيطرة على أكثرية مقاعد البرلمان الجديد.
وستكون انتخابات الأحد اختباراً جديداً لنظرة ما يقرب من 61 مليون شخص يحق لهم التصويت لمستقبل البلاد التي يحكمها الرئيس رجب طيب أردوغان منذ ما يزيد عن عقدين. سيُشارك في جولة الإعادة ما يقرب من 47 ألف ناخب شاب جديد بلغوا سن الثامنة عشرة بين الجولتين الأولى والثانية. ويُدلي الناخبون بأصواتهم في أكثر من 190 ألف مركز اقتراع تنتشر في عموم ولايات البلاد.
منذ أن انتخب أردوغان للمرة الأولى رئيساً للجمهورية في عام 2014، استطاع مرّتين أن يفوز بالجولة الأولى دون الاضطرار لخوض جولة إعادة على غرار اليوم. في الجولة الرئاسية الأولى، كان أردوغان بحاجة فقط لأقل من واحد في المئة من الأصوات من أجل الفوز، لكنّه لم يتمكن وقتها من تجاوز نسبة الخمسين زائد واحد لحسم المنافسة من أول جولة.
ويُراهن أردوغان في هذه الجولة على استقطاب جزء من الأصوات القومية المتشددة بعد أن أعلن المرشح الرئاسي السابق عن تحالف “الأجداد” سنان أوغان، دعم أردوغان في الإعادة. وفي حال استطاع أردوغان استقطاب ما يقرب من 1% فقط من نسبة الأصوات التي دعمت أوغان في الجولة الأولى، ووصلت إلى 5.17% فإنه في لغة الحسابات سيضمن الفوز. مع ذلك، يُعول كليتشدار أوغلو على تحالفه مع حزب “النصر” القومي المتشدد لاستقطاب الجزء الأكبر من هذه الكتلة.
لم تكن الحملة الانتخابية بين الجولتين الأولى والثانية صاخبة على غرار ما كان الحال عليه قبل انتخابات الرابع عشر من مايو؛ لأن المعارضة بدت مُحبطة من تفوق أردوغان على كليتشدار أوغلو في الجولة الأولى بفارق يقرب من خمس نقاط مئوية وسيطرة التحالف الحاكم على البرلمان الجديد. وترّكزت الحملة الانتخابية لكل من أردوغان وكليتشدار أوغلو بين الجولتين الأولى والثانية على كيفية استقطاب الأصوات القومية. لكنّ هذه الكتلة ستتفرق بين أردوغان وكليتشدار أوغلو بعد قرار أوغان دعم أردوغان وقرار حزبي “النصر” و”العدالة”، وكلاهما انخرطا في تحالف “الأجداد”، لدعم كليتشدار أوغلو.
في حال استطاع أردوغان الفوز في هذه الانتخابات، فإنه سيضمن ولاية رئاسية ثالثة ستكون الأخيرة له. ويتمثل التحدي الأساسي الذي سيواجهه في السنوات الخمس المقبلة في حال هزيمة أوغلو في إعادة ترتيب البيت الداخلي لحزب “العدالة والتنمية” الحاكم، وإعداد شخصية جديدة يُمكن أن تتولى زعامة الحزب ورئاسة البلاد من بعده.
ورغم أن فوزاً محتملاً لكليتشدار أوغلو في جولة الإعادة سيُعد ضربة قوية للرئيس أردوغان، إلآّ أن زعيم المعارضة سيواجه في هذه الحالة صعوبة في إدارة البلاد لأن البرلمان الجديد سيكون معارضاً له.