بحث رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين، غير أنه تراجع عن ذلك، جرّاء ضغوط من قبل ائتلافه الحكوميّ، وعلى رأسها معارضة الوزيرين المتطرّفين إيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش، بحسب ما أوردت تقارير إسرائيلية، مساء الأحد.

يأتي ذلك فيما وصل نتنياهو والوفد المرافق له إلى فلوريدا، في وقت متأخّر من مساء الأحد، على أن يلتقي بالرئيس الأميركيّ، دونالد ترامب، عند نحو التاسعة من مساء الإثنين.

وذكرت القناة الإسرائيلية 12، أنه قبل لقاء نتنياهو بالرئيس الأميركيّ، دونالد ترامب، وخلال اجتماع سياسيّ أمنيّ، عُقد السبت، “طرح نتنياهو مقترحًا بفتح معبر رفح في كلا الاتجاهين، إلا أنه اضطر للتراجع بعد معارضة عدد من قادة الأحزاب”، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين وصفهم تقرير القناة بأنهم رفيعو المستوى مطّلعون على ذلك.

وأشار التقرير إلى أن عدم فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين، “يُعدّ أحد الأسباب التي يرى البيت الأبيض أن إسرائيل، تُماطل فيها، في تنفيذ التزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة”.

ونقل التقرير عن مسؤول إسرائيلي، أنه “خلال الاجتماع الذي عقده نتنياهو مساء السبت قبيل مغادرته إلى الولايات المتحدة، طرح مترحًا بفتح معبر رفح في كلا الاتجاهين، لتمكين الفلسطينيين الذين غادروا قطاع غزة من العودة”.

وذكر المسؤول الإسرائيلي أن نتنياهو قال إن هذا الطلب، جاء “بناءً على طلب من الإدارة الأميركية، التي تطالب إسرائيل بالالتزام بالاتفاق، وتمارس ضغوطًا عليها”.

وأضاف أن قادة الأحزاب عارضوا فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين، حتى يتم تسليم جثة آخر أسير إسرائيليّ، مُحتجَز في قطاع غزة.

وفي حين ترهن إسرائيل بدء التفاوض للبدء بالمرحلة الثانية من الاتفاق بتسلمها جثة الأسير الأخير بغزة، تؤكد حركة حماس أن الأمر قد يستغرق وقتا لاستخراجها، نظرا للدمار الهائل في قطاع غزة.

وقال المسؤول الإسرائيلي: “كان هناك ضغط سياسيّ، ولم يُتخذ أيّ قرار بفتح المعبر”، فيما قال مسؤول إسرائيلي آخر إن بن غفير وسموتريتش، “قادا المعارضة لهذه الخطوة”.

وأوردت صحيفة “هآرتس” عبر موقعها الإلكترونيّ، نقلا مصدر مطلع، أنّ نتنياهو، بحث عرض فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين “كبادرة حسن نية”، خلال اجتماعه مع الرئيس الأميركي، لكنه تراجع بسبب معارضة بن غفير وسموتريتش،على الأمر.

وقد أجرى نتنياهو عدة مشاورات في الأيام الأخيرة. ووفقًا للمصدر نفسه، سيُتخذ القرار بعد اجتماع الغد، بين ترامب ونتنياهو.

وسيركز الاجتماع بشكل أساسي على جهود الإدارة الأميركية للانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة إعادة إعمار غزة، والتوترات مع لبنان وسورية، ومخاوف إسرائيل بشأن مساعي إيران لإعادة بناء منظومة صواريخها الباليستية.

تركيا وسورية

وتتوقّع إسرائيل توترا كبيرا بين ترامب ونتنياهو بشأن مشاركة تركيا في القوة متعددة الجنسيات في قطاع غزة، والانتقال إلى المرحلة الثانية من خطته لإنهاء الحرب، وذلك لصعوبة استقطاب دول لهذه القوة.

وأفادت مصادر مطّلعة على تفاصيل الزيارة، بصعوبة تحديد ما إذا كان ترامب سيتعامل مع نتنياهو بودّ أم بحزم وصرامة.

وقال أحد المصادر بشأن ذلك: “من المستحيل التكهن بسلوك ترامب، ولكن يبدو أنه لا يوجد ما يمنع أن تكون محادثاتهما مثمرة”.

وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عبر موقعها الإلكترونيّ “واينت”، إن المقربين من نتنياهو يزعمون أن مطالب إسرائيل بشأن غزة، تتوافق مع خطة ترامب ذات النقاط العشرين، والتي وافقت عليها إسرائيل، و”أننا الآن بحاجة إلى رؤية كيفية تطبيقها”.

وذكر التقرير أن أحد الأسئلة الرئيسية المتعلقة بقوة الاستقرار الدولية، هو من سيكون أعضاؤها، مشيرا إلى أنه خلال اجتماع الكابينيت السياسيّ الأمنيّ، أُفيد بأن الولايات المتحدة حصلت على موافقة ثلاث دول لإرسال قوات إلى قطاع غزة، ويُرجَّح أن يستمع نتنياهو إلى تفاصيل هذه القوة من ترامب، وأن يوضح أن “تركيا وباكستان لا يمكنهما الانضمام إليها”، من وجهة نظر تل أبيب.

كما سيرغب نتنياهو خلال الاجتماع في معرفة تفاصيل المرحلة الثانية من عملية نزع سلاح حماس، مع التركيز على الجداول الزمنية، التي لفت التقرير إلى أنه “يوجد خلاف بشأنها، إذ يمنح الأميركيون عدة سنوات لإتمام نزع سلاح حماس، وقطاع غزة، بينما تطالب إسرائيل بأشهر”.

كما “سيناقش الجانبان البرنامج التجريبي الأميركي في رفح، وهو أمر لا يبدو أن هناك خلافا بشأنه، وترحّب به إسرائيل”.

وفي الوقت نفسه، تعتقد إسرائيل أن ترامب ونتنياهو “قادران على إحراز تقدم ملموس في المحادثات بشأن سورية”، بحسب ما أوردت “هآرتس”.

ولكن في المقابل، أوردت القناة 12 و”يديعوت أحرونوت” ما يعارض ذلك، لافتتيْن إلى وصول المحادثات الأمنية بين دمشق وتل أبيب إلى طريق مسدود.

وبشأن ذلك، ذكرت “يديعوت أحرونوت” عبر موقعها الإلكترونيّ “واينت”، أنه “في ما يخص سورية، سيوجه نتنياهو رسالة واضحة إلى ترامب ووزير الخارجية، ماركو روبيو، مفادها أن إسرائيل، لا يمكنها الاعتماد على (الرئيس السوري، أحمد) الشرع، كشريك مستقرّ”.

تحذيرات أمنيّة لنتنياهو

في السياق، أوردت القناة 12 في تقرير، أن منظومة الأمن الإسرائيلية، قد حذّرت نتنياهو من أن “الاستجابة للمطالب الأميركية، قد تقوض إنجازات الحرب”.

غير أنها شدّدت على أنه “يجب وضع تفاهمات سياسية، تضمن تلبية المتطلبّات الأمنية في هذه المرحلة الحاسمة”.

خشية إسرائيلية من إجبار واشنطن تل أبيب الانتقال للمرحلة التالية

وبحسب ما أورد “واينت”، فإنّ “إسرائيل تخشى أن تفرض الولايات المتحدة، الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق قطاع غزة من دون عودة آخر مُحتجَز، ومن دون التزامات حقيقية بنزع سلاح حماس وتجريد القطاع من السلاح”.

كما “يخشى الإسرائيليون أن تّصرّ (واشنطن) على المضي قدمًا بأي ثمن، بل وأن يطالبوا بمزيد من الانسحابات الإسرائيلية، وفتح معبر رفح في كلا الاتجاهين؛ لذا، من المتوقع أن يطلب نتنياهو ضمانات من ترامب، قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية”.

ويُتوقَّع كذلك أن يطلب نتنياهو، ضمن الضمانات، التزاما بإعادة الجثة المحتجزة، وضمانات لنزع سلاح حماس، وتجريد قطاع غزة من السلاح.

وفي هذا الصّدد، أشار التقرير إلى “قلق” لدى إسرائيل، من أن “تتحدث الولايات المتحدة عن صيغ مبهمة لتفكيك الأسلحة، وليس تفكيكها بالكامل، فقد تستغل حماس هذا الوضع لنقل الأسلحة إلى مستودعات. لذا، ستؤكد إسرائيل لترامب أنه لا مجال للغموض مع حماس، وأن الأمور يجب أن تكون واضحة تماما، وتخشى إسرائيل من عروض لتسليم أسلحة أو نقلها إلى مستودع قد تقتحمه حماس يوما ما، وتستعيدها”.

شاركها.