موقع مقالة نت
اهم المقالات التي تهم القارئ العربي

نتنياهو : رئيس الشاباك يمثّل أكبر فشل استخباراتيّ بتاريخ “إسرائيل”.. والأخير يرد

0 2

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بتصريح مشفوع بالقسم، قدّمه، اليوم الأحد، للمحكمة العُليا، إن رئيس جهاز الأمن الإسرائيليّ العامّ (“الشاباك”)، رونين بار، يمثّل “أكبر فشل استخباراتيّ بتاريخ إسرائيل”، وادعاءاته كاذبة في ما يتعلق بفشل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

في المقابل، قال رئيس الشاباك، ردّا على تصريح نتنياهو، وما ورد فيه، بالقول إن تصريحه “مليء بالمغالطات، وأنصاف الحقائق، بهدف تغيير الواقع”.

وجاء تصريح نتنياهو بعد وقت وجيز، من مصادقة حكومة نتنياهو، مجدّدا، على إقالة بار، مُطالِبة المحكمة العُليا، بإلغاء قرار تعليق إقالته، والذي كانت قد اتخذته في الثامن من الشهر الجاري.

وزعم نتنياهو في تصريحه أن بار كذب بشأن التحذيرات التي سبقت هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وبشأن التعامل مع التصعيد من قِبل الفصائل الفلسطينية في غزة، وبشأن شهادته في محاكمته، وبشأن الاحتجاجات ضده؛ كما قدّم سلسلة من الوثائق تهدف إلى دحض ادعاءات رئيس الشاباك.

وتناول نتنياهو ادعاء بار المركزيّ في تصريحاته، وهو أن رئيس الحكومة طلب منه أن “يطيعه” هو، وليس المحكمة الإسرائيلية العليا، في حال حدوث أزمة دستورية؛ لكنه لم ينكر ذلك صراحة.

وقال نتنياهو، إن “عمى بار، هو أكبر فشل استخباراتي في تاريخ دولة إسرائيل”.

وفي تصريحه، كشف نتنياهو عن جزء من ملخّص رونين بار لنقاش الشاباك ليلة السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وكتب عنه، أن “مبادئ العمل التي وضعها بار في ملخص النقاش الأمنيّ ​​الذي دعا إليه قبل ساعة وربع من (هجوم 7 أكتوبر)، هي أعظم فشل استخباراتيّ في تاريخ إسرائيل”.

وكتب نتنياهو أنه يرفض ادعاء بار بأنه طُلب منه استخدام قدرات الشاباك، ضد المتظاهرين، وأنه طلب اللقاء معه، لهذا الغرض؛ ولإثبات ذلك، قدم نتنياهو في ملحق لتصريحه، تفاصيل بشأن من طلب إجراء محادثة “خاصة”، ومتى طلب ذلك.

بار: مغالطات وأنصاف حقائق بهدف “تغيير الواقع”

وفي ردّه على تصريح نتنياهو، قال رئيس الشاباك، إنّ “الكلمات التي كتبها رئيس الحكومة في تصريحه، مليئة بالمغالطات، والاقتباسات المتحيّزة، وأنصاف الحقائق التي تهدف إلى إخراج الأمور من سياقها، وتغيير الواقع”.

وأضاف أنه “من الأمثلة البارزة على التحريف في تصريحات رئيس الحكومة، ما يتعلّق بتقييم الوضع الذي أجريته ليلة السابع من أكتوبر؛ ففي هذا السياق، اختار رئيس الحكومة، حذف التعليمات العملياتيّة العديدة التي صدرت، بل وادّعى مرّتين أنني لم أصدِر تعليمات بتسليم المعلومات الاستخباراتيّة إلى السكرتير العسكريّ”.

وشدّد بار على أنّ “الحقيقة هي العكس، كما هو موثّق في مذكّرات عمليات الشاباك، والتي قُدِّمت إلى رئيس الحكومة كجزء من التحقيق، حيث ورد بوضوح، أنه ’يجب نقل النقاط الرئيسية للمناقشة إلى رئيس الأركان والسكرتير العسكري لرئيس الحكومة’”.

وأضاف بار أنه “على عكس ما ورد في التصريح، فإنّ جميع التحقيقات تظهر أن جهاز الشاباك، هو الذي أيقظ المؤسسة الأمنية في ليلة السابع من تشرين الأول/ أكتوبر”.

وتابع مهاجما نتنياهو: “تحمّل كبار المسؤولين في المنظومة الأمنيّة المسؤوليّة عن الفشل الاستخباراتيّ؛ ولكن رئيس الحكومة لم يتحمّل مسؤولية سياسة الصمت والتمويل لحماس، أبدا، وهي السياسية التي فُرضت من قبل رئيس الحكومة، بشكل مباشر”.

وشدّد بار على أن “هذا الفشل التاريخيّ للسياسة الخاطئة التي بنت حماس، أدّى إلى تآكل الردع، وساهم في إثارة المخاوف من سوء التقدير في عملية صُنع القرار لدى كبار المسؤولين في المنظومة الأمنيّة، حتى في تلك الليلة”.

وأضاف أنه “في هذا اليوم، تصبح الحاجة إلى إنشاء لجنة تحقيق، تتيح التحقيق في الحقيقة، والتي يحق لجميع مواطني إسرائيل الحصول عليها؛ أكثر إلحاحًا”.

وقبل ذلك، وفي مستهلّ جلستها، اليوم، صادقت الحكومة على بيان يؤكد مجدّدا قرار إقالة بار، ويطالب محكمة العدل العليا بإلغاء الأمر المؤقت، الذي علّق إقالته، وذلك بعد مطالبة وزير الاتصالات، شلومو كرعي، بإجراء تصويت آخر على إقالة بار من قِبل الحكومة.

وقال نتنياهو الذي لم يكن حاضرا في معظم الاجتماع، غير الجزء الذي شهد مصادقة الحكومة على القرار: “أقترح عليكم قراءة تصريحي”، والتي من المقرّر أن يُقدّمها للمحكمة العليا، اليوم، ردّا على تصريحين خطيين كان بار قد قدّمهما في الواحد والعشرين من الشهر الجاري، إلى المحكمة العليا، أحدهما سريّ، في إطار الالتماسات ضد قرار الحكومة الإسرائيلية بإقالته.

وأكّد بار حينها، أنه سيعلن عن استقالته قريبا، وأن سبب إقالته هو “توقعات بولاء شخصي من جانبي لرئيس الحكومة”، نتنياهو.

واليوم، قال نتنياهو مخاطبا وزراءَه باجتماع الحكومة، إنّ “ما سوف تكتشفونه في تصريحي عمّا أوعز رونين بار به، قبل ساعة من (هجوم 7 أكتوبر)، بما في ذلك النصوص المكتوبة، سوف يصدمكم”.

وأضاف: “يجب عليكم القراءة لتصدّقوا؛ أنا تفاجأت”.

وكان نتنياهو قد طلب الخميس الماضي، من المحكمة العليا تأجيل تقديم تصريحه المشفوع بالقسم في الالتماسات المقدّمة ضد قرار إقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، رونين بار، حتى اليوم الأحد.

وفيما كان يفترض أن يقدّم نتنياهو التصريح حتى منتصف ليل الخميس الجمعة الماضي، إلا أن نتنياهو استند في طلب التأجيل إلى كون التصريح يشمل مواد سرية تتطلب مزيدًا من الوقت لإعدادها، إضافة إلى وجود أحد المحامين خارج البلاد، ما يستدعي تمديد المهلة.

كما أشار طلب نتنياهو إلى أن رئيس الشاباك، كان قد قدّم تصريحه العام والسرّي متأخرًا بيوم واحد عن الموعد المحدد له، ما أدى إلى تقليص المدة الزمنية الممنوحة لنتنياهو للرد عليه، مشيرا إلى أن الرد عليه يستوجب مراجعة تفصيلية وإرفاق مستندات داعمة.

وكانت المحكمة قد طالبت نتنياهو بتقديم ردّ مفصّل بشأن إقالة بار، ردًا على التصريح الذي قدّمه الأخير مطلع الأسبوع الجاري، واتهم فيه رئيس الحكومة بمحاولة تجنيد الشاباك لأهداف سياسية شخصية، وبأن معارضته لذلك كانت سببًا في قرار إقالته.

وأفاد بار بالتصريح بأن نتنياهو طلب منه استخدام الشاباك لملاحقة معارضين سياسيين، وإعداد تقارير ضد ممولي الاحتجاجات، وأبلغه بوجوب طاعته في حال وقوع أزمة دستورية، حتى وإن تعارض ذلك مع قرارات المحكمة العليا.

اضف تعليق