كشفت صحيفة “نيويورك تايمز”، نقلا عن مصادر، أن حماس قد تتخلّى “جزئيا” عن سلاحها، فيما يعد تنازلا لافتا عن “الخط الأحمر” للحركة.

وبحسب المصادر، فإن حماس أبدت “مرونة” بشأن سلاحها، وهو الرفض الذي صمدت فيه لفترة طويلة، مقابل أن يضمن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عدم استئناف إسرائيل للقتال.

وتركز المحادثات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل في مصر، والتي بدأت هذا الأسبوع، بشكل كبير على إمكانية تبادل المحتجزين مقابل الأسرى الفلسطينيين. وحتى في حال التوصل إلى هذا الاتفاق، تبقى هناك خلافات جوهرية بين الجانبين، أبرزها مصير أسلحة حماس.

لكن وفق آدي روتيم، ضابط الاستخبارات الإسرائيلي المتقاعد الذي خدم في فريق التفاوض في حرب غزة حتى ديسمبر/ كانون الأول 2024، فإن حماس قد تكون على استعداد للتخلي عن بعض الأسلحة، لكنها لن تستغني عنها تماما، مضيفا أن “الأسلحة جزء أساس من الحمض النووي للحركة”.

ويعتقد البعض داخل الحركة أنها يجب أن ترفض التخلّي عن أسلحتها، حتى لو كان ذلك على حساب استمرار الهجوم الإسرائيلي على غزة واستشهاد المزيد من الفلسطينيين، لكن آخرين يقولون إنها بحاجة، الآن، إلى أن تكون براغماتية.

بينما يرى طرف ثالث أن انفتاح بعض أعضاء حماس على التفكير في تسوية بشأن أسلحتهم، مؤشر على مدى تدهور وضع الحركة على مدار عامين من الهجوم الإسرائيلي.

وتنقل “نيويورك تايمز” عن محلل فلسطيني مقرب من قيادة حماس، رفض الكشف عن اسمه، فإن الحركة ربّما تكون مستعدة لتسليم “عدد صغير” من أسلحتها إذا احتاج رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى إظهار “صورة النصر” لإنهاء الحرب.

كما قد تتعهد حماس بعدم استخدام أسلحتها خارج غزة لسنوات، وفق المحلل الفلسطيني، وسط ترجيح خبراء أن تكون الحركة تزعم أنها تريد الاحتفاظ بأسلحتها الصغيرة، إذا انتهت الحرب، لحماية أعضائها من “الأعمال الانتقامية” التي قد يقوم بها منافسوها السياسيون الفلسطينيون والفصائل الأخرى في غزة.

وكانت المحادثات في مصر تجري في شرم الشيخ، وانضم مبعوث إدارة ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى المحادثات يوم الأربعاء، إلى جانب جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره السابق في المنطقة.

ونصّ اقتراح ترامب لإنهاء الحرب على نزع السلاح من غزة، بما في ذلك تدمير جميع “البنية التحتية العسكرية والإرهابية والهجومية، بما في ذلك الأنفاق ومرافق إنتاج الأسلحة”.

ويقول مسؤولون عسكريون إسرائيليون إن معظم البنية التحتية لأنفاق حماس لا تزال سليمة، حتى بعد عامين من الحرب.

كما تنص الخطة على أن عملية نزع السلاح يجب أن تتم تحت إشراف مراقبين مستقلين، وهو ما يشمل وضع الأسلحة “بشكل دائم خارج الاستخدام من خلال عملية متفق عليها لتفكيكها”.

شاركها.