موقع مقالة نت
اهم المقالات التي تهم القارئ العربي

“هارتس” : خطة تهجير سكان غزة خطيرة وغير واقعية وترامب يبيعنا أوهاما …

0 0

 قالت صحيفة “هآرتس” العبرية، إن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة “غير واقعية”، معتبرة أن من سيدفع ثمنها هم الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية.
جاء ذلك في تحليل نشره محلل الشؤون العسكرية بالصحيفة عاموس هرئيل، الأربعاء، تحت عنوان: “ترامب عاد إلى كونه مخلص اليمين، لكن وعوده بشأن ريفييرا غزة لا تبدو واقعية”.
ومساء الثلاثاء، كشف ترامب بمؤتمر صحفي جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عزم بلاده الاستيلاء على قطاع غزة بعد تهجير كامل للفلسطينيين إلى دول أخرى، متوقعا أن تكون للولايات المتحدة “ملكية طويلة الأمد” في القطاع.
وذكر هرئيل: “من الصعب للغاية التنبؤ بتحركات ترامب، وفي بعض الأحيان يكون من الصعب أيضا فك رموزها بعد وقوعها لكن هناك بعض الزخارف المتكررة: فالرئيس يحب المفاجأة، وأحيانا بعد نشر الضباب عمداً”.

وتابع: “إنه يستمتع بتقديم نفسه كشخص يصوغ حلولاً جذرية خارج الصندوق لم يفكر فيها أحد قبله؛ ومن المهم جدًا بالنسبة له أن يتلقى الثناء، وإذا أمكن أيضًا الجوائز، على أفكاره وتحركاته الفريدة”.
وزاد: “يبدو أن نتنياهو الذي يدرك كل هذا جيدا، يحرص على الإطراء عليه بقوة في أعقاب اجتماعهما أمس (الثلاثاء)” في البيت الأبيض.
في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الرجلان في البيت الأبيض، ألقى ترامب “سلسلة من القنابل”، على حد وصف هرئيل.
وقال المحلل الإسرائيلي: “كانت فكرة تشجيع الهجرة الفلسطينية من قطاع غزة، بعد الدمار الهائل الذي أحدثه الجيش الإسرائيلي هناك في الحرب، طرحت للمرة الأولى في الدائرة الرئاسية قبل بضعة أسابيع”.
واستدرك هرئيل: “لكن الليلة الماضية، أضاف ترامب لهجة أكثر واقعية – وأكثر حسما – لهذه القضية، بالتشديد على ضرورة إجلاء جميع سكان غزة من القطاع؛ إنه ينوي أن تكون تذكرة ذهاب فقط؛ ويتوقع أن تتحرك دول أخرى، بما في ذلك الدول العربية، لاستيعاب المهاجرين”.
وأضاف أن ترامب “يدرس في إمكانية تولي الجيش الأمريكي مهمة إعادة إعمار (ربما كانت هذه هي القنبلة الأكبر على الإطلاق) ويعتقد أنه من الممكن بناء ريفييرا متوسطية على أنقاض غزة. من يظن الرئيس أنه سيعيش هناك؟”.
وذكر هرئيل: “وفي تصريحاته، حرص ترامب على استبعاد إمكانية استيطان الإسرائيليين في غزة مرة أخرى، وإن لم يكن بشكل حاد”.
ووصف محلل هآرتس خطة ترامب لتهجير فلسطينيي غزة بـ “الطموح للغاية والخطيرة جدا وغير الواقعية”، متسائلا: “أليس هذا فكرا غير ناضج آخر، سيتم وضعه على الرف ونسيانه مثل العديد من الأفكار التي أخذت الطريق القصير من عقل ترامب إلى فمه؟”.
** تهديدات مستمرة
وقال هرئيل: “الجدير بالذكر أنه (ترامب) هدد كوريا الشمالية عام 2018 بالحرب بسبب مشروعها النووي. واستمر هذا الوضع حتى لقاء ترامب بالزعيم كيم جونغ أون، حيث أُعجب به بشكل كامل، وأعلن أن المشكلة قد حُلَّت، وتوقف ببساطة عن الحديث عن الخطر النووي الذي تشكله بيونغ يانغ”.
وأضاف: “هناك أيضا أمثلة أكثر حداثة. قبل أسبوع واحد فقط، هدد باتخاذ سلسلة من الإجراءات ضد جارتيه كندا والمكسيك. وفي هذه الأثناء، قامت حكوماتهم بمبادرات خفيفة لتهدئة الرئيس، وتم تأجيل تنفيذ العقوبات لمدة شهر”.
وتابع: “الآن من الواضح أن إمكانية تشجيع الهجرة من قطاع غزة تثير اهتمامه، رغم المعارضة الساحقة من الدول المستهدفة الأولى المذكورة، الأردن ومصر، ورغم إعلان الرياض الفوري عن نيتها الإصرار على دعم إقامة الدولة الفلسطينية، في إطار الاتفاقيات والتطبيع المخطط له مع إسرائيل”.
ورأى هرئيل أنه من الواضح أن استعداد ترامب لتولي الولايات المتحدة مشروع إعادة الإعمار يشير إلى نيته في وضع جنود أمريكيين، وليس مجرد مدنيين يعملون على تشغيل الجرافات، في قلب منطقة الصراع.
ويأتي هذا في وقت يعلن فيه ترامب عن نيته في إنهاء الحروب، والحد من التدخل الأمريكي فيها، وإجلاء مئات الجنود الأمريكيين الذين ما زالوا في سوريا، وفق هرئيل.
** حظ نتنياهو
وقال محلل هآرتس: “على الساحة السياسية الإسرائيلية، ليس هناك شك في أن خطوة ترامب من شأنها أن تعزز موقف نتنياهو. وقد هنأه جميع شركاء الليكود من اليمين المتطرف”.
وأردف: “يبدو أن إيتمار بن غفير (وزير الأمن القومي المستقيل بسبب الصفقة مع حماس) يتلمس طريقه بالفعل للعودة إلى الحكومة”.
وزاد: “مرة أخرى، تمتلئ وسائل الإعلام الإسرائيلية بالإعجاب بالساحر نتنياهو. قبل لحظة فقط، كان نتنياهو يواجه معضلة على ما يبدو – مواصلة صفقة إعادة المختطفين تحت ضغط ترامب، أو حل الحكومة – والآن يقف الائتلاف مرة أخرى ثابتًا وينجو، وتم إزالة التهديد بإجراء انتخابات”.
** مرحلة ثانية؟
وتساءل محلل هآرتس: “ويبقى السؤال ما إذا كان نتنياهو قد التزم أمام ترامب بتنفيذ المرحلة الثانية واستكمال الصفقة (التبادل مع حماس)”.
وقال: “من الناحية النظرية من الممكن أن يتمكن من إقناع (وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش وبن غفير بضرورة إتمام الصفقة، في حين أن هناك أمور أكبر (هزيمة حماس، التهجير) على جدول الأعمال”.
وتابع: “ومن ناحية أخرى، إذا تحدث ترامب أيضًا بشكل علني عن نهاية حكم حماس، فما هو الحافز الذي قد يدفع الحركة إلى الالتزام بالاتفاق؟”.
ومتعجبا قال هرئيل: “لم تكن تصريحات ترامب وقراراته بشأن إيران أقل إثارة للاهتمام. ورغم أنه وقع توجيها رئاسيا يجدد سياسة ’الضغط الأقصى’ على طهران، بهدف ردع أي تقدم إضافي في المشروع النووي، فإنه أوضح في الوقت نفسه أن التقارير التي تحدثت عن هجوم أمريكي إسرائيلي مشترك محتمل على إيران مبالغ فيها إلى حد كبير”.
وختم بقوله: “أكد الرئيس أنه ينوي البدء ’بالعمل فوراً’ على التوصل إلى اتفاق نووي جديد. ويبدو أن نتنياهو، الذي حذر لسنوات من مثل هذا الاحتمال وسعى إلى جر الأمريكيين إلى هجوم عسكري، يسير في نفس الاتجاه”.
من جانبه، هلّل عاموس يدلين، الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”، لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، لكنه اعتبر أن فرص نجاحها “ضئيلة للغاية”.
وفي مقابلة مع إذاعة “103fm” التابعة لصحيفة “معاريف” العبرية قال يدلين الخميس: “تم تقديم خطة سارة للغاية هنا للإسرائيليين، أتمنى أن تتحقق”.
وأضاف: “الرئيس ترامب شدّد على أن قضية إعادة المختطفين (الأسرى الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية) مهمة للغاية، وهو يكررها عدة مرات، وربما تكون أكثر أهمية بالنسبة له من أولئك الذين كانوا ضيوفه (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووفده).
وتابع يدلين الذي كان رئيسا لـ”أمان” بين عامي 20062010: أعتقد أنه (ترامب) أعطى نتنياهو هنا أداة للانتقال إلى المرحلة الثانية (من اتفاق تبادل الأسرى)”.
وأردف: “ترامب عمل في الأساس على استقرار الحكومة الإسرائيلية التي كانت مهددة في المرحلة الثانية بسبب (وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش”.
وهدد سموتريتش في 19 يناير الماضي بأنه سيُسقط الحكومة إذا لم يعد الجيش للقتال بقطاع غزة بطريقة تسمح بالسيطرة الكاملة عليه وإدارته، قبل أن يسحب تهديده في وقت لاحق من الشهر نفسه.
واعتبر يدلين أن ترامب “باع لسموتريتش أوهاما حول نقل سكان غزة وإعادة الإعمار ومجيء الأمريكيين، وكل هذا من أجل تمرير المرحلة الثانية (من صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حماس)”.
وتابع: “ترامب أيضا قال إنه في غضون 30 يوما سأطلعكم على ما يحدث بشأن الضم (الضفة الغربية المحتلة لإسرائيل)”.
ومضى قائلا: “لكن الثلاثين يوما تأتي بعد التاريخ الذي يتعين فيه الانتهاء من المرحلة الثانية من الصفقة (..) ولذلك أعتقد أن هناك أملا في أن تحظى قضية المختطفين بدفعة أكبر”.
وزاد: “تم تقديم خطة (من ترامب) ترضي الإسرائيليين كثيرا، وأتمنى أن تتحقق، ولكن أعتقد أن فرصة حدوثها ضئيلة جدا، وهي تنطوي أيضا على مخاطر”.
ودعا يدلين إلى تهجير الفلسطينيين بعيدا عن الشرق الأوسط بدلا من مصر والأردن، قائلا لا نريد أن يسيطروا (الفلسطينيون) على الأردن.
وقال أيضا إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لن يسمح بدخول فلسطينيي غزة إلى بلاده، مضيفا: “حتى مع التهديد بقطع المساعدات الأمريكية لا أعتقد أنه سيقبلها، فأنا أعرف المصريين جيدا”.

اضف تعليق