شكك السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي، اليوم الإثنين، في مدى استيعاب إيران للرسالة التي أرادت الولايات المتحدة إيصالها عبر الهجوم على منشأة فوردو النووية.
كما حذر هاكابي في الوقت نفسه من استمرار طهران في محاولات تعزيز نفوذها الإقليمي، وقال خلال كلمة ألقاها في مؤتمر لمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي: “لا أعلم إن كانت إيران قد أخذت ترامب على محمل الجد حتى الليلة التي حلقت فيها قاذفات بي2 فوق فوردو”.
وأضاف: “آمل أن يكونوا قد فهموا الرسالة، لكن ربما لم يفهموها بالكامل، إذ يبدو أنهم يحاولون إعادة بناء نفوذهم وإيجاد طريقة جديدة لتعميق وشد الخناق، وجعله أكثر أمانا”.
كما وجه السفير الأمريكي تحذيرا إلى الدول الأوروبية، قائلا: “إذا لم يدرك الأوروبيون أن هذا يمثل تهديدا حقيقيا لأوروبا بأكملها، فهم أغبى مما أظن أحيانا”.
يذكر أن إسرائيل شنت في ليلة 13 حزيران/ يونيو عملية عسكرية ضد إيران، متهمة إياها بتنفيذ برنامج عسكري نووي سري.
وشملت أهداف الضربات الجوية والمداهمات التخريبية المزعومة منشآت نووية ومواقع قيادية وعلماء فيزياء نووية بارزين وقواعد جوية.
ونفت إيران هذه الاتهامات وردت بهجمات مضادة، واستمر تبادل الضربات بين الطرفين لمدة 12 يوما.
وانضمت الولايات المتحدة إلى هذه المواجهة بتنفيذها هجوما على المنشآت النووية الإيرانية في ليلة 22 يونيو.
وعلى إثر ذلك، وجهت طهران ضربات صاروخية مساء 23 حزيران/ يونيو على قاعدة “العديد” الأمريكية في قطر، مع إعلان أنها لا تنوي المضي قدما في التصعيد.
وفي 20 نوفمبر الماضي، اتخذ مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا يطالب إيران بإبلاغ الوكالة فورا عن حالة مخزونات اليورانيوم المخصب والمنشآت النووية المتضررة.
ووصفت طهران هذا القرار بأنه “غير بناء ومسيس”، وأبلغت الوكالة رسميا في نفس اليوم بإنهاء “اتفاقية القاهرة” التي كانت قد أبرمت بين الطرفين في سبتمبر الماضي لتحديد إطار التفاعل في أعقاب الضربات.
وأشار البيان الإيراني آنذاك إلى استعداد البلاد للنظر في مقترحات لاتفاق جديد مع الوكالة، على أن يُحدد المجلس الأعلى للأمن الوطني الإيراني شكل التفاعل المستقبلي.
