شهدت جلسة حكومة الاحتلال، يوم الأحد، توترًا بين الوزراء، سرعان ما تحوّل إلى حملة علنية ضدّ تركيا والوجود التركي في القدس المحتلة، وسط دعوات لإغلاق مقر وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) وطرد طاقمها.
وبدأ ذلك حين احتدم النقاش بين وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، على خلفية “إصلاحات الحليب”، قبل أن تتدحرج الملاسنة إلى تبادل اتهامات حول سياسات الحكومة والاستيراد الخارجي.
واتّهم بن غفير سموتريتش بأن خطته “ستفتح السوق أمام الأتراك”، محذّرًا من أن اعتماد إسرائيل على استيراد الحليب من الخارج سيحوّل هذا القطاع إلى نقطة ضعف خطيرة في أي حرب مقبلة. وردّ سموتريتش عليه بسخرية، ملمّحًا إلى جهل بن غفير بتفاصيل الخطة.
وفي خضم الفوضى تعالت الأصوات، فيما حاول رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ضبط الإيقاع، داعيًا الوزراء إلى “التحدّث ببطء وباختصار”، إلا أن النقاش سرعان ما انزلق إلى ملف سياسي أكبر ومنافسة على مهاجمة تركيا.
وخلال الجلسة، دعا وزير الشتات عميحاي شيكلي إلى وقف نشاط “تيكا” التركية فورًا، زاعمًا أنّ الوكالة تمارس “نشاطًا استخباراتيًا تحت غطاء ثقافي في القدس”. وأضاف أن استمرار عمل القنصلية التركية ودوائرها الدبلوماسية في القدس وتل أبيب “أمر غير مقبول”، معتبرًا تركيا “دولة معادية تستخدم خطابًا عدائيًا ضد إسرائيل”، ومشيرًا إلى تصريحات أنقرة حول القدس وملفات الحرب السابقة.
بدورها، انضمت وزيرة الاستيطان، أوريت ستروك، إلى الهجوم. وقالت إنها زارت محيط القنصلية التركية في القدس ولاحظت “امتيازات دبلوماسية واسعة”، متسائلة: “لماذا لا تُسحب التأشيرات الدبلوماسية؟ ولماذا لا يُعاد طاقمهم إلى بلادهم؟”. وادعت أن القنصلية توظف “عشرات العاملين الذين يقدمون أوراق اعتمادهم للرئيس الفلسطيني بدلاً من الرئيس الإسرائيلي”.
نتنياهو حاول تخفيف حدّة اللهجة، معلقًا بسخرية على خطاب الوزراء: “هل هذه لغة دبلوماسية؟ لنقل إنها دولة ذات موقف ‘مواجه'”. لكن ملاحظاته لم تمنع استمرار الانتقادات داخل الجلسة، خاصة في ظل تزايد الضغوط لإضعاف أي حضور تركي سياسي أو مدني في القدس المحتلة.
وبالتوازي، تطرّق نتنياهو مجددًا إلى الوضع الأمني على الجبهات، مهاجمًا فكرة أن إسرائيل تعتمد على موافقات خارجية (من قبل واشنطن) قبل تنفيذ عملياتها العسكرية. وقال إن الجيش “يعمل بشكل مستقل على جميع الجبهات”، وإن محاولات حزب الله “إعادة بناء قوته” يتم إحباطها “بقوة”.
