أعلنت مؤسسة هند رجب أنها قدمت بلاغا مشتركا مع المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إلى المحكمة الجنائية الدولية، ضد إسرائيل، بشأن اغتيال 6 صحفيين في مدينة غزة، أول أمس الأحد.

وقتلت إسرائيل مراسلَي الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، والمصورين إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل ومؤمن عليوة، والصحفي محمد الخالدي، في استهداف مباشر لخيمتهم أمام مجمع الشفاء بمدينة غزة.

وركزت مؤسسة هند رجب في تحقيقها على سلسلة القيادة والقرارات العملياتية التي أدت إلى قتل أنس الشريف، بينما أرفق المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ملفا بشأن بقية صحفيي الجزيرة الذين اغتيلوا في غزة، وهم: حسام شبات، وإسماعيل الغول، وأحمد اللوح، وحمزة وائل الدحدوح، وسامر أبو دقة، وغيرهم.

وأكدت مؤسسة هند رجب في بيان أن هذه القضايا تثبت أن قتل الشريف لم يكن حادثا منفصلا، بل جزءا من سياسة إسرائيلية ثابتة.

المتهمون
وشرح بيان مؤسسة هند رجب كيفية تتبُّع مسار حادث اغتيال فريق الجزيرة في مدينة غزة، منذ لحظة رصد طائرة مسيَّرة لموقع الشريف، وحتى لحظة إصابة الصاروخ له. وحددت المؤسسة سلسلة القيادة المسؤولة عن القتل، وهم:

رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زمير.
قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار.
قائد القيادة الجنوبية يانيف عاسور.
القائد السابق للوحدة 8200 الاستخبارية الإسرائيلية يوسي ساريئيل.
الجنرال (أ): القائد الحالي لوحدة 8200
قائد قاعدة بلماخيم الجوية: الاسم غير معلن.
قائد سرب “الأفعى السوداء”: الاسم غير معلن
المتحدث العربي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، المسؤول عن حملة تشويه مستمرة ضد أنس الشريف، أفيخاي أدرعي.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: الذي أشرف على وشجّع استراتيجية القضاء على الصحفيين كجزء من الهجوم على غزة.
وتتهم الشكوى المقدمة إلى المحكمة الجنائية الدولية هؤلاء المسؤولين بارتكاب جرائم حرب بموجب نظام روما الأساسي (القتل العمد)، وارتكاب إبادة جماعية بموجب المادة 6 (أ) من النظام نفسه (كجزء من حملة أوسع لتدمير الشعب الفلسطيني ومحو من يوثّق معاناته).

مطالب عاجلة
وتضمنت الشكوى 3 مطالب عاجلة للمدعي العام للمحكمة، هي:

إصدار مذكرات توقيف بحق المسؤولين العسكريين المذكورين.
توسيع مذكرة توقيف نتنياهو لتشمل الجرائم ضد الصحفيين.
إدراج جميع عمليات قتل الصحفيين في غزة في تحقيق المحكمة بشأن فلسطين.
حملة تشويه
وعرض البيان تفاصيل حملة التشويه التي تعرَّض لها أنس الشريف قبل اغتياله، من قِبل أفيخاي أدرعي، الذي اتهمه بأنه عضو في حركة حماس، وسخر من تقاريره، واصفا دموعه على الهواء بأنها “دموع تماسيح”، وزاعما أن عمله “دعاية”.

واعتبر البيان أن السيناريو الإسرائيلي الذي اتُّبع مع الشريف، اتُّبع كذلك مع صحفيي الجزيرة الآخرين الذين سبق لإسرائيل اغتيالهم، إذ وُصفوا بأنهم “إرهابيون” من قِبل مسؤولين إسرائيليين، وبعد أيام أو أسابيع، كانوا يُقتلون، إما في ضربات دقيقة على مركبات صحفية تحمل شارة “صحافة”، أو أثناء ارتدائهم سترات الصحافة.

سياسة منهجية
وتشمل سياسة الاحتلال الإسرائيلي المنهجية التي تستهدف صحفيي الجزيرة، وفقا لمؤسسة هند رجب، الخطوات التالية:
وصمهم بالإرهاب دون أي دليل مقنع.
تشويههم علنا لنزع إنسانيتهم وتبرير قتلهم.
تصفيتهم بضربات موجهة.
ووصف البيان الصحفيين المحليين خلال الحرب الحالية في غزة بأنهم لا يعملون كمجرد ناقلي أخبار فقط، بل هم “آخر خط للشهادة المستقلة على صراع يُمنع الصحفيون الأجانب من دخوله”. ومن ثَم يصبح إسكاتهم “ليس أضرارا جانبية، بل هدف إستراتيجي”.

توعُّد بالملاحقة
وتوعدت مؤسسة هند رجب بأنها ستقاضي المسؤولين الإسرائيليين، ليس فقط أمام الجنائية الدولية، بل أيضا أمام محاكم وطنية تطبق مبدأ الولاية القضائية العالمية على جرائم الحرب والإبادة.

وقال رئيس المؤسسة دياب أبو جهجه “إن اغتيال أنس الشريف كان فجا إلى درجة الصدمة، ومشحونا بالغرور والاحتقار للحياة الإنسانية والحقيقة والنظام القانوني وللإنسانية ذاتها، بحيث لا يمكن ولن يُسمح له بالمرور بصمت”.

ودعا البيان المحكمة إلى تجاوز ما سماها “بيانات القلق البالغ”، وأن تتحرك وتتخذ خطوة حاسمة.

وتُركز مؤسسة هند رجب على اتخاذ إجراءات قانونية، ليس فقط ضد مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في فلسطين، بل وكذلك المتواطئين فيها والمحرضين عليها.

كما تهتم المؤسسة بتوثيق جرائم الحرب الإسرائيلية، وإنشاء سجل تاريخي يضمن تذكُّر المسؤولين ومحاسبتهم، وتحدي إفلات إسرائيل من العقاب، وتكريم ذكرى الضحايا.

وتحمل المؤسسة اسم الطفلة الفلسطينية هند رجب، التي قتلها الاحتلال الإسرائيلي مع عائلتها في 29 يناير/كانون الثاني 2024، كما قتل مسعفين جاؤوا لإنقاذهم.

شاركها.