كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم الثلاثاء، عن تفاقم الأوضاع الإنسانية والصحية في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لا سيما في معسكر “سديه تيمان” وسجن “مجيدو”، مشيرة إلى تصعيد غير مسبوق في الإجراءات العقابية والعزل الانفرادي وغياب الحد الأدنى من مقومات الحياة.

وأفادت الهيئة، استنادًا إلى زيارات ميدانية نفذها طاقمها القانوني، بأن “وضع الأسرى في معسكر سديه تيمان سيئ للغاية”، وأنهم يتعرضون لـ”تعذيب ممنهج ومعاملة مهينة تمسّ كرامتهم الإنسانية”، مشيرة إلى أن “الشهادات الواردة من هناك هي الأشد والأقسى، وتكشف عن تفاصيل صادمة تزداد فظاعة مع مرور الوقت”.

وأضافت الهيئة أن “إدارة سجون الاحتلال واصلت منذ السابع من أكتوبر 2023 فرض إجراءات عقابية صارمة، تسببت في إصابات جسدية وتدهور خطير في الأوضاع الصحية والنفسية للأسرى”، وأن هذه الإجراءات “ساهمت في تفشي أمراض وأوبئة بسبب انعدام الرعاية الصحية وتقليص الخدمات الأساسية”.

وأكدت أن “نقص المياه، وتقليص عدد مرات الاستحمام، وتقييد الحركة، وتصاعد وتيرة العزل الانفرادي في ظروف قاسية وغير مسبوقة، كلها عوامل تؤدي إلى تدهور إضافي في الوضع الإنساني داخل السجون”.

وفي سجن “مجيدو”، قالت الهيئة إن مرض “سكايبوس” بدأ بالانتشار بين الأسرى، وسط مماطلة إدارة السجن في تقديم العلاج اللازم. ولفتت إلى حالة الأسير أحمد محمود عبد الرزاق (32 عامًا) من طولكرم، المعتقل منذ 25 نيسان/ أبريل 2024، والذي يعاني من هذا المرض دون أن يحصل على أي أدوية، وقد فقد 15 كيلوغرامًا من وزنه نتيجة الإهمال الطبي.

ونقل محامي الهيئة عن الأسرى في “مجيدو” إفادات تؤكد أن الماء الساخن لا يُوفَّر بشكل يومي، وأنهم يتلقون 3 عبوات شامبو ولفة محارم واحدة فقط أسبوعيًا. كما أشاروا إلى تعرضهم للضرب والإهانة من قبل السجانين “بناءً على مزاجية المناوب، وأحيانًا دون أي مبرر”.

وجددت الهيئة دعوتها للمنظمات الدولية، وفي مقدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، للتدخل الفوري والضغط على سلطات الاحتلال من أجل وقف الانتهاكات، والسماح بزيارات رقابية مستقلة، خاصة إلى معسكر “سديه تيمان” ومراكز الاحتجاز السرية.

شاركها.