قالت هيئة البث العبرية الرسمية، مساء الخميس، إن الجيش الإسرائيلي “استكمل إعداد خطة بالأسابيع الأخيرة، لشن هجوم واسع ضد مواقع تابعة لحزب الله، إذا فشلت الحكومة والجيش في لبنان بتنفيذ تعهدهما بتفكيك سلاح الحزب قبل نهاية عام 2025”.
يأتي ذلك رغم أن إسرائيل تنتهك بوتيرة شبه يومية، اتفاق وقف إطلاق النار الساري مع “حزب الله” منذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، ما أسفر عن استشهاد وإصابة مئات الأشخاص إلى جانب دمار مادي هائل.
وفي 5 أغسطس/ آب الماضي، أقر مجلس الوزراء اللبناني حصر السلاح وضمنه ما يملكه “حزب الله” بيد الدولة، وتكليف الجيش بوضع خطة وتنفيذها قبل نهاية 2025.

 

لكن الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم، قال في أكثر من مناسبة، إن الحزب يرفض ذلك، ويطالب بانسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية.
وأوضحت هيئة البث، نقلا عن مصادر أمنية إسرائيلية لم تسمها، أن “الخطة أعدتها قيادة الجيش بمشاركة قيادة المنطقة الشمالية وشعبتي الاستخبارات والعمليات، في إطار الاستعداد لاحتمال انهيار المساعي السياسية التي تقودها بيروت لتجريد حزب الله، من سلاحه”.
وأشارت المصادر ذاتها، وفق الهيئة، إلى أن “سلاح الجو أجرى في الأيام الماضية تدريبات واسعة في الأجواء الداخلية وفوق البحر المتوسط، شاركت فيها مقاتلات، بهدف رفع الجاهزية لاحتمال تنفيذ العملية العسكرية في جنوب لبنان”.

 

ونقلت الهيئة عن مسؤول أمني كبير قوله إن “إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأنها ستتحرك بنفسها لنزع سلاح حزب الله، إذا لم يتم ذلك بشكل فعّال، حتى لو أدى الأمر إلى أيام من القتال أو إلى تجدد المواجهات على الجبهة الشمالية”.
وأضاف المسؤول أن “واشنطن نقلت التحذير الإسرائيلي إلى الجانب اللبناني، غير أن بيروت أوضحت أن العملية معقدة وتتطلب وقتًا إضافيًا لتحقيق المتطلبات التي وُضعت”.
ولم يصدر تعليق فوري من الحكومة اللبنانية أو “حزب الله” بشأن ما نشرته هيئة البث.
ويأتي حديث هيئة البث عن الخطة، بعد ساعات من اعتبار كتلة “الوفاء للمقاومة”، الجناح السياسي لـ”حزب الله” في البرلمان، أن السلطة اللبنانية “ارتكبت سقطة أخرى” بتسميتها مدنيا للمشاركة في لجنة الميكانيزم، التي تشرف على اتفاق وقف الأعمال العدائية.
ورأت الكتلة في بيان أن هذه “الخطوة مخالفة حتى للمواقف الرسمية السابقة التي ربطت مشاركة المدنيين بوقف الأعمال العدائية‎”، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء اللبنانية.
وأنشئت لجنة “الميكانيزم” بموجب وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله”، وتقوم بمراقبة تنفيذه، وتضم كلا من لبنان وفرنسا وإسرائيل والولايات المتحدة وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “يونيفيل”.
وهذه ثاني مرة خلال أسبوعين يتحدث فيها الإعلام العبري عن خطة لتوسيع العمليات ضد “حزب الله”.
ففي 30 نوفمبر الماضي، قالت قناة 13 العبرية، إن “الجيش الإسرائيلي قدم خطة عملياتية لتوسيع الهجمات ضد حزب الله، وذلك خلال اجتماع خاص عُقد مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بمشاركة عدد من الوزراء والمسؤولين الأمنيين”.
وكان يُفترص أن ينهي اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيذ التنفيذ منذ نحو عام، عدوانا شنته إسرائيل على لبنان في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتحول إلى حرب شاملة في سبتمبر/ أيلول 2024، خلفت أكثر من 4 آلاف شهيد وما يزيد على 17 ألف جريح.
وتتحدى إسرائيل الاتفاق بمواصلة احتلالها 5 تلال لبنانية في الجنوب استولت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق لبنانية أخرى تحتلها منذ عقود.

شاركها.