وزيرٌ إسرائيليٌّ رفيعٌ: تصريحات ترامب عن التهجير نُسِّقَتْ مع نتنياهو لمساعدته بمنع حلّ حكومته لإبرامه التبادل
ذكر المُحلِّل السياسيّ الإسرائيليّ، شالوم يروشالمي، الكاتب في موقع (زمن إسرائيل)، أنّ “اقتراح ترامب العلني بتهجير طوعي للفلسطينيين من غزة، أثار تطلعات كبيرة، ليس فقط في الدوائر اليمينية الإيديولوجية الإسرائيلية، بل وأيضًا بين مقربين من نتنياهو وكبار وزراء الليكود في مجلس الوزراء السياسي الأمني، الذي ذكر أحدهم أنّ تصريحات ترامب غير العادية تمّ تنسيقها مع نتنياهو، بهدف مساعدته لمنع حلّ حكومته عقب إبرام صفقة التبادل”.
وقال يروشالمي إنّ “هذه الخطوة قد تكون ردّا على تهديدات سموتريتش بالانسحاب من الحكومة، ورغبة بإعادة بن غفير إليها، عقب إبرام صفقة تبادل الأسرى مع حماس”.
ونقل عن وزيرٍ إسرائيليٍّ مرموقٍ من الليكود قوله، إنّ “كل مَنْ سمع ترامب يفهم أنّ الأمر منسق وشفاف”، رغم أنّها أثارت معارضة في العالم، ومن الواضح أنّ هذه القضية ستشغل الحلبة السياسية الإسرائيلية الآن، ولذلك فقد تحدث ترامب بنفسه مع الرئيس المصري بشأنها، فيما سيتوجه نتنياهو لواشنطن للقائه خلال أيام، لبحث المرحلتين الثانية والثالثة من الصفقة”.
كما قال له وزير الليكود الكبير، إن “نتنياهو أبلغ وزراءه أنه إذا اتفق الجميع على تهجير الفلسطينيين من غزة، فلا حاجة لتجديد الحرب، ولن يكون لدى أحد مشكلة في المرحلة الثانية، حيث سينتقلون من غزة إلى الأردن أو مصر أو إندونيسيا، وسيعيد ترامب بناء غزة، وبعد ثلاث سنوات سنرى ما سيحدث”.
وأكد يروشالمي أن “تهجير الفلسطينيين من غزة بدا مسألة مكثفة للغاية بداية الحرب، ونشر رام بن باراك من حزب يوجد مستقبل وداني دانون من حزب الليكود مقالاً مشتركاً بصحيفة وول ستريت جورنال يدعوان فيه للهجرة الطوعية، وشكلت وزارة الخارجية فرقاً برئاسة الوزير إيلي كوهين، وأجرى اتصالات مع الدول الأفريقية كي توافق على استيعاب الفلسطينيين، وعقد مؤتمر ضخم في يناير 2024 في الكنيست بحضور عدد من كبار المسؤولين، الذين بدأوا بالفعل في تشجيع وتخطيط الهجرة الفلسطينية لصالح إقامة المستوطنات في غزة”.
وأشار كاتب المقال إلى أن “حدثا مشابها في الكنيست عقد في ديسمبر 2023، ألقت فيه وزيرة المخابرات غيلا غمليئيل خطابًا حول الخطة الاستراتيجية للإخلاء الطوعي لسكان قطاع غزة، ولا تزال تزعم حتى اليوم أن التهجير هو الحل الوحيد، وعقدت مؤتمرات ومناقشات في الكنيست حول موضوع الترحيل، مع العلم أنها اليوم عضو كامل العضوية في المجلس المصغر للشؤون السياسية والأمنية”.
وأوضح أنه “منذ ذلك الحين، تجنّب المسؤولون الحكوميون والحزب الحاكم الحديث عن قضية التهجير، في ضوء تورط دولة الاحتلال في دعاوى المحاكم الدولية في لاهاي، وإصدار مذكرات اعتقال ضد نتنياهو ووزير حربه السابق، يوآف غالانط، الذي تجنب الإشارة إليها، رغم إصداره مقطع فيديو يشكر فيه ترامب على تجديد شحنات الأسلحة”.
علاوة على ما ذُكِر آنفًا، أكّد الكاتب أنّ “تصريح ترامب أعطى حياة جديدة للساسة اليمينيين، خاصة زعماء الصهيونية الدينية والعصبة اليهودية، وكتب سموتريتش على تويتر أنّه متحمس ومادح لترامب، زاعمًا أنّ مساعدة سكان غزة بالعثور على أماكن أخرى فكرة رائعة، بحيث يتمكنون من تأسيس حياة جديدة وأفضل في مكان آخر، فيما صدرت ردود فعل غاضبة وسلبية في الأردن ومصر على مقترحات ترامب”.
وخلُص الكاتب إلى القول إنّ “وصول مبعوث ترامب الخاص لشؤون الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لدولة الاحتلال يعتبر علامة على أنّ مقترح التهجير وضع للنقاش على الطاولة، ما يمنح نتنياهو فرصة لكسب المزيد من الوقت الثمين، ويعطي سموتريتش سببًا جيدًا للبقاء في الائتلاف حتى نهاية المرحلة الثانية من الصفقة، على الأقل”، على حدّ تعبير المصادر الإسرائيليّة الرفيعة التي اعتمد عليها.
جذور فكرة الترحيل أوْ الترانسفير
يعتبر موشي هس من أوائل من طرح فكرة إعادة انبعاث الأمة اليهودية. بدأت فكرة الترحيل تظهر إلى حيز الوجود مع بداية الظهور الفعلي للحركة الصهيونية والتي تم إنشائها على يد ثيودور هرتسل ولا تزال تجهد للحيلولة دون عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم رغم صدور قرار حق العودة للاجئين الفلسطينيين في جمعية الأمم المتحدة. كما قامت الحركة الصهيونية بالترويج بأنّ أرض فلسطين خالية خاوية حيث تم الترويج بشدة لمقولة إسرائيل زانجويل وثيودور هرتسل “أرض بلا شعب لشعبٍ بلا أرض”.
كما أرسل هرتسل إلى السلطان عبد الحميد الثاني قائلاً:”فلسطين هي وطننا التاريخي الذي لا يمكن نسيانه، لو أعطانا السلطان فلسطين لأخذنا على عاتقنا إدارة مالية تركية كاملة مقابل ذلك”، إلّا أنّ هذا الأمر تمّ رفضه من قبل السلطان عبد الحميد.
كما قال حاييم وايزمان:”هناك بلد صدف أنّ اسمه فلسطين، بلد بلا شعب، ومن ناحية أخرى يوجد هناك الشعب اليهودي وهو بلا أرض، أيّ شيءٍ يبدو أكثر ضرورة من إيجاد الجوهرة المناسبة للخاتم المناسب لتوحيد هذا الشعب مع ذلك الوطن”.
وصرح موشيه ديان لجريدة (هآرتس) قائلاً: “لقد بنيت القرى اليهودية لتحل مكان القرى العربية. إنّك لا تعرف أسماء تلك القرى العربية، وأنا لا ألومك على ذلك لأنّه لا توجد كتب جغرافيا. وليس الكتب فقط، بل كذلك إنّ تلك القرى العربية لم تعد موجودة الآن، لا يوجد هنا مكان واحد في هذه البلاد لم يكن فيه سكان عرب”.
كما صرح ديفيد بن غوريون قائلاً: “لو كنت رئيسًا عربيًا، لما وقعت على اتفاقية مع إسرائيل أبدًا. إنّ هذا أمر طبيعي، لقد سلبناهم أرضهم. إنّها حقيقة أنّ الرب وعدنا بها، لكن كيف لذلك أنْ يثير اهتمامهم؟ ربنا ليس ربهم. لقد كان هناك اللاسامية، النازيون، هتلر، لكن هل ذلك كان خطأهم؟ انهم لا يرون إلّا أمرًا واحدًا فقط، أنّنا جئنا وقمنا بسرقة بلادهم، لماذا يقبلون ذلك؟”.