12 مليون شاهدوا البرنامج بالإنجليزيّة الذي فَضَحَ واشنطن وإسرائيل.. راهبة قضت عقديْن بفلسطين: حماس حركة مقاومة تدافع عن شعبها وأرضها..

2025 Aug,16

مقابلةٌ واحدةٌ في برنامجٍ أمريكيٍّ تلفزيونيٍّ مشهورٍ جدًا أثار القلق والخشية في إسرائيل، فالراهبة التي تحدثت عاشت المعاناة، ورأت الجرائم والفظائع التي ترتكبها دولة الاحتلال ضدّ الفلسطينيين، وأكّدت لمئات ملايين المُشاهدين أنّ حركة حماس هي حركة مقاومة تُدافِع عن شعبها وأرضها، الأمر الذي أثار حنق وغضب إسرائيل لأنّ أقوالها كانت بمثابة مسمارٍ فولاذيٍّ آخرٍ في نعش السرديّة الصهيونيّة.

 
 

 

وتلقى ظهور الراهبة أغابيا ستيفانوبولوس في معرض تاكر كارلسون المحافظ في الولايات المُتحدّة الأمريكيّة مدحًا واسع النطاق لفضح تجربة المسيحيين الفلسطينيين الذين يعيشون في عهد الاحتلال الإسرائيلي والحرب على غزة.

 

 
 

الحلقة الأخيرة، بعنوان (إليك ما يعجبه حقًا أنْ تعيش كمسيحيٍّ في الأرض المقدسة)، كانت لديها حوالي 12 مليون مشاهدة بحلول وقت كتابة هذا التقرير.

 

 

 

 

وكانت الأم ستيفانوبولوس، التي عاشت في بلدة بيثاني الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة منذ عام 1996، من بين العديد من الضيوف المؤيدين للفلسطينيين في برنامج مضيف فوكس نيوز السابق.

 

وإلى جانب رواياتها عن التمييز التي يتعرّض لها الفلسطينيون، كرس كارلسون الكثير من المقابلة لاستكشاف الصهيونية المسيحية، وهو اعتقاد من قبل بعض اليهود يجب أنْ يعودوا إلى الأرض المقدسة لإثارة (المجيء الثاني) للمسيح، كما يؤمن سفير الولايات المُتحدّة الأمريكيّة في إسرائيل، مايك هكابي، الذي يدعو لإقامة إسرائيل الكبرى.

 

جديرٌ بالذكر أنّه في المقابلة، قامت الأم ستيفانوبولوس بتفصيل سرقة إسرائيل للأرض المسيحية، ومهمة ما تُسمّى بـ (إسرائيل الكبرى)، أيْ فلسطين التاريخيّة، واضطهاد المسيحيين على يد إسرائيل، من بين العديد من الموضوعات الأخرى.

 

كما كشفت الراهبة الأمريكيّة عاشت لمدّة عشرين عامًا في فلسطين النقاب عن أن المسيحيّين في الأراضي المقدّسة، أيْ في فلسطين التاريخيّة، يواجهون وضعًا صعبًا للغاية، مشابهًا لوضع المسلمين، بسبب هويتهم الفلسطينيّة، على حدّ قولها.

 

وأشارت الراهبة أغابيا ستيفانوبولوس في حوارٍ مع الإعلاميّ الأمريكيّ الشهير تاكر كارلسون، إلى أنّ المسيحيّين الفلسطينييّن يعانون، خاصة في مناطق مثل بيت لحم والقدس، من قيودٍ صارمةٍ على حركتهم.

 

 

علاوة على ذلك، بيّنت في معرض ردّها على سؤال مُقدِّم البرنامج أن التنقل بين المدن يتطلّب تصاريح إسرائيليّة تُمنح نادرًا، الأمر الذي يجعل زيارة الأماكن المقدسة أمرًا بالغ الصعوبة.

 

ومضت الراهبة قائلةً: “يُعتبر المسيحيون الفلسطينيون أحفاد المسيحيين الأوائل الذين عاشوا في المنطقة منذ قرون، لكنّهم يجدون صعوبة في ممارسة شعائرهم الدينية بحريّةٍ”، طبقًا لأقوالها.

 

ولفتت إلى أنّ عدد السكان المسيحيين في المنطقة شهد انخفاضًا كبيرًا منذ عام 1948، أيْ منذ النكبة الفلسطينيّة التي حلّت بالعشب الفلسطيني حيثُ طُرِدَ وهُجِّر إلى كلّ من سوريّة ولبنان والأردن، ويرجع ذلك بشكلٍ أساسيٍّ إلى سياسات منظومة الإسرائيليّ التي تُصعب الحياة على السكان الفلسطينيين عمومًا.

 

وانتقدت الراهبة المسيحيين الصهاينة في الولايات المتحدة لدعمهم المستوطنات الإسرائيلية التي تُبنى على الأراضي الفلسطينية، بما فيها الأراضي التابعة للمسيحيين، دون الاكتراث بمعاناة المسيحيين المحليين.

 

بالإضافة إلى ذلك، أكّدت المتحدثة إنّه لا وجود لصراعٍ دينيٍّ بين المسيحيين والمسلمين، مشيرةً في الوقت عينه إلى التعايش والاحترام المتبادل بينهما في المجتمع الفلسطينيّ، واستشهدت على ذلك بتجربته الشخصية كراهبة في مدرسة مسيحيّة ذات غالبية طلابية مسلمة.

 

وعبّرت الراهبة عن قلقها من أنْ يلقى المسيحيّون في الضفة الغربية مصيرًا مشابهًا لما يحدث في غزة، وشدّدّت على أنّ وجودهم كجزءٍ حيويٍّ من النسيج الاجتماعيّ الفلسطينيّ بات مهدّدا بشكلٍ متزايدٍ، مُشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ الكنائس الأرثوذكسية في الولايات المُتحدّة الأمريكيّة مترددة في التحدث علنًا عن هذه القضية.

 

وقالت إنّ الكثير من الحجاج المسيحيين الأجانب لا يدركون حقيقة الوضع بسبب المرشدين السياحيين الإسرائيليين.

 

واتهمت الراهبة الاحتلال بتدمير الأسس التاريخية للتراث المسيحيّ في المنطقة، مثلما حدث مع مصنع يملكه مسيحيون في نابلس تمّ مصادرته وهدمه دون أيّ سببٍ قانونيٍّ واضحٍ، الأمر الذي أدى لفقدان أكثر من 600 عامل وعاملة مصدر رزقهم الوحيد، طبقًا لأقوالها

 

وأثناء توضيح تفاصيل الاستيلاء على إسرائيل للأراضي المسيحيّة، قالت الأم ستيفانوبولوس، “علينا أنْ نحارب أيباك والصهاينة المسيحيين، حيث يقف المسيحيون ويقولون (ليسوا في اسمي)”.

 

وأضافت: “كانت هناك دائمًا مقاومة في فلسطين، في شكل أشخاص يقاتلون من أجل أراضيهم. تستمر إسرائيل في الاستيلاء على الأرض شيئًا فشيئًا، ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات، وخنق حياة أي شخص يعيش هناك”.

 

ومن الأهمية بمكان التشديد على أنّ أفكارها لاقت أصداءً واسعة النطاق مع العديد من المسيحيين على وسائل التواصل الاجتماعيّ، حيث قال أحد المستخدمين إنّ “إيمانك يتم اختطافه واستخدامه ضدك”، مما يلمح إلى أنّ المقابلة كانت تفتح للعين بالنسبة للكثيرين.

 

وعند الحديث عن الكنائس في فلسطين التي تعرضت للقصف، سأل كارلسون، “كيف تعرضت الكنيسة المسيحية لقصفٍ؟”، وردت الأم ستيفانوبولوس، “لأنها جزء من فلسطين، إنّهم الفلسطينيين”.

 

في تموز (يوليو) الفائت، قتل تفجير إسرائيلي للكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في قطاع غزة امرأتين وأصابوا بجروح فلسطينيين آخرين، بمن فيهم القس.

 

وتعرضت الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية على اسم القديس بورفيريوس في غزة للأضرار خلال ضربة جوية إسرائيلية قاتلة على مستشفى أهلي المعمداني البالغ من العمر 141 عامًا، وهو أقدم مستشفى في الشريط.

 

يمثل المسيحيون الفلسطينيون ما يصل إلى 10 في المائة من السكان الفلسطينيين العالميين، حيث ينتمي معظمهم إلى الأديان الأرثوذكسية اليونانية أو الكاثوليكية.

 

يعيش أكثر من 140000 داخل ما يُسّمى بالخّط الأخضر، بينما يقيم حوالي 45000 في الضفة الغربية المحتلة، حيث يواجهون غالبًا عنفًا من المستوطنين والجنود الإسرائيليين. في غزة، لا يتمكن الكثير منهم من الوصول إلى مواقعهم المقدسة بسبب حرب إسرائيل المستمرة على القطاع منذ أكتوبر 2023.

شاركها.