شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأحد، سلسلة غارات جوية ومدفعية على مناطق متفرقة في قطاع غزة، بعد يوم دامٍ أسفر عن استشهاد 145 فلسطينيًا، وسط استمرار تعثر مفاوضات التهدئة مع حركة “حماس”.

واستهدفت طائرات الاحتلال شقة سكنية قرب ملعب برشلونة في منطقة تل الهوى جنوب مدينة غزة، وأخرى في حي النصر وسط المدينة، تزامنًا مع قصف مدفعي استهدف مناطق جباليا النزلة شمال القطاع. كما طالت الغارات منزلًا في مخيم النصيرات وسط القطاع، في وقت واصل فيه الاحتلال إطلاق قنابل إنارة ونيران مدفعية شمال وشرق خان يونس.

عمليات مكثفة في بيت حانون 

وفي تطور لافت، صعّد جيش الاحتلال عملياته في بلدة بيت حانون شمال القطاع، بزعم الرد على عملية مسلحة أدت لمقتل خمسة جنود إسرائيليين قبل أيام في محيط البلدة. وأعلن المتحدث باسم الجيش أن “عشرات الطائرات المقاتلة نفذت غارات مكثفة استهدفت أكثر من 35 هدفًا تابعًا لحماس، بينها بنى تحتية تحت الأرض”.

حصيلة الشهداء 

وخلال الساعات الـ24 الماضية، استشهد 145 فلسطينيًا في أنحاء متفرقة من القطاع. وسُجلت مدينة غزة وحدها 72 شهيدًا، بينهم 26 في قصف على منازل متجاورة بحي الزيتون شرق المدينة، و17 آخرون في قصف استهدف مخيم الشاطئ غرب المدينة.

وفي مخيم النصيرات وسط القطاع، واصلت قوات الاحتلال عمليات قصف مكثفة أدت إلى استشهاد 13 فلسطينيًا، بينهم نساء وأطفال، وسط تحذيرات من استمرار ارتفاع عدد الضحايا نتيجة الإصابات البالغة.

أما في جنوب قطاع غزة، وتحديدًا في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي، فاستشهد 49 فلسطينيًا، من بينهم 34 شخصًا أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع المساعدات الغذائية، في ما وصفه ناشطون ومصادر طبية بأنه “مجزرة منظمة ضد المدنيين الجائعين”.

مفاوضات متعثرة وأزمة إنسانية خانقة

ورغم تواصل الوساطات الإقليمية والدولية، فإن مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس تشهد تعثرًا متزايدًا، مع إصرار كل طرف على شروطه، لا سيما فيما يخص الانسحاب الإسرائيلي من جنوب القطاع، وتأمين ضمانات لإعادة الإعمار وتبادل الأسرى.

في هذه الأثناء، تتفاقم الكارثة الإنسانية داخل غزة، وسط عجز المنظمات الإغاثية عن إيصال المساعدات، وتزايد أعداد الجوعى والنازحين، في وقت يحذر فيه المجتمع الدولي من خطر المجاعة والأوبئة، مع استمرار استهداف أماكن توزيع المساعدات ومراكز الإيواء.

شاركها.