في قلب المشهد الإنساني الكارثي الذي يعيشه قطاع غزة، تقف طواقم الدفاع المدني كخط الدفاع الأخير بين الحياة والموت، تعمل وسط الركام وتحت القصف وفي ظروف تكاد تكون مستحيلة.

استمرار الحرب واتساع رقعة الدمار

 فمع استمرار الحرب واتساع رقعة الدمار، لم تعد معاناة المدنيين مقتصرة على فقدان المنازل أو انقطاع الخدمات، بل امتدت لتشمل تدمير منظومة الإنقاذ ذاتها، التي تمثل الأمل الوحيد لانتشال الضحايا وإنقاذ الجرحى.

 أصوات الاستغاثة

 وبينما تتعالى أصوات الاستغاثة من تحت الأنقاض، يجد رجال الدفاع المدني أنفسهم بلا معدات، وبلا آليات، وأحيانًا بلا حماية، لكنهم يواصلون أداء واجبهم رغم الخسائر الفادحة. 

تصريحات المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة تكشف صورة صادمة عن حجم الاستهداف الذي طال هذا الجهاز الحيوي، وتضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية تجاه ما يحدث على الأرض.

 رأس الحربة في الاستجابة

وقال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، إن الجهاز شكّل رأس الحربة في الاستجابة الميدانية خلال الحرب، مؤكدًا أنه لم يحدث أي استهداف أو عملية عسكرية في أي منطقة بالقطاع إلا وكان الدفاع المدني أول من يصل إلى الموقع.

استشهاد قرابة 142 فردًا

وأوضح بصل أن الدفاع المدني تكبّد خسائر جسيمة، حيث خسر نحو 90% من مقدراته التشغيلية، إضافة إلى استشهاد قرابة 142 فردًا من طواقمه أثناء تأدية واجبهم الإنساني، نتيجة الاستهداف المباشر من قبل الاحتلال.

وفي تصريحات لمراسل قناة القاهرة الإخبارية يوسف أبو كويك، أكد بصل أن الاحتلال دمّر منظومة الإنقاذ في قطاع غزة بشكل شبه كامل.

وأشار إلى أن مدينة غزة لم يتبقَّ بها سوى عربتين فقط من أصل 15، بينما يخلو شمال القطاع تمامًا من أي عربات، في حين توجد خمس عربات فقط في المنطقة الوسطى وخمس أخرى في خانيونس.

وأضاف أن جميع الإمكانات الخاصة بالتعامل مع المنخفضات الجوية، بما فيها المضخات، دُمّرت بنسبة 100%.

مهام الإنقاذ وانتشال الضحايا

كما لفت إلى أن المعدات الثقيلة التي كان يعتمد عليها الدفاع المدني بالتعاون مع البلديات ووزارة الأشغال تعرّضت للقصف المتعمد، مؤكدًا أن أي آلية كانت تعمل في القطاع كانت تُستهدف مباشرة، بل ويتم تحذير سائقيها من الاستمرار في مهام الإنقاذ وانتشال الضحايا.

شاركها.