حذر العالم جيفري هينتون، المعروف بلقب “الأب الروحي للذكاء الاصطناعي”، في حوار صريح مع صحيفة “فاينانشال تايمز”، من أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى تفاقم عدم المساواة بشكل كارثي، وكشف عن السبب الحقيقي والمفاجئ وراء مغادرته لشركة جوجل.

أوضح هينتون، الذي يُعتبر من أهم رواد هذه التقنية، أن الذكاء الاصطناعي في حد ذاته ليس المشكلة، بل النظام الرأسمالي الذي سيسخره.

بطالة هائلة.. وثروات متزايدة للأغنياء

قال هينتون بشكل قاطع: “ما سيحدث بالفعل هو أن الأغنياء سيستخدمون الذكاء الاصطناعي لاستبدال العمال. 

سيؤدي ذلك إلى خلق بطالة هائلة وارتفاع هائل في الأرباح. سيجعل عددًا قليلاً من الناس أكثر ثراءً بكثير، ومعظم الناس أكثر فقرًا، هذا ليس خطأ الذكاء الاصطناعي، بل هو النظام الرأسمالي”.

وتدعم هذه النظرة القاتمة بعض الأدلة الأولية، حيث وجدت دراسة حديثة من بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك أنه من المتوقع أن ترتفع معدلات تسريح العمال في الأشهر المقبلة بسبب تبني الشركات للذكاء الاصطناعي.

ويرى هينتون أن قطاع الرعاية الصحية هو الوحيد الذي قد يكون آمنًا من هذه “الكارثة الوظيفية”، لأنه “لا يوجد حد تقريبًا لمقدار الرعاية الصحية التي يمكن للناس استيعابها”. 

كما رفض فكرة الدخل الأساسي الشامل التي اقترحها سام ألتمان، رئيس OpenAI، قائلاً إنها “لن تتعامل مع كرامة الإنسان” التي يستمدها من العمل.

تهديد وجودي.. من الأسلحة البيولوجية إلى الإدارة الأمريكية

جدد هينتون تحذيراته من المخاطر الوجودية للذكاء الاصطناعي، والتي قسمها إلى فئتين: الخطر الذي تشكله التكنولوجيا نفسها، وعواقب تلاعب الأشخاص ذوي النوايا السيئة بها.

وحذر من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد شخصًا ما في بناء سلاح بيولوجي، وأعرب عن أسفه لعدم رغبة إدارة ترامب في تنظيم الذكاء الاصطناعي بشكل أكثر صرامة، على عكس الصين التي تأخذ التهديد على محمل الجد.

لماذا ترك جوجل حقًا؟.. الحقيقة خلف الأسطورة

في مفاجأة كبيرة، نفى هينتون (77 عامًا) الرواية الإعلامية السائدة بأنه استقال من جوجل حتى يتمكن من التحدث بحرية أكبر عن مخاطر الذكاء الاصطناعي.

وكشف عن السبب الحقيقي والبسيط: “لقد غادرت لأنني كنت في الخامسة والسبعين من عمري، ولم أعد قادرًا على البرمجة كما كنت في السابق، وهناك الكثير من الأشياء لمشاهدتها على نتفليكس”.

وفي ختام حديثه، لخص هينتون مستقبلنا الغامض مع هذه التقنية قائلاً: “نحن لا نعرف ما الذي سيحدث، وليس لدينا أي فكرة… نحن في مرحلة من التاريخ يحدث فيها شيء مذهل، وقد يكون جيدًا بشكل مذهل، وقد يكون سيئًا بشكل مذهل. يمكننا التخمين، لكن الأمور لن تبقى كما هي”.

شاركها.