06:13 م
الخميس 04 سبتمبر 2025
كتبت-هند عواد:
في الطائرة المتجهة إلى العاصمة النرويجية أوسلو، استعاد مصطفى ذكرياته عندما توفيت والدته وهو في عمر الثانية عشرة، اللحظة الأصعب في حياته، حين وجد نفسه وحيدًا في منزل صغير بمنطقة “ميت عقبة”، بعد انشغال والده بالعمل. لم يكن يعلم حينها أنه مقبل على حدث سيقلب حياته رأسًا على عقب.
مصطفى، الشهير بـ”شيكا”، كان قائد منتخب مصر في بطولة كأس العالم لكرة الشارع، وهي البطولة التي لم تحظَ باهتمام واسع إلا بعد أن رفع شيكا ورفاقه الكأس. ويقول في حوار خاص لـ”مصراوي”: “هذه البطولة موجهة لكل من يمر بمشكلة في حياته… هي قادرة على تغيير مصير اللاعبين، وهذا ما حدث معي”.
عانى مصطفى من الوحدة منذ صغره، وقال: “عندما توفيت والدتي كانت أصعب لحظة في حياتي. كنت وحيدًا، ولا أملك عملًا. الدنيا كانت صعبة أوي. لكن أول ما ركبت الطائرة وسافرت للنرويج، تذكرت كل ما مررت به، وكأن شريطًا من الذكريات يمر أمامي. صدّقت أن الله يستجيب الدعاء، فقد كنت وحدي منذ 12 عامًا وحتى اليوم”.
لم يكن لقب “شيكا” من فراغ؛ فقد عشق مصطفى كرة القدم بشدة، لدرجة أن أصدقاءه وجيرانه قالوا له إنه يشبه شيكابالا، نجم الزمالك، في كل ما يفعله بالكرة. لكنه لم يستطع الاستمرار بسبب بنيته الجسدية، موضحًا: “كنت في فرق الناشئين لكن جسمي كان صغيرًا وقصيرًا وما زال كذلك. لعبت في الزمالك، والبنك الأهلي، ونادي الصيد، لكن المدربين يفضلون البُنية القوية، رغم أن الله منحني موهبة. ولهذا السبب لم أستمر”.
ورغم أن مصطفى شيكا لم يحظَ بما حظي به شيكابالا، إلا أنه بعد نحو 20 عامًا، عندما حقق لقب كأس العالم لكرة الشوارع، احتفل على طريقة نجم الزمالك، قائلاً: “قلت لهم لازم أحتفل على طريقة شيكابالا، لأنني أحبّه جدًا وأحمل اسمه. أول ما حصلنا على الكأس، لم أفكر إلا فيه، كنت أراه كثيرًا عند النادي وأتمنى أن ألتقي به وأنا بطل للعالم. هو شخص جميل جدًا”.
حكاية مصطفى شيكا مع كرة الشارع
يروي مصطفى في حواره مع “مصراوي” حكايته مع كرة الشارع، قائلاً: “عمري ما لعبت كرة خماسية من قبل. أعمل في شركة بريد، وكنت أعمل في البوفيه لمدة 6 سنوات، ثم انتقلت إلى قسم الموارد البشرية. الشركة بها فريق كرة وأنا قائده. كما كنت ألعب كرة صالات مع فريق البنك الأهلي، لكن عندما بدأت تجربة الكرة الخماسية، تركت الصالات للتركيز على كأس العالم”.
وأضاف: “مدرب منتخب مصر كان يعرفني، ودعاني للانضمام للاختبارات. في البداية لم أكن متحمسًا، لكن عندما ذهبت ولعبت، أحببت اللعبة. كانت تحتاج للياقة بدنية عالية جدًا. بدأت الاختبارات قبل رمضان بشهرين، وسط لاعبين من مناطق شعبية مختلفة. تم اختيار 8 لاعبين فقط، بينهم حارسان، من أصل حوالي 300 لاعب. لم أكن أتخيل أننا سنفوز بالبطولة، لكن من دور الـ16 بدأت أؤمن أننا قادرون على تحقيق الحلم”.
واختتم مصطفى شيكا حديثه: “في البداية كنت مخضوض، وأسأل نفسي: لماذا الناس يأتون لي كأنني نجم كرة شهير؟ لكنهم كانوا يقدّرون الإنسان والموهبة. بدأت أصدّق أننا ‘جامدين’ ويمكننا الفوز بالبطولة. كانت مباراة المكسيك في دور الـ8 هي الأصعب. قلت للفريق إننا أفضل من أي حد، وبفضل الله، حققنا اللقب”.