كتب : محمد القرش
06:00 ص
05/10/2025
استطاع نادي برينتفورد الفوز على نظيره مانشستر يونايتد بثلاثية مقابل هدف، في الجولة السادسة من الدوري الإنجليزي الممتاز.
لكن وراء هذا الفوز الكبير، لاعب يدعى إيجور تياجو هو الذي سجل هدفي التقدم لفريق النحل على مانشستر يونايتد العريق.
إيجور بدأ حلمه بأن يصبح لاعب كرة قدم في التاسعة من عمره، عندما رأى شقيقه الأكبر يلعب، واصطحب جونيور تياجو إلى المباريات وأراه جمال هذه الرياضة، حيث يتذكر قائلاً: “كنت أشاهد الفرحة في اعين شقيق”.
العمل منذ الصغر
تنحدر عائلته من مدينة جاما البرازيلية، وهي مدينة في وسط البلاد، تبعد حوالي ساعة بالسيارة عن العاصمة برازيليا، وكانت أولى خطواته في عالم كرة القدم في نادٍ صغير يُدعى جريميو أوكسيدنتال. وفي ذلك الوقت أيضًا، بدأ العمل أينما استطاع.
وقال إيجور في تصريحات لصحيفة “ديلي ميل”: “بدأتُ اللعب في هذا النادي وقدمتُ أداءً جيدًا، كان المدرب سيرجيو يؤمن بي إيمانًا راسخًا، رأى أن لديّ إمكانيات، وأنني كنتُ جيدًا في ذلك الوقت، ولأنني لم ألعب كرة القدم لفترة طويلة، لم تكن مهاراتي متقدمة كمهارات اللاعبين الآخرين في سني، وقد عمل معي على ذلك”.
وأضاف: “بدأت العمل في سن مبكرة جدًا، كانت أولى وظائفي إزالة الأعشاب الضارة من قطع الأراضي عندما كنت في الحادية عشرة أو الثانية عشرة من عمري، ورأيت والدي وجدي يفعلان ذلك في الحقول، وأردت أن أكون مثل والدي، فبدأت بإزالة الأعشاب الضارة أيضًا”.
وزاد: “كان الجيران يسألونني أحيانًا: “هل يمكنك إزالة الأعشاب الضارة من حديقتي؟”، وكنت أكسب حوالي 50 ريالًا (7 جنيهات إسترلينية) مقابل ذلك”.
وأوضح: “في الوقت نفسه، كنت ألعب كرة الصالات، كنت أذهب إلى المدرسة بعد الظهر، وفي الصباح كنت أساعد في إزالة الأعشاب الضارة أو ألعب كرة القدم مع أصدقائي، وبعد المدرسة كنت أمارس رياضة الجري يوميا”.
وفاة الأب
وقعت المأساة عندما كان في الثالثة عشرة من عمره، حيث توفي والده، فالتر، عن عمر يناهز 39 عامًا فقط، واضطر تياجو إلى إعالة والدته، ماريا ديفا، التي كانت تعمل عاملة نظافة في الشوارع.
وأردف: “كان والدي شخصًا مهمًا جدًا بالنسبة لي، فقد كان سندي، لا أتحدث عنه كثيرًا في المقابلات، ولا أحب ذلك، لكنني أعتقد أن الوقت قد حان للحديث عنه قليلًا”.
وواصل: “لقد كان شخصًا، في تلك اللحظة، خلال تلك الفترة من التعليم، من النمو كرجل، كان فقدانه خسارة كبيرة بالنسبة لي”.
واصل تياجو اللعب والعمل، وبعد وفاة والده بفترة وجيزة، بدأ بتوزيع منشورات السوبر ماركت أيام الجمعة، متغيبًا أحيانًا عن المدرسة للقيام بذلك، وكان يتقاضى أجرًا مقابل حمل مشتريات الناس من السوق إلى منازلهم في عربة يدوية، اشتراها له جاره، من الساعة 6:30 صباحًا حتى 3:30 عصرًا أيام السبت، وكل ذلك لإعالة والدته، إذ يقول: “أحيانًا لم نكن نملك المال الكافي لشراء الطعام”.
ولم يتوقف عند هذا الحد، يضيف: “ساعدتُ عمي أيضًا، الذي كان يعمل في البناء، كنتُ أذهب معه كلما عمل في البناء، كانت تلك الوظائف في صغري بالغة الأهمية لنموي، علّمتني تقدير الأشياء، وتقدير العمل الجاد، وحفّزني على السعي لتحقيق ما أنا عليه اليوم”.
يأس وعودة أقوى
لكن بعد بضع سنوات من المحاولات ومحاولتين فاشلتين مع نادي أتلتيكو باراناينسي في دوري الدرجة الأولى، تركه طموحه.
يتذكر: “رأتني أمي على الأريكة، فجاءت إليّ وقالت: يا بني، ماذا تفعل؟”. لم أكن يومًا من أولئك الذين يجلسون على الأريكة، دائمًا ما أتدرب، وأفعل شيئًا من أجل حلمي”.
قالت: “ألن تتدرب؟ ألن تلعب كرة القدم بعد الآن؟” ولم أقل شيئًا، في تلك اللحظة فكرت: “يا إلهي، لقد فقدت أحلامي”، حينها بدأتُ التدريب مجددًا وخرجتُ للجري، ركضتُ طوال الأسبوع، ومن ثمانية إلى عشرة كيلومترات يوميًا”.
رحلة سريعة إلى القمة
وكانت تلك نقطة تحول في مسيرة تياجو، حيث خاض تجربة ناجحة مع نادي فوتيبول كلوب فيري المحلي، وانضم إلى فريق تحت 17 عامًا عام 2018، ولفت أداؤه القوي أنظار أحد أبرز نجوم الفريق.
أدرك نادي كروزيرو، بطل البرازيل أربع مرات وأمريكا الجنوبية مرتين، موهبته، فضمّه إلى فريق الشباب تحت العشرين وهو في السابعة عشرة من عمره فقط، ومن ثم لعب في أوروبا، بداية من لودوجوريتس البلغاري، ثم كلوب بروج، والآن برينتفورد، كل ذلك خلال 5 سنوات فقط.
واختتم: “كانت مسيرتي الرياضية سريعة جدًا، لم أحظَ بالتطور الأساسي الذي يجب أن يتمتع به الرياضي، وعندما ارتكبتُ أخطاءً آنذاك، نضجتُ لأصبح أقوى اليوم، لأن ما أعرفه اليوم هو نتيجة أخطائي السابقة”.