كتب : نهي خورشيد
10:56 م
01/10/2025
كتب – نهى خورشيد
في مثل هذا اليوم قبل ثلاث سنوات، لقي 135 مشجعاً مصرعهم في استاد كانجوروهان بإندونيسيا بعدما أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع، ما تسبب في تدافع مأساوي نحو بوابات الخروجات.
فيما شهد الأول من أكتوبر 2022 لحظة الانهيار الأكبر في كرة القدم الإندونيسية، إذ يديرها رئيس الاتحاد منصبه من السجن بعد اتهامه بالفساد، بجانب ظهور دوريات واتحادات موازية، وقرارات حظر من الفيفا، فضلا عن مقتل مشجعين على أيدي آخرين.
وفي مارس 2023، عادت العناوين السلبية عندما جُرّدت إندونيسيا من استضافة كأس العالم تحت 20 عاماً قبل أشهر قليلة من بدايتها، بعد رفض حاكم بالي استقبال منتخب إسرائيل، حينها كان إريك توهير – المالك السابق لإنتر ميلان ودي سي يونايتد، والمساهم الحالي في نادي أكسفورد يونايتد تولى للتو رئاسة اتحاد الكرة الإندونيسي “PSSI”.
وحاول إريك إنقاذ البطولة، وبالرغم من المخاوف إلا أن الفيفا انبهر بجهوده ومنحت البلاد شرف استضافة كأس العالم تحت 17 عاماً في نوفمبر من العام نفسه.
لكن الحلم الأكبر هو التأهل إلى كأس العالم، إذ يفصل المنتخب الإندونيسي 180 دقيقة فقط عن بلوغ النهائيات، فبعد توسع البطولة إلى 48 منتخباً، لم تنجح الصين أو الهند في الاستفادة، لكن وجود إندونيسيا سيكون بمثابة تعويض لغيابهم.
إذ يخوض منتخب “جارودا” خلال توقف أكتوبر الجاري، منافسات فاصلة ثلاثية ضد السعودية والعراق، والفائز يتأهل إلى نهائيات أمريكا الشمالية.
ومجرد الوصول إلى الدور النهائي من التصفيات الآسيوية يُعتبر نقلة تاريخية، خاصة أن منتخبات مثل تايلاند وفيتنام لم تحصد سوى ست نقاط مجتمعة في التصفيات النهائية لعامي 2018 و2022، إذ نجحت إندونيسيا في جمع ضعف هذا العدد من النقاط بنصف المباريات، مع انتصارات بارزة على السعودية والصين والبحرين، وتعادل ثمين أمام أستراليا.
ويعتبر التجنيس المحرك الرئيسي لهذه الطفرة، إذ اعتمدت إندونيسيا بشكل مكثف على لاعبين أوروبيين “من هولندا” ذوي أصول إندونيسية، إذ شارك ثمانية أو تسعة منهم بصفة أساسية في عام واحد.
وفي يناير الماضي، تولى باتريك كلويفرت تدريب المنتخب خلفاً للكوري الجنوبي شين تاي-يونج.
وينظر المنتخب الأندونيسي مهمة صعبة أمام السعودية في جدة بحضور 60 ألف متفرج، إذ ستكون اختباراً صعباً، خاصة مع حصول المنتخب المضيف على راحة ستة أيام بينما يلعب الإندونيسيون مباراتين في ثلاثة أيام.
لكن في حال التعادل مع الأخضر في التصفيات السابقة يمنح ذلك أندونسيا بصيص أمل، على أن يحسم كل شيء اللقاء المرتقب ضد العراق.
وفي حال التأهل سيكون الأول منذ 1938 “حين شارك المنتخب باسم جزر الهند الشرقية الهولندية”، إذ يتصدر المنتخب الأندونيسي منطقة آسيان ويُصنف بين أفضل 12 في آسيا، فيما لا يزال الدوري المحلي “BRI Super League” يحتل المركز 25 آسيوياً والسادس إقليمياً.