“حكمت وهي حامل وسائقة ميكروباص”.. حكاية دينا العتريس إحدى مؤسسات كرة القدم النسائية في مصر
02:58 م
الأربعاء 15 مايو 2024
كتبت-هند عواد:
بدأت كرة القدم النسائية المصرية في الانتشار، بعد قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بضرورة وجود فريق نسائي، للمشاركة في البطولات الدولية، ولكن الأمر لم يكن وليد الصدفة أو قرار الفيفا، وبدأت اللعبة في مصر، في التسعينات، لكنها لم تكن تحظى بنفس القدر من الأهمية والانتشار، نظرا لكونها لعبة مألوفة بالنسبة إلى الرجال.
وتشكلت كرة القدم النسائية في مصر، في التسعينيات ومطلع الألفينات، على يد جيل شارك في بطولة كأس الأمم الإفريقية 1998 بنيجيريا وأطلق عليهن “مؤسسات كرة القدم النسائية”، وكان هذه الجيل يضم كلا من، وسام عثمان، نعمة رشاد، مروة الحواط، آيات مرتضى، سارة حسانين، دينا العتريس، تحت إشراف سحر الهواري عضو الاتحاد المصري لكرة القدم آنذاك والمشرفة على اللعبة.
واختلف مصير لاعبات الجيل الأول لمنتخب مصر النسائي، إذ تحلل نعمة رشاد المباريات، وتتولى وسام عثمان تدريب فريق وادي دجلة للسيدات، وغيرهن من اللاعبات اتجهن إلى مجالات عدة، ولكن كان اختيار دينا العتريس مختلفا، وظلت في المجال الرياضي النسائي حتى عام 2007، و كونها معتادة على اختيار الطريق الصعب، المخصص للرجال، وعملت كسائقة على ميكروباص، يقود الركاب من الإسكندرية إلى القاهرة، ما يقرب من 3 ساعات.
وروت العتريس في تصريحات خاصة لـ”مصراوي”، كواليس رحلتها واختياراتها، قائلة: “كنت ألعب كرة قدم نسائية في ناديي سموحة وألترام، وفي عام 1999 أصبحت محكمة دولية، وشاركت مع منتخب مصر في أمم أفريقيا، ضمن الجيل الأول للعبة، وحكمت مباريات عدة وأنا حامل في الشهر السابع، وشاركت في دورة كاملة مع كابتن جمال الغندور في نادي أكازيا، خلال فترة حملي، وكانت تسمى دورة أبطال العرب، كما أنني أجريت اختبارات “الكوبر” وأنا حامل (وهي اختبارات بالجري للحكام والمحكمات وتقام كل عام)”.
ولكن في النهاية، ومثل كثير من اللاعبين واللاعبات، اعتزلت العتريس كرة القدم والتحكيم النسائي، وسافرت إلى دولة الإمارات، لكي تعمل في مجال السباحة والإنقاذ، وحصلت على دورات وشهادات في الغوص، ولكن واجب الأمومة أجبرها على العودة إلى الوطن، للإعتناء بأبنائها الذين كانوا في سن المراهقة، خاصة بعد وفاة والدها ووالدتها.
وفور عودتها إلى مصر، اتجهت للعمل في مجال غير مألوف وشائع بالنسبة إلى السيدات، وهو العمل كسائقة على ميكروباص، وكشفت لـ”مصراوي”، سبب اختيارها لهذا المجال، قائلة: “عندما قررت العودة إلى مصر قلت سأشتري ميكروباص، لأن هذه الوظيفة أعجبتني كما أن دخلها كان جيدا، وللمساعدة في دخل المنزل، كما أن الميكروباص كان ملكي ولم أعمل عند أحد أو أعمل عليه بالمرتب اليومي أو الشهري، وما زال موجودا حتى الآن في الإسكندرية، ولكن حاليا عدت إلى أبو ظبي مرة أخرى وأعمل مدربة في مجال الغوص والإنقاذ”.
وواجهت العتريس العديد من الصعوبات، سواء بلعب رياضة غير المألوفة في المجتمع بالنسبة إلى السيدات أو العمل في وظيفة الرجال، وكان يرفض كثير من الزبائن الركوب معها، لهذا اتجهت إلى ارتداء “الآيس كاب”، وكان يقول لها البعض “انتى أول ما تمشي بينا هنلبس في الحيطة”، ولكن حصلت على رخصة مهنية درجة ثالثة ثم استخرجت رخصة درجة ثانية، وتحدت جميع الصعاب، لتقنع في النهاية من كانوا يرفضون الركوب معها، بالحجز لأبنائهم.
اقرأ أيضًا:
“صعيدية ووالدها رفض في البداية”.. حكاية ميرفت فاروق أول لاعبة تحقق الدوري المصري مع 3 فرق مختلفة
“صدفة مترو وتشجيع أب”.. حكاية 3 لاعبات أشقاء في الملاعب