كتب : محمد القرش
03:53 م
21/11/2025
روى العميد شامل دراز الرئيس السابق لقطاع ناشئين سيراميكا كليوباترا في تصريحات خاصة “لمصراوي” قصة صعود مروان عثمان لاعب منتخب مصر.
دموع على بوابة سيراميكا تصنع نجم جديد
في رحلة صعود مروان عثمان، تتكشف كواليس سنوات طويلة من الإصرار والتحدي، البداية كانت عندما أنهى نادي المقاولون العرب ارتباطه باللاعب الصغير بدافع بنيته الجسدية الضعيفة، ليجد نفسه خارج القائمة بعد عام واحد فقط.
لكنّ القدر كان يمنحه فرصة جديدة، فعندما شاهده شامل دراز، المسؤول عن قطاع الناشئين بسيراميكا وقتها، في الاختبارات وسط مئات المتقدمين، لفت انتباهه بشكل مختلف، رأى لاعبًا ذكيًا، يملك موهبة واضحة ولمسات سليمة، رغم جسده النحيل، فقرّر ضمه، مؤكدًا لزملائه: “الولد ده هيبقى حاجة كبيرة جدًا”.
غير أن المفاجأة جاءت سريعًا عندما اكتشف دراز أن أحد المدربين استبعد مروان دون علمه، ليخبره الكابتن محمد ثابت: “الحق يا كابتن شامل… الولد اللي اخترته مشي”، فيركض خلفه حتى بوابة النادي ليجده يبكي، وحين سأله عن السبب، أجابه مروان: “قالولي مش عايزينك”. ليحتضنه دراز ويقول له بثقة: “تعال.. أنت هتبقى نجم مصر”.
عامان بلا مباريات.. برنامج خاص لصناعة نجم
منذ تلك اللحظة أصبح مروان تحت رعاية خاصة، عامان كاملان في التدريبات فقط دون مشاركة رسمية، باستثناء مباريات ودية قليلة، بينما كان الجهاز يرى في كل يوم ملامح لاعب مختلف ينتظر أن تنضج قدراته الجسدية.

ومع اكتمال طفرة النمو، تغيّر كل شيء، بدأ مروان يظهر بشكل أقوى، وانعكس ذلك على مستواه داخل الملعب، ومع إشراف المدرب ماهر شكري، تطور اللاعب سريعًا وأصبح أساسيًا ثم هداف قطاع الناشئين.
محطة ديروط الذهبية تولد مروان عثمان
انتقل بعدها لتجربة مع الفريق الأول تحت قيادة هيثم شعبان، الذي أعجب به لكنه رأى أنه يحتاج المزيد من التطور، فتوزع اللاعب بين المشاركة مع الفريق الأول والعودة للناشئين.
ومع رؤية الإدارة لأهمية منح اللاعبين دقائق لعب، طرح شامل دراز فكرة رعاية نادي ديروط ليكون محطة قوية لتطوير الناشئين المميزين، وبالفعل، أُرسل مروان هناك، لكن اسمه لم يبقَ طويلاً في ديروط؛ ففي أول مباراة ودية أمام طلائع الجيش تألق بشدة في الشوط الثاني، ليطلبه النادي العسكري بعد 15 يومًا فقط من تسجيله في ديروط.

قضى موسمًا مع طلائع الجيش، شارك خلاله في مباريات معدودة، ثم عاد إلى سيراميكا في ظل تغيّرات مستمرة بالأجهزة الفنية، ولم يحصل على فرصة حقيقية إلا بعد وصول علي ماهر، الذي فتح له الباب للانطلاق من جديد.
لاعب خجول وشخصية هادئة
مروان المولود في المعادي، يتمتع بشخصية هادئة وخُلق رفيع، وما يزال محافظًا على علاقته بمكتشفه الأول شامل دراز، الذي هنأه مؤخرًا بانضمامه للمنتخب، مؤكدًا أنه ما زال يشعر بالخجل في مكالماته معه حتى اليوم.
ورغم تعدد المراكز التي لعب فيها مروان خلال مرحلة الناشئين، جناح أيمن وأيسر ومهاجم وشادو سترايكر، إلا أنه نجح في كل دور أوكل إليه، خاصة في الخطط التي تعتمد على زيادة عددية في وسط الملعب.

وكان قطاع الناشئين بسيراميكا في ذلك الوقت أحد أقوى القطاعات، يضم أسماء مميزة مثل مصطفى سعد “ميسي”، والحارس علي الجابري، والمهاجم أحمد فاروق، والظهير يوسف عفيفي، وكان الفريق ينافس الأهلي بقوة على دوري 2001.
